• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إلى هيئة الإعلام: إياكم! .
                          • الكاتب : منار العامري .

إلى هيئة الإعلام: إياكم!

 عندما نشاهد رجلاً يرتدي العقال العربي أو الكوفية أو الشماغ، فإن أذهاننا تنصرف إلى التفكير بصفات العزة، والفخر والشهامة والنخوة، والسجايا النبيلة التي يمتاز بها سكان جنوب العراق، الذين عُرفوا بارتدائهم لهذا العِقال، ولمّا صار الشماغ العربي دالّاً على هذه الصفات، وجدنا أن جبهة الأعداء بدأت تبثّ سمومها الناعمة عبر قنواتها الرقطاء، لكي تقوم بتغيير هذا المفهوم وهذه الرمزية التي يدلّ عليها الشماغ (العقال العربي) وهنالك مِن المرتزقة مَن هرعوا إلى تنفيذ أجندات الأعداء، عبر المتاجرة بشرفهم وعِزّهم مقابل حفنة من الدولارات وإرضاءً لأسيادهم، والمدعو إياد راضي كان نموذجاً لمن باعوا أنفسهم بثمن بخس.

يُصوّر هذا المرتزق، الرجلَ الجنوبي ذو الشماغ بأنه رجل غبي ساذج، جاهل وغير متعلم وتافِه، يقوم ببعض التصرفات غير اللائقة أمام المجتمع، ليقوم الآخرون بتأنيبه وتوبيخه وهذه اساءة عظيمة وظلم كبير لتاريخ العراق وحاضره ومستقبله، لِما له من تأثير على تغيير المفاهيم النبيلة والمبادئ السامية.

لم يكن رصدنا لحالات الإساءة تلك مرة واحدة فقط، بل قد رصدنا الكثير مما يندى له الجبين، فقد تراكمت هذه الأعمال السنوية المسيئة، والتي يصرّ فيها هذا الممثل في كل عام، أن يقوم بنفس هذه الإهانات الموجّهة للرجل الجنوبي، وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدلّ كما أسلَفنا على أنه يقوم بتنفيذ أجندات الأعداء وأهدافهم، ويدسّه بشكل ناعم كالسم في العسل، فتقوم هيئة الإعلام والإتصالات (من حيث تعلم أو لا تعلم) بتقديم هذا العسل إلى المجتمع العراقي بهيئة مسلسلات رمضانية، وظيفتها غسيل أدمغة الأجيال القادمة، فضلاً عن أدمغة باقي الفئات العمرية، ولَعمري إنّه لا يُخدع إلّا من كان غافلاً مغمض القلب عن البصيرة.

لن يبدو استهداف الأعداء لهذا الشماغ الأبيّ غريباً، إذا علِمنا ماذا يعني وإلامَ يرمز، إنه رمز مشترك بين العراق وفلسطين، أصله من الكوفة ويرمز إلى مناهضة المحتل وإذلاله، وصار اليوم رمزاً عالمياً يرتديه كل من يريد نصرة ودعم القضية الفلسطينية.

بعد معرفة السبب أعلاه صار واضحاً سببُ تركيز القنوات المأجورة الصفراء، على تشويه صورة هذا الرمز، وتحويله إلى رمز للذلة والخنوع والخضوع والغباء والغفلة وما شابَه، لكي تنشأ أجيال خانعة خاضعة لا تعرف طريق الحرية، وليس في قاموسها مفردةُ مقاومة.

ما لايعلمه المدعو إياد راضي أن أول من ارتدى هذا العقال (الشماغ او الكوفية) هم البابليون، ولكنه بدل أن يفخر ويعتزّ ويعرف العالم على حضارته، أصبح يفعل ما يشينها ويهينها.

إلى هيئة الإعلام والإتصالات، إياكم أن تتجاهلوا أصواتنا المطالِبة بإيقاف القرقوز (إياد راضي) عن التمثيل فإننا بصدد رفع دعوى قضائية ضده ولن يثنينا عن ذلك شيء.

نحن نعتز بشماغنا وحضارتنا، وندافع عن مجتمعنا الجنوبي الشهم الغيور، ولن نسمح بتكرار هذه الإساءات، لا من قِبل النَكِرة أعلاه ولا من قِبل غيره، وقد أعذر من أنذر فسارعوا الى النظر في مطالبنا.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=192260
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 03 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13