الكويت، واحة حرية الرأي والتعبير والفكر في صحراء قاحلة لم تألفللكلمة معنى ولا للحرية مضمون.. الدولة الصغيرة، كبرت من خلال الحريةالتي تميّزت بها، حتى على مستوى السينما، عندما كانت مصر المتطورةتحظر بعض التفاصيل، يلجأ منتجوها وفنّانوها الى الكويت ليعبّروا عنفنونهم من دون رقيب.
الحرية هي مصدر القوّة الوحيد الذي تملكه الكويت، وحريتها ناتجة عنتنوّع انتماءات شعبها، فلم يكن امامها خيار سوى تبنّى هذا المنهج.
كان الكويتيون، من النخب الثقافية، يناقشون مفهوم الحرية وهل هيذاتية ام مفروضة عليهم، اجوبتهم كانت تظهر في "مجلة العربي" انّحريتهم مفروضة، صدقوا في الاجابة ولكن مقدماتها ليست صحيحة!
افترض المثقف الكويتي انّ الحرية فُرضت على بلاده من الغرب، والحقيقةانّها مفروضة بحكم التنوّع الذي تتصف به البلاد، فالسنة والشيعةيتقاربون في النسب العددية، اذ تذهب بعض الاحصاءات الى كونالشيعة يمثّلون 35٪ من نسبة السكان في البلاد وقد تصل الى ما يقاربالنصف من الشعب.
وعلى مرّ العصور بقيت هذه الطائفة تمارس عقائدها على اعتبارها مكوّنٌاصيلٌ وأساسيٌ من مكونات الشعب الكويتي، وحتى في الزمن الذي مُنعفيه شيعة العراق الذين يمثّلون غالبية الشعب العراقي من ممارسةشعائرهم، ظلّت الكويت محتفظة في هذه الميزة التي لم تؤثر علىغالبيتها السُنية.
بعد العام 2020 استلم الامارة نوّاف الاحمد الصباح ومن بعده مشعلالاحمد الصباح، وفي هذه العهد بدأت تظهر المشاكل الكويتية الى العلن،وآخرها ما قام به الامير الحالي من تجميد الدستور وحلّ مجلس الامة،الامر الذي يصنّف على انّه تراجع سياسي خطير.
الخطورة تكمن في الانتماء او الافكار التي يؤمن بها آخر حكّام الامارة ، اذيتبنى كليهما المنهج السلفي الوهابي، الامر الذي جعلهما يتقاطعان معالحرية الدستورية وبالتالي السطو عليها، ومن ثم الذهاب ابعد الى طمسحرية العقيدة.
يقال أنّ تهميش الشيعة في الكويت ومنعهم من ممارسة عقائدهم، جاءنتيجة للتأثيرات والضغوط السعودية، إن كان القول صحيحا فالكويتتهدم دولتها واستقرارها القائم على حرية التعبير، وفي الوقت الذي تتجهبه السعودية الى اتاحة بعض الحريات، تتراجع الكويت في هذا الملفالحسّاس
|