كيف لمثل كائن حقير مثلي ان يفكّر حتى...في وضع كلماته بين يديك؟ هل يمكن لمثلي ياعلي ان يتقرب الى حضورك بغيابه الكامل؟ايها الحزين في ليل الفرحين،ايها الغريب مثل كتاب الله،ايها الوحيد مثل محمد العظيم ص واله،ايها الـ....علي....هانحن نقف بين يديك،قلوبنا تتدثر بقطيفتك التي خرجتَ بها من اهلك في الحجاز،وايدينا تنهب بيت الله وبيت المال،هانحن نلطم على ارواحنا قربك ونقول:واعليااااه،وكلنا نخفي وجه ابن ملجم عن عيون الشرطة،هانحن نلثم تراب نعليك اللتين ملّتا من الخصف،ونخفي تحت جلودنا اخر موديلات الغرب لنسير على ارض نجفك الاولى،هانحن نجيء باسمك الى عرش السلطة لنحكم بدستور معاوية،فاي قوم يشترونك في النهار ويشاركون الليل في قتلك؟ اي قوم تشتريهم بالجملة ويبيعونك بالمفرد!!.
وجدناك ياسيدي تهمة توصلنا الى البراءة فارتكبناك،ووجدناك صفعة على خد ذلنا فبسطنا خدودنا بين كفيك،وجدناك ياسيدي جسرا توصلنا الى حيث ينطق الدم فغسلناك بعارنا وجبننا،وجدناك قبلة فيمّمنا وجوهنا اليك،اقبل منا عزاء الجبناء الذين اضاعوك في سوق الرجال،راينا البيضاء والصفراء فتركناك تحمل عليّك وحدك،وقلنا: لوجئت الينا في عصر الديمقراطية لانتخبناك رئيسا لدولة الارامل واليتامى،لكننا تركنا دمك وغمسنا اصابعنا بتاريخك حتى نلوّث تاريخنا بالخديعة،تركناك على محراب الكوفة وركضنا الى حيث يتطاير دولار السفيانيين،وقلنا لك ياسيدي: نحن من جيل اذا سمع رنين الذهب قتل انبياءه،واذا سمع رنين الفضة خذل اولياءه،بدل ان نبني لك القصور،بنينا السجون لاهل بيتك،درنا بأهلك في سوق الكوفة وذهبنا الى دمشق ونحن نهنّيء يزيد ان نصره الحظ على اهل بيتك،سيدي هانحن نقر بذنبنا الصغير لانك اكبر من تخاذلنا،قلنا انك شيوعي وعلماني وديمقراطي،ونسينا ان نقول: محمد غريب آخر يخرج الينا من يثرب قبل 1400 غربة ومازال حتى الان يبحث عن اوجهنا التي اضعناها،قبل ان تولد الكعبةُ بك،كنا نطوف حول غربة ارواحنا،كنا نبحث عن رجل يجمع العوالم في قلبه،لكن فوجئنا ان العوالم لم تجمعه،ويوم خرجت فاطمة بك من الركن اليماني،كتب العقيق اسمك على جباهنا فتكاثر الطغاة...كنا نبحث عمن وُلد في الآخر،الكعبة ووجه علي،الحجر ووجه الله،من تطوف الاجسادُ حولها ومن تطوف به الارواحُ،وجدناك ذنب الماء الكبير الذي يتطهر به الناس،لهذا منعت قريش ابنك الحسين عن مائك،ولانك الرمح الذي اسقط الله به اصنام الكعبة،حملت قريش رأس اولادك عليها،وجدناك عباءة ستر على وجوه الايتام،لهذا كشف العاصيون عورات خيامك بالنار.
ياعلي: اعذرنا لاننا نقتلك كل يوم باسم الاسلام،ونقتلك في كل دقيقة باسم التشيّع...ايها الكبير مثل قلب محمد،ايها المكسور مثل ضلع فاطمة،ايها المسموم مثل قلب الحسن،ايها المذبوح مثل راس الحسين،ايها الغريب مثل الله بين تماثيل الالهة،ايها الماء الذي اراقته دنيانا وبقينا نبحث عنه في التراب....اغفر لنا خطايانا لاننا خذلناك على مر التاريخ...دمعات ذلنا بين يديك فتصدق علينا (انا نراك من المحسنين). |