• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الفهم الرأسي .. والفهم العكسي. .
                          • الكاتب : ايليا امامي .

الفهم الرأسي .. والفهم العكسي.

 

بمناسبة هذا الجو الحار .. عدنه هواي ناس متتحمل نقاش .. فأحب أوضح شي بخدمتهم.

إعلموا أنكم عندما تنشرون بعض لقطات الخدمة الحسينية .. لو طبخ مفطح .. لو تدليك أقدام .. لو صينية عالراس .. وتشوفون ناس تنتقد وتهاجم وتستهزء .. فهاي الناس (تفكر بالعكس) .. وواجبنا ندفعهم لإعادة ترتيب تفكيرهم من جديد.

وتوضيح ذلك هو:

كل إنسان (عاقل) و (رزن) إذا شاف أمامه ظاهرة غريبة عن ثقافته المتعود عليها .. راح يواجهها بثلاثة مستويات بالترتيب:

١) المستوى الأول هو (التعرف) وجمع البيانات .. فيحاول يسأل ويستفهم ويجمع معلومات عنها .. ويتعرف عليها .. وياخذ فكرة عنها بالبداية .. ويتأكد أنه فهمها زين .. قبل أن يطلع منه أي رد فعل سلبي أو إيجابي.

وهاي المرحلة الي عبر عنها القرآن بالسؤال بالآية (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا) فالقيام لله هو التهيؤ والاستعداد الجدي للموضوع والمبني على الباعث الإلهي (لله) وجمع المعلومات .. قبل الدخول في المستوى الثاني (ثم تتفكروا).


٢) المستوى الثاني هو (التأمل) فيحاول دراسة وتحليل هاي الظاهرة بكل تجرد بناء على المعلومات المتوفرة .. ويشوف هل هي جيدة أو لا .. وشنو نفعها وشنو ضررها.

وهذا المستوى الوسطي هو أهم مرحلة للإنسان العاقل .. لأنه من جهة ما اكتفى بمجرد جمع البيانات والمعلومات بالمستوى الأول بدون دراسة وتحليل.

ومن جهة أخرى ما استعجل وقفز للمستوى الثالث وراح مباشرة لاتخاذ موقف قبل أن يدرس الموضوع بالمستوى الثاني.

ولأهمية هاي المرحلة جاء القرآن زاخر بالآيات الحاثة على التفكر والنظر والتدبر .. بحيث يحتار الإنسان بأي آية يستشهد .. ولكن للتبرك نذكر قوله سبحانه ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ).


٣) المستوى الثالث هو (الموقف) فيتخذ الأنسان موقف ثابت من هاي الظاهرة .. لو يكون وياها لو يكون ضدها.

وأي واحد تشوفه يتردد ويتقلب بمواقفه .. فهو إما صاحب مصلحة .. أو عنده خلل بالمستويين السابقين .. بحيث عبرهم واتخذ موقف مستعجل .. وقد يغيره بأي لحظة ما دام البيانات مو مكتملة والدراسة مو صحيحة.

 والموقف المبني على تعرف وتأمل صحيحين .. هو الي تكلمت عنه الآية بقصة السحرة لما شافو معجزة موسى عليه السلام أمام عيونهم فخاطبوا فرعون (قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا ...)


ومن الآيات الي جمعت المستوى الأول والثاني هي قوله تعالى ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) فالرؤية هي التعرف .. والتبين هو نهاية التأمل.

وأما الآية الي جمعت المستويات الثلاثة فهي الآية المبشرة ( فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ) 

فالاستماع يضم التعرف والتأمل .. والاتباع هو الموقف.


هذا التسلسل المذكور أعلاه هو المنطقي والصحيح من الانسان العاقل.

لكن من تشوف انسان جاهل يهاجمك ويهاجم طقوسك بدون أن يفهم منها شي .. فهذا قفز للمستوى الثالث (الموقف) وهو يتصور بأنه مكمل المستويين السابقين .. لأن الإعلام المعادي يخلي يفترض نفسه حصل على كل المعلومات الكافية ودرسها وفهمها ومن ثم اتخذ موقف.

وهذا راح نبدأ وياه بالعكس .. وإذا شويه صبرنه عليه ووسعنه بالنه وياه (بالتي هي أحسن) وطلبنه منه يدرس الأمور .. راح نشوفه يتراجع من (الموقف) إلى (التأمل) وكلما تكون حضرتك موفق بعرض وجهة نظر مذهبك بشكل أفضل .. راح تشوفه يتراجع وياك ويستغني حتى عن (التأمل) ويقبل بـ (التعرف) ويبدأ يسمع منك ويجمع بيانات من جديد.

المهم التركيز على فكرة .. أنك أيها المستهزء ماذا تعرف ؟ وماذا درست عن الموضوع ؟ وهل تقبل على نفسك مهاجمة ملايين الناس بدون معرفة وبافتراض أنهم بلا منطق ؟

صدقوني من كان يحترم عقله سيرجع إلى رشده .. ومن لا يحترم عقله لا حاجة لنا بتعرفه ولا تأمله ولا يهمنا موقفه.

وهذا هو معنى أن الشعائر الحسينية هي الي تعرف الناس بالتشيع والدين .. لأنها ممكن تعمل على الخطين ..

الخط الطبيعي السهل .. تعرف ⬅️ تأمل ⬅️ موقف.

والخط العكسي الي يحتاج محاورين جيدين وصبورين .. موقف 🔙 تأمل 🔙 تعرف.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=195806
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 08 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12