• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : مومياءات "الزمن الجميل" عاشت فتجندرت.. .
                          • الكاتب : حسين فرحان .

مومياءات "الزمن الجميل" عاشت فتجندرت..

تبعثنتِ.. توهبتِ.. ولو عِشتِ تجندرتِ..

هذه هي حقيقة من يقف اليوم -من أبناء بقايا ما يسمى "بالزمن الجميل"- معترضا على إبراز الهوية الثقافية للمجتمع العراقي ويصر على طمسها..
هذا هو النموذج الذي يعترض لمجرد الاعتراض.. بلا فهم، و لا إدراك، و لا رأي راجح..

ما يزعج حقا هو كثرة المصاديق لاتباع كل ناعق؛ حيث يقف أصحاب الإرث البعثي مثل مومياءات سُرقت حليها أو كصفائح نفايات قديمة أكلها الصدأ فامتلأت بالثقوب فما عادت تنفع حتى للنفايات؛ رغم ارتدائها لثوب المدنية و استعارتها لمصطلحات الحداثة وما بعدها، وتشدقها بتكرار اسماء رواد ومؤسسي المذاهب التي يقال عنها أنها (فكرية)!! وهي التي تتطلب منها -للنطق بها-  اعوجاجا مؤقتا في الفم وطيا للشفتين و حولا وزيغا في العينين لكي تظهر المفردات بطريقة (باريسية أو لندنية) تتناسب مع ما ترتدي من ثياب مستوردة دخيلة (أغلبها من البالة) لا تمت لهويتنا المحتشمة بصلة، وتتخذ من الغليون وفنجان القهوة وبعض الكتب الصفراء نمطا لثقافتها البائسة التي تزدري الآخر وهو الذي امتلأ علما وثقافة و عاش مؤمنا مجاهدا كادحا.. أو طالب علم قضى في كتابة البحوث الحوزوية ودراستها عمرا مباركا لم يرتدي تلك القشرة البالية من ثياب مزركشة أو يخاطب جمهوره من وراء الغليون.. وحين وطأ الأوباش أرضه ارتدى لامة حربه فقاتل واستشهد.

قضية (قانون الأحوال الشخصية) لم تكن القضية الوحيدة التي لاقت هذا السيل من الاعتراضات وتلك الهجمة المستبدة، بل أن كل ما صدر وسيصدر عن المتمسكين بهويتهم وتراثهم وأصالة فكرهم؛ سيقابل بردود هوجاء من اولئك الذين تفوح من أفكارهم روائح الانحراف وفقدان البوصلة..
فهي ثلة جُمعت فيها كل الرذائل: من تبعية مُذلة للسفارات والمنظمات الاوربية، الى تاريخ بعثي أو ماركسي، أو توجه فكري لا ملامح له يبحث عن ولي نعمته تارة في عمّان وتارة في أربيل وأخرى في دبي..

هؤلاء هم من يعترض اليوم على أن يكون للأغلبية الحق في أن يكون لها حرية اختيار ما يناسبها من قوانين تنظم أحوالها الشخصية، ولذلك دوافع من اهمها: مرض ازدراء الآخر المخالف لها بالفكر والمعتقد، وكذلك ما تتلقاه من دعم غربي لمنع أي إقرار لأي قانون يرسخ الهوية الحقيقية لأبناء هذا البلد الذي يراد له أن يكون بلدا بلا هوية أو ان يكون بهوية هجينة مستوردة تتلائم في كل الأحوال مع مقررات منظمات عالمية تعمل بأريحية تامة، وتكون فوق القانون وفوق القيم وفوق كل المحددات.. و خير شاهد ما حدث في حفل افتتاح أولمبياد باريس حيث قالت (المثلية) كلمتها فكان حفل الافتتاح المسرح المناسب الذي أطلت منه على العالم معلنة عن قذارتها دون أن يكون لأحد في فرنسا سلطة عليها بل جرى ذلك كله بموافقة حكومية وحماية حكومية وإن لم يكن كذلك فقد حدث ذلك وسط صمت حكومي فرنسي ارتأى عدم التدخل لكي لا تنعته المنظمات الجندرية بالتخلف!!

لقد أنفق الغرب منذ ٢٠٠٣ لغاية اليوم مبالغ خيالية من أجل أن يكون العراق -ثقافيا- في قبضة دعاة الجندرة والمثلية والنسوية والشذوذ، وهذا يعني أن تكليفهم الجندري يقتضي منهم التحشيد لرفض كل ما من شأنه إبراز الهوية الثقافية للشعب العراقي باستخدام أساليب الكذب والتدليس والافتراء وتسقيط الخصوم و توظيف الجهات الاعلامية الرخيصة لاظهار مالديها من طاقات شاذة في سبيل صناعة رأي عام معارض ومن ثم انتظار استسلام أصحاب الشأن في أجواء يتراجع فيها ابليس ليرى صنع ابنائه..

نحن بحاجة ماسة لمزيد من الوعي.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=195457
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 08 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12