• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : البلاء والحوادث المؤلمة في الحياة! " أصول تزكية النفس وتوعيتها، للسيد محمد باقر السيستاني " .

البلاء والحوادث المؤلمة في الحياة! " أصول تزكية النفس وتوعيتها، للسيد محمد باقر السيستاني "

 

اعلم أن لله سبحانه وتعالى حكمة بالغة في تقدير الحوادث المؤلمة في الحياة بقسميها فردية كانت أو اجتماعية.

أما ما كان قدراً للإنسان في الحياة فهو اختبار وامتحان له حتى يميّز الله سبحانه وتعالى الناس بحسب خياراتهم، فيجازي كلّا بحسب سلوكه وخياره، قال تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾ (العنكبوت: 2)، وقال: ﴿مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾ (آل عمران: 179). 

وأما ما كان مما يترتّب على اختيارات الإنسان فهو على العموم أشبه بالآلام المنبّهة على الأمراض، فإن اهتدى المجتمع والفرد إليها قبل وقوعها بالالتفات إلى سنن الحياة وحذّر منها وُقيها وسلم منها.

وإن شعر بها عند إرهاصاتها فأصلح من شؤونه ما كان فاسداً لم يبتلِ بعنفوانها وشدّتها ودوامها، وإلا وقع فيها ولم يبق له محيص منها إلا الاعتبار بها والاتّعاظ منها لما يستقبله الإنسان من أمره، كما قال سبحانه: ﴿فَأَخَذْنَاهُمْ بِالبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ﴾ (الأنعام: 42).

فهذه الحياة مشهد مركّب ومعقّد تمتزج فيها الظواهر المختلفة والعوامل المتعدّدة، ولكن لا يصعب على الإنسان التبصّر لواقعها إذا كان حريصاً عليها، كما يتبصَّر من سائر أموره ما هو على مثل هذه الصفة من التعقيد والتركيب، ولكنه يكتسب معرفة وبراعة فيها بالاهتمام والإصرار.

(أصول تزكية النفس وتوعيتها، للسيد محمد باقر السيستاني: ص١٢١)




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=188394
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 11 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14