• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحرص على الحسين بين الثبات و(التمنطق) .
                          • الكاتب : د . عباس عبد السَّادة شريف .

الحرص على الحسين بين الثبات و(التمنطق)

 

في كل قضية هنالك فئتان تتنازعان الحرص، والاهتمام، فئة صادقة ثابتة في السراء والضراء، وفئة تمد رأسها من بين أكوام القش أوقات (النفاه) لتتمنطق بما تشتهي وتهوى.

ولعل من أبرز القضايا التي تبرز بها الفئتان بوضوح هي القضية الحسينية.

وفي القضية الحسينية نجد فئتين، فئة تنطلق من فطرة، ومشاعر صادقة تتشح بالسواد، وتظهر الجزع حزنًا على إمامها المظلوم الغريب العطشان.

وفئة تتأنق بأزهى الألوان، وتتكئ ببطر، لتخرج كل ما تنبهر به من أفكار دخيلة، ولا سيما المناهج الغربية التي لا تجتر منها إلا ما يضر، أو تسقط ما هو غريب على قضايا لا علاقة لها بها.

فبينما تعيش الفئة الأولى حزنها، وآلام المصيبة التي لا مثيل لها في التاريخ، تجد الثانية تتمنطق بكل بطر بحجة الحرص على الحسين وقضيته.

ولو تأملنا قليلًا بمواقف الفئتين، لوجدنا الفرق بين الثبات والتمنطق.

فعندما كان مرقد الحسين - عليه السلام - وغيره من مقدسات البلد عرضة للخطر من زحف عصابات الإجرام والتكفير أي الفئتين أخرجت أبطالًا للتضحية والفداء، وأيهما اكتفت بالتفرج، والبحث عن زلات هنا وهناك؟!

وعندما تتعرض شريعة جد الحسين - صلوات الله عليهما - لانتهاك، ومخالفات، أي الفئتين تنبري للدفاع عن الشرع كما دافع الحسين - عليه السلام - وأيهما تصفق للفسق والفجور، وتشجع بحجة الحرية والانفتاح؟!

وعندما تمر ذكرى فاجعة الحسين العظيمة، أي الفئتين تظهر الحزن والجزع والمحبة، وأي الفئتين لا يعنيها ذلك؟!

وعندما يساء للحسين - عليه السلام - أو لأحد مقدسات الحسين بفعل أو قول، أي الفئتين تصون المقدس الحسيني، وترفض الإساءة، وأيهما تكتفي بالسكوت، أو تبرير الإساءة أو رفع شعار قبول الآخر لتمرير الإساءات؟!

وختامًا، لست أدعي أن العزاء الحسيني لا يخلو من أخطاء ومخالفات، ولكن تشخيص ذلك، وإصلاحه وظيفة الفقهاء، وفضلاء العلم الديني، وأرباب العزاء المخلصين، وهم جادون بذلك غير مقصرين.

أما المتمنطقون فلينشغلوا بهواياتهم خير لهم من التطفل على ماء غير مائهم.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=194873
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 07 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12