• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : والله ما رأيتُ أصحاباً… .
                          • الكاتب : علي السراي .

والله ما رأيتُ أصحاباً…

أبداً.... لم يكونوا إثنان وسبعون بالعدد... بل كانوا سبعون كتيبة، وفيلقين جرّاريّن هما العباس والأكبر ، ومن ورائهم جيش بأكمله إسمه الحسين..

لم تحمل الارض في تلك الظهيرة الحمراء على ظهرها بأجمل ولا أحلى ولا أوفى ولا أشجع ولا بأشم من تلك العرانين إلى يوم الدين...

لقد خلقهم الله فقط ليكونوا أبطال رواية جميلة وفرسان ملحمة مقدسة، رسموا بدمائهم القانية لوحة كونية خالدة بألوان العشق والإثار والفداء والوفاء والتي جسدت إنتصار الحق الدائم على مر التاريخ رغم المحن ...

لقد كانوا وبكل تواضع كانوا حشداً سماوياً رائعاً إسمه ....

حشد الحسين...

صدگية صحبتهم، كما قال الحبيب مرتضى حرب في وصف ملحمة أصحاب الحسين عليه وعليهم السلام..

فهذا نافع البجلي مخاطباً الحسين عليه السلام…ثكلتني أمي إن سيفي بألف وفرسي مثله فوالله الذي منَّ بك عليّ لا أفارقك حتى يكلا عن فري وجري…

وهذا محمد ابن بشير الحضرمي… أكلتني السباع حياً إن فارقتك….

وذا بنُ يزيدٍ الرياحي … إني أخير نفسي بين الجنة والنار، والله لا أختار على الجنة شيئاً ولو أُحرقت….

وهذا بنُ القين … والله وددت إني قُتلت ثم نُشرت ثم قُتلت حتى أُقتل كذا ألف مرة وأن الله عز وجل يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك….

وهذا سيد القُراء بريراً … يا ابن رسول الله، لقد منّ الله بك علينا أن نقاتل بين يديك تقطع فيك أعضاؤنا، ثم يكون جدك شفيعنا يوم القيامة….

وذا الشاكري عابساً حاسراً دون الدرع والمِغفر يعلنها مجلجلةً مدويةً في عرصات كربلاء حب الحسين أجنني…

وهذا هلال بن نافع…والله ما كرهنا لقاء ربنا، وإنا على نياتنا وبصائرنا، نوالي من والاك ونعادي من عاداك….

أما بنُ عوسجة…أنحن نخلي عنك؟ وبماذا نعتذر إلى الله في أداء حقك؟ أما والله لا أفارقك حتى أطعن في صدورهم برمحي، وأضرب بسيفي ما ثبت قائمه بيدي، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة حتى أموت معك….

وهذا سعيد الحنفي… لا والله يابن رسول الله لا نخليك أبداً حتى يعلم الله أنا قد حفظنا فيك وصية رسوله محمد صلى الله عليه وآله، ولو علمت أني أقتل فيك ثم أحيى ثم أحرق حياً ثم أذرى ، يُفعل بي ذلك سبعين مرة ، ما فارقتك حتى ألقى حمامي من دونك، فكيف وإنما هي قتلة واحدة ثم أنال الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً….

وهذا جون… أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم ؟ ...

لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم…

سيدي يا حسين أيُ عشق هذا ؟؟؟

وأُي هيام وغرام هذا ؟؟؟

أيُ سحرٍ وأيُ ذوبان هذا ؟؟؟؟

لاوالله لم تنجب الارحام أصحاباً كأصحابك، ومن باعوا الحياة وشروا الأخرة بالارواح والمهج.

فسلام على حشد أنصارك ياحسين، وعلى حشود أحفاد أصحاب الحسين في إيران والعراق وفلسطين ولبنان وسوريا واليمن ونايجيريا وكل حر منصف شريف في العالم يرفض الظلم والاستكبار ،أولائك الذين يسيرون بخطى حثيثة على نهج الحسين…

حشدُنا المقدس…هم أحفاد أصحاب يوم العاشر …أولائك الذين يُعرفون بليوث الغاضرية… وهم من سيكونون سيوف وذخيرة المدخر الذي أعده الله لاقامة دولة العدل الالهي في الارض ويأخذ بثأر كربلاء الحسين عليه السلام …ذلك هو المهدي صاحب الامر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء…




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=194898
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 07 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12