حين تنال المرأة صفة خادمة حسينية،سيكون المعنى أقرب الى التسامي مع المعتقد مع الايمان بنهضة الحسين عليه السلام،واعتقد ان هذا الامر مفهوم عند خادمات المضيف في العتبة العباسية المقدسة،لذلك كان استقبالهن لنا نحن ملاكات الشعب الارشادية والاعلامية في مركز الثقافة الاسرية والشعب العاملة في الارشاد النسوي فيه الكثير من المودة الحسينية، فيه روح الانتماء الى خدمة الحسين عليه السلام ، فكرت بان اجري دردشة عابرة معهن لتكون الخادمة على سجيتها،فسألت هل خدمة الزائرات في المضيف ضمن الامر الإداري للوظيفة؟ اجابتني احداهن :ـ لا ابدا بل هو اجمل احساس ان تكون لديك جنة في الارض وهي خدمة زائرات الحسين،لو تفتح لك الحجب الان بقدرة الله اكيد سترين هالة النور السماوية وهي تحيط كل زائرة حسينية، يبدو ان السؤال حفز خادمات المضيف على الحوار، عقبت خادمة حسينية اخرى:ـ منذ سنوات وانا اواصل خدمة الزائرات. واتشرف بهذه الخدمة. فهن المتفضلات علينا،احدى الخادمات اجابتني بابتسامة مودة. وقالت :ـ انا اريد ان اسألك،قلت :ـتفضلي
قالت :ماذا لو مشت الزائرة هذا الطريق الطويل الذي مشته اليوم لكن في غير ايام زيارة الحسين عليه السلام ،ستجد المسألة ليست هينة،صعبة لحد العجز،فكرامة الحسين آلفت القلوب ليكون الطريق معبدا بالصلوات على محمد وال محمد،ونحن خادمات المضيف لا نشعر بتعب مهما كان الزحام ومهما كان تعب الخدمة حركة نشيطة لايام متواصلة،ومع هذا نشعر فيها طعم راحة. كنت اخشى ان اشغلهن عن اداء الخدمة لكني وجدت ان الزيارة في اولها وممكن ان اخذ لحظات للحوار ولاحظت ايضا ان الحديث لا يوقف حركتهن ولا يعيق عطاؤهن،فعقبت بسؤال اخر قلت بخدمتك سألتني : اين تجدين السعادة؟لكنها اجابت :ـسعادتي حين ارى الرضا في عيون الزائرات. وكأني والله ملكت الجنة، ان الخدمة الحسينية كرامة من الله،عقبت احدى المتطوعات حين تتصل بي امي تقول لي طوبى لك بنيتي،وسام شرف الخدمة، لا تنسي امك بالدعاء. انا سألتهن :ـماذا تعلمتن من الخدمة الحسينية؟ماذا علمتكن خدمة الزائرات ؟اجابت كبيرتهن علمتنا ان نخدم الناس بصدق لان خدمة الحسين مدرسة تعلمنا المودة والاخلاق والقيام بدور يمثل استقبال الزهراء عليها السلام لزوار مرقد ابنها الحسين ،تستقبل العزاء من المعزيات بمودة الدمع الصبور. اي شرف هذا الذي رزقنا الله به ،اتذكر في زيارة العام ، سمعت زائرة جنوبية تهزج بلهجتها الجنوبية المحببة لكني للأسف لم أحفظ اهزوجتها بسبب الزحام ، فحفظت المعنى ( حسين اليرفع خدامه ويخلي الخادم سلطان ) جعلتني هذه الزائرة اشعر بقيمة السلطنة ، قالت باحثة اجتماعية في لقاء لي معها ذات برنامج ، ان خدمة الحسين لها أثر ايجابي كبير على الخادمات الحسينيات بحيث تنعكس على حالتها كلها ، وتساعدها على التغيير ، وتنقل الخادمة الحسينية الى عالم الإيمان والشعور بمعنى ان تعيش الحياة ، ومما قرأته قبل أيام ان شاعرا يسأل معلمه كيف اطور ابداعي؟ اجابه الاستاذ أذهب وأخدم زوار الحسين عليه السلام في مواكب الأربعين ، اعود لمعنى الترحيب بنا من قبل خادمات المضيف ، استجابة رائعة وبهاء يشعرني بقيمة عملي ، سألوا امرأة كربلائية يوما، ما الشيء الجميل الذي عندكم في كربلاء ، اجابت :ان كل بيوتنا في خدمة زوار الحسين عليه السلام وفي الختام اقول طوبى لكل خادمة حسينية تعرف معناها ، وتعرف انها ما دامت في الخدمة فهي بضيافة الزهراء عليها السلام.
|