تمر القضية الفلسطينية في مرحلة من أهم مراحلها المفصلية في تطوراتها التي تطفو على الساحة ، بعد أن أشرف الربيع العربي أن يقترب صيفه ، بعد أن عصفت به الرياح في دول متعددة بعد أن أنهكت بعضها الحركات ، ودمرتها الهجمات المسلحة التي وقعت في بعض الدول العربية .
وها هو يحط رحاله المفصلية في سوريا الأبية التي تعتبر المحطة الأخيرة في محطات القوة العربية ، التي يحسب لها حساب لدى الكيان الصهيوني ، الذي صنع الربيع العربي أتباعه من أجل أن يتم تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد ، الذي ُيدخل إسرائيل في منظومته السياسية و الاقتصادية.
بعد أن تتوحد أفكار رؤساء دويلات وطننا ، وكنتوناته الاستعمارية بعد أن كانت التفرقة تشتتهم ، والأفكار الرجعية تمزقهم والمصالح الشخصية تعصف بهم ، ولكن ربيع العرب سيوحدهم وبالكرباج سيجمعهم من هو سيدهم .
الذي نصبهم كزعماء جدد في منطقة شرق أوسط سطعت شمسه بعد غياب طال أمده ، في تيه التخلف العربي الذي شتت التوجه العربي الوحدوي ، المتمثل في الدين واللغة والثقافة والجغرافيا والتاريخ والعادات والتقاليد .
والمراقب للأحداث التي تدور في المنطقة العربية التي تمخضت عنها فكرة المصالحة الوطنية ، بين حركتين فلسطينيتين فتح الجماهير التي تبجح بعض قياديها، وخرجت عن مسارها التحريري ، وعن هدفها الثوري ومنهجها الإستراتيجي ، فتخلت عن البندقية وتبنت التفاوض على القضية ، فلفظها الشعب الفلسطيني في الداخل وتخلى عن بعضها من في الخارج .
وحماس الحركة الإسلامية التي حملت شعار التحرير بالعقيدة ونادت به ... فلسطين من البحر حتى النهر ، فهذا المطلب إسلامي لا يستطيع أحد أن ينكره ويقبل غيره ، مهما كانت المدة الزمنية التي تبتعد عن التحرير بالبندقية .
في زمن وقعت فيه الخلافات بين الفصائل التي تختلف بالآراء وكعادتها الحركة الإسلامية ، تقطف الزهرة بعد أن يرعرعها من هو تعب قبلها ، وتجيد هذه اللعبة فأرادت قطف الزهور والثمار بعد أن ضمنت الشعب .
بعد أن لعبت على وتر الدين والعقيدة وكأنهم من نصبوا أنفسهم نيابة ٍ عن مسلمي العالم ، وهذا كان مقتلهم بعد فوزهم في إنتخابات كانت جرت وحازوا على ثقة الشعب في فلسطين ، الذي يحمل أفكار متعددة وأهداف مختلفة بمنهجها.
كما هي الأمة العربية مختلفة بسياساتها وتبعيتها وتركيبتها التي أوجدها الاستعمار المسيطر على عالمنا العربي ، وناهب ثرواته ومجدد حركاته ومراقب ثوراته وادعمها ، فأوجدت المصالحة بين الحركتين اللتين تمثلان جناحي القوة السياسية الفلسطينية .
التي تفرض نفسها عل الشارع الفلسطيني ، وتخلت عن ربيع فلسطيني كاد يهدد أمن إسرائيل التي صنعت الربيع الذي نفذته أمريكا ومن لف لفها وسار في فلكها ، فخلقت المصالحة في وقتها الذي تراه إسرائيل مناسب ، لفرض شروطها كما تريد وكيف ما تتطلب مصلحتها التي تعتبرها فوق كل اعتبار.
فالمصالحة مطلب شعبي في ظاهره ورغبة قومية في هدفه ومخطط صهيوني في واقعه ، لأنه يهدف إلى حل القضية الفلسطينية التي أشرفت حلولها النهائية ، بعد أن أخذت أمريكا أن تميل للحل العسكري في الأحداث السورية .
بعد أن ارتفعت الوتيرة الرسمية السورية في التعامل مع الحراك المبرمج في سوريا ، التي قرب حلها على حساب القضية الفلسطينية التي طال أمد حلها ، وخاصة بند توطين اللاجئين الذي يربك إسرائيل بندها الذي يحمل رقم 194 قراره ، الذي يعطي حق العودة والتعويض لمن يرغب من اللاجئين الفلسطينيين.
اللذين لا يرغبون في الحلول التي تحل على حساب دول الضيافة المؤقتة التي مضى عليها ثلاثة أجيال ، وما زالت الحلول فيها مرفوضة وعلى حسابها غير مرغوبة ، ففلسطين ستبقى فلسطين ولن نرضى لها بديل ، مهما كان الأغراء والإغواء يا مبرمجي الحركات ومنفذي المخططات .
Saleem4727@yahoo.com
|