تعودنا مع اشتداد كل ازمة تجتاح الواقع السياسي , يظهر علينا الديناصور المنقرض ( عزت الدوري ) في خطاب محاك ومدار بمشهد مسرحي هزيل , يدعو الى السخرية والاستهزاء والمسخرة من الاعلام المزيف الذي يقلب الحقائق , ويحول نقيق الضفادع الى الىبطولات خارقة تفوق مغامرات ( جميس بوند )في الدس الاعلامي الرخيص المصاب بمرض الحقد والكره والانتقام من الشعب العراقي بكل طوائفه وقومياته , فقد اطل الغراب الاسود في فيديو مشروخ وسقيم يصب حمم براكين الغضب والحقد المتامر على الشعب ,في خطاب طائفي مشحون بالتهديد والوعيد بارتكاب مجازر دموية وبالخراب والدمار , ليعزف سمفونية الموت بالشحن المقيت ليحرق العراق باهله وشجره , يذكرنا بتهديدات سيده المقبور حين هدد بتحويل العراق الى ارض بدون شعب , وفي صومعة متنافرة بالتناقضات والتبجح باذيال الماضي المخزي و الذي عفى عليه الزمن ورماه في مزبلة النفايات , لم يقدم شيئا جديدا , ولم يغيير من نوطة معزوفته البغيضة , اي نفس النغمة , ونفس فقاعات الصابون ونفس الديكور والمكياج واللغة المبطنة والتي تنذر بالخراب والدمار والتي تعبر عن اخلاقيات وفكرالذي ينتمي الى مدرسة البعث وشهوته في التخريب وارجاع عقارب الساعة الى الوراء باغثاث احلام مريضة وفكر مفتون بالدم والانتقام والابادة , وقد مارسوها بابشع الصور الوحشية اثناء حكمهم البغيض , الذي جثم على الشعب العراقي لاكثر من ثلاثة عقود عجاف , ضاق الشعب منها المرارة والويلات والمصائب وكوارث الحروب المجنونة , واساليب القمع الوحشي في كل مناطق العراق من الجنوب الى مرورا غربا والى منطقة كردستان . لا يمكن للشعب ان ينسى المقابر الجماعية والاعدامات بالجملة وحرق وتدمير كردستان وجريمة حلبجة بالكيمياوي,وتشريد اهل الجنوب وحرق النخيل وتجفيف الاهوار , والطعن في اصلهم ونسبهم ونعتهم بالصفات البذئية والحاقدة وتشريد ومصادرة الاملاك ونزع الجنسية من الطائفة الكردية الفيلية , وجرائم تفوق العقل وكل التصورات بالحقد الفاشي الشوفيني المتعصب بفكر البعث الفاشي . ان الشعب لايمكن ان يتصالح مع القتلة والمجرمين , الذين خربوا البلاد والعباد ولا زالت شرارات حقدهم تحصد الابرياء . ان الشعب اوعى وانضج من تفاهات البعثية التي تطل علينا بين فترة واخرى , ومن كثرة ترهلها بالسقم والمسخرة والتندر والسخرية والاستهزاء . اذ لايمكن للشعب ان ينسى ويتجاهل ويتعامى عن ماضي البعث الاسود , تحت اي غطاء او ثوب اوقالب اوتكتل مزيف, لان مدرسته تشتهربالخداع والدجل والغدر والتضليل والنفاق , ولا يمكن للذئب المتوحش ان ينقلب الى وديع ومسالم , ولا يمكن ان تتحول غربان الشؤم الى حمام سلام ومحبة , ولا يمكن للنفايات والازبال ان تتحول الى حدائق وزهور وعطور الرياحين , ولا يمكن ان يتحول هذا الديناصور المنقرض مهما حاول الاعلام المزيف ان يخلق قصص بطولية ومغامرات تفوق جميس بوند وسوبرمان , فانه يظل من الماضي المنتهي والمقبور في مزبلة التاريخ , فان قصص التشويق والدرما والتهويل لاتجذب حتى الاطفال , ولا يمكن ان تحدث شرخ في النسيج الوطني واستغلال الازمات باشعال الفتن والحرب الطائفية , لقد جربها الشعب وضاق الحنظل والمرارة والخسارة الفادحة , ولايمكن ان تتكرر بحرص ومسؤولية بحفظ سلامة العراق من كل الطوائف , وماخطاب الديناصور المنقرض, ما هو إلا مازاد عزوز بالاسلام خردلة
|