• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المصالحة...مطلب جماهيري...!! .
                          • الكاتب : سليم أبو محفوظ .

المصالحة...مطلب جماهيري...!!

تمر القضية الفلسطينية في مرحلة من أهم مراحلها المفصلية في تطوراتها التي تطفو على الساحة ، بعد أن أشرف الربيع العربي أن يقترب صيفه ، بعد أن عصفت به الرياح في دول متعددة بعد أن أنهكت بعضها  الحركات ، ودمرتها الهجمات المسلحة التي وقعت في بعض الدول العربية .
وها هو يحط رحاله المفصلية في سوريا الأبية التي تعتبر المحطة الأخيرة في محطات القوة العربية ، التي يحسب لها حساب لدى الكيان الصهيوني ، الذي صنع الربيع العربي أتباعه من أجل أن يتم تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد ، الذي ُيدخل إسرائيل في منظومته السياسية و الاقتصادية.
 بعد أن تتوحد أفكار رؤساء دويلات وطننا ، وكنتوناته الاستعمارية  بعد أن كانت التفرقة تشتتهم ، والأفكار الرجعية تمزقهم والمصالح الشخصية تعصف بهم ، ولكن ربيع العرب سيوحدهم وبالكرباج سيجمعهم من هو سيدهم .
الذي نصبهم كزعماء جدد في منطقة شرق أوسط سطعت شمسه  بعد غياب  طال أمده ،  في تيه التخلف العربي الذي شتت التوجه العربي الوحدوي ، المتمثل في الدين واللغة والثقافة والجغرافيا والتاريخ والعادات والتقاليد .
والمراقب للأحداث التي تدور في المنطقة العربية التي تمخضت عنها فكرة المصالحة  الوطنية ، بين حركتين فلسطينيتين فتح الجماهير التي تبجح بعض قياديها،  وخرجت عن مسارها التحريري ، وعن هدفها الثوري ومنهجها الإستراتيجي ، فتخلت عن البندقية وتبنت التفاوض على القضية ،  فلفظها الشعب الفلسطيني في الداخل وتخلى عن بعضها من في الخارج  .
 وحماس الحركة الإسلامية التي حملت شعار التحرير بالعقيدة ونادت به ... فلسطين من البحر حتى النهر ،  فهذا المطلب إسلامي لا يستطيع أحد أن ينكره ويقبل غيره ، مهما كانت المدة الزمنية التي تبتعد عن التحرير بالبندقية .
 في زمن وقعت فيه الخلافات بين الفصائل التي تختلف بالآراء وكعادتها الحركة الإسلامية ، تقطف الزهرة بعد أن يرعرعها من هو تعب قبلها ، وتجيد هذه اللعبة فأرادت قطف الزهور والثمار بعد أن ضمنت الشعب .
 بعد أن لعبت على وتر الدين والعقيدة وكأنهم من نصبوا أنفسهم نيابة ٍ عن مسلمي العالم ، وهذا كان مقتلهم بعد فوزهم في إنتخابات كانت جرت وحازوا على ثقة الشعب في فلسطين ،  الذي يحمل أفكار متعددة وأهداف مختلفة بمنهجها.
كما هي الأمة العربية مختلفة بسياساتها وتبعيتها وتركيبتها التي أوجدها الاستعمار المسيطر على عالمنا العربي ، وناهب ثرواته ومجدد حركاته ومراقب ثوراته وادعمها ،  فأوجدت المصالحة بين الحركتين اللتين تمثلان جناحي القوة السياسية الفلسطينية .
 التي تفرض نفسها عل الشارع الفلسطيني ،  وتخلت عن ربيع فلسطيني كاد يهدد أمن إسرائيل التي صنعت الربيع الذي نفذته أمريكا ومن لف لفها وسار في فلكها ، فخلقت المصالحة في وقتها الذي تراه إسرائيل مناسب ، لفرض شروطها كما تريد وكيف ما تتطلب مصلحتها التي تعتبرها فوق كل اعتبار.
فالمصالحة مطلب شعبي في ظاهره ورغبة قومية في هدفه  ومخطط صهيوني في واقعه ، لأنه يهدف إلى حل القضية الفلسطينية التي أشرفت حلولها النهائية ،  بعد أن أخذت أمريكا أن تميل للحل العسكري في الأحداث السورية .
 بعد أن ارتفعت الوتيرة الرسمية السورية في التعامل مع الحراك المبرمج في سوريا ، التي قرب حلها على حساب القضية الفلسطينية التي طال أمد حلها ، وخاصة بند توطين اللاجئين الذي يربك إسرائيل بندها الذي يحمل رقم 194 قراره ، الذي يعطي حق العودة والتعويض لمن يرغب من اللاجئين الفلسطينيين.
اللذين لا يرغبون في الحلول التي تحل على حساب دول الضيافة المؤقتة التي مضى عليها ثلاثة أجيال ، وما زالت الحلول فيها مرفوضة وعلى حسابها غير مرغوبة ، ففلسطين ستبقى فلسطين ولن نرضى لها بديل ،  مهما كان الأغراء والإغواء يا مبرمجي الحركات ومنفذي المخططات .
 
Saleem4727@yahoo.com  
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=18062
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 06 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13