• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : زمان مستر طز .
                          • الكاتب : جمعة عبد الله .

زمان مستر طز

تلعب لغة الاعلام والمفردات المستخدمة دور فعال في تاثير في عامة الناس من ناحية الاقناع او الرفض ومدى انسجامه مع الواقع سوى كان ينقل الحقيقة او يتجاوزها بلغة الكذب والتضليل او التغطية على فشله وضعف الحجة والمنطق
 والقفز على الواقع المرير . فمثلآ كان النظام المقبور يتسم اعلامه بالعنجهية والكبرياء الفارغ , سوء استخدام المفردات بتزيف والتضليل والكذب والدجل بالتبجح بانه يستند الى اسناد شعبي عريض . او يصور الهزائم على انها انتصارات
تحت قيادة القائد الاوحد , ويخلق انتصارات وهمية لخداع الرأي العام , وكيل سيل من الشتائم والكلمات البذيئة دون حساب , والتي تدل على هزالة ثقافته وفكره الغاشم بانه دائما على صواب والاخرين يجرون اذيال الخطيئة او الهزيمة
النكراء , ومن يتذكر الصحاف واسلوبه الذي يثير السخرية والاستهجان ففي لحظة يتطرق الى الانتصارات العظيمة الوهمية بمئات القتلى والجرحى من الامريكان على مشارف بغداد التي ستكون مقبرة لهم و (طز بهم ) وبشائر النصر
بدأت تلوح في الافق ولم يكمل مسرحية تصريحاته التي صارت محل تندر ونكات بذئية  حتى ظهرت احدى الدبابات الامريكية التي فقدت طريقها ووصلت الى جسر الجمهورية مما اثارت الرعب والخوف في ابطال قائد الضرورة بان
ينزعوا الزي الزيتوني والنجاة بارواحهم ,و بتمزيق عنجهية النظام بهذه الصورة المزرية والتي تدل على الافلاس التام , اذ لم ينقذه الدجل والكذب والتضليل وطز فيهم كل الشعب مع القائد . . وانتقلت كلمة ( طز ) الى الاعلام الليبي
وقد استنسخها بحرفية ودقة وكثر من استعمالها بمناسبة او دون مناسبة وخاصة في خطابات المقبور القذافي وابنه ( سيف ) الذي ظل متمسكا بها حتى بعد سقوط عرشه في ( العزيزية ) في التشبث بالسلطة بالحديد والنار ( وطز فيكم
انا معي ملايين الجماهير . طز فيكم من انتم ؟) ولكن سحر هذه الكلمة لم تسعفه من السقوط الذليل والمخزي وتمزقت عظمته والالهيته التي تبجح بها عقود من الزمن وانتهى به المطاف مختفيا في مجاري الصرف الصحي , كما انتهت
عظمة رفيقه ( صدام ) في حفرة الجرذان , هذه نهاية المنطقية لعظماء وعباقرة الزمان الرديء الذين يبنون عظمتهم على جماجم شعبهم .. والان سافرت او انتقلت عدوى ( طز ) الى الاعلام النظام السوري بقوة وعنفوان , رغم انه يصارع
ايامه الاخيرة بسبب القتل الوحشي والمجازر ضد السكان الابرياء وتدمير المدن السورية بشكل مروع , لم يشهد له التاريخ مثيلا .. ولكن من الغرابة والدهشة شيوع استخدام ( طز ) في الاعلام العراقي بكل صنوفه واشكاله وخاصة
عند السياسيين واعضاء البرلمان الذين صاروا فجأة فرسان يتنقلون بكثرة بين الفضائيات وصاروا جزء مكمل لها يسوقون مفردات ومفاهيم لغوية وسياسية لا يفهم معناها ومضمونها وطلاسيمها إلا الراسخون في علم السحر وحل الحزورات
الصعبة . يتناولون وببساطة متناهية لكل سؤال محرج ( طز ) كأنها تسعفهم من الاحراج والارتباك او الوقوع في المحضور . والتخلص من المواقف الحرجة , ينسحبون تحت مظلة طز كما تسحب الشعرة من العجين . وكذلك انتشرت
هذه (الطز ) عند بعض الكتاب وبعضهم يملك ناصية الكتابة ومهارة المقال السياسي وقوة الاقناع والحجة , ويمتلكون كل مواصفات الكتابة بطرقها واساليبها وخفاياها وما خلف الكواليس وفي الغرف المظلمة والسرية وما يدور من
صفقات سرية . وهذا يدعو الى الحيرة والاستغراب من شيوع ( الطز ) لتصبح المفردة المحبوبة في الاعلام .. وخاصة وان اعلام المعارضة ( الاسلامية والوطنية ) انذاك كان يخلو تماما من هذه المفردة اثناء مجابهتها للحقبة
الدكتاتورية . ولم تستخدم في ادبها السياسي لفضح اساليب النظام الطاغي امام الرأي الداخلي والدولي , وما يجري في الداخل من قمع واضطهاد .. وهنا نطرح السؤال والتساؤل . لماذا اصبح يتداول هذه الكلمة طز بكثرة بمناسبة
او دون مناسبة ؟ وما السحر واللغز من استخدامها في اوقات التأزم ونوبات الارتباك والاحراج وفي ثورات الغضب والتنافس ورفض الاخر وعدم القبول به او مخالفة الرأي الاخر  . اننا امام واقع اعلامي محير ومفتون ب (طز ) انها
بحاجة الى تفسير وتوضيح عن دلالة شيوع هذه الكلمة بهذا الحجم الواسع . هل هي طز صالحة لكل الطبخات وان بدونها لا تكون طبخة طازجة وخاصة وان طز تعني في اللغة التركية  ملح




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20716
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13