• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المقّفي .
                          • الكاتب : سهى البهادلي .

المقّفي

  السابع عشر من شهر ربيع الأول ، كانت مكة على موعد مع حدث عظيم كان له تأثيره في مسيرة البشرية حيث أنها تنتظر وليدٌ  سوف يُضيء العالم بأسره 

وتُزهر له الأرضون السبع وتشع بنوره السماوات العُلى ، ذلك العظيم الذي أنار الكون بنور وجهه، ولد البرهان في فجر يوم الجمعة تحديداً ،  

وضعت آمنة وليدها الذي يُمثل أصل الخليقة، وقطب هذا الكون، عظيم الشأن صاحب الشرف الرفيع، 

مؤسس دين الحق، كان من المفترض أن يعيش حياة سعيدة بين عائلته كـ أي طفل آخر، لكنه صلى الله عليه وآله وسلم أقبل إلى الدُنيا وهو يتيم الأب، ولم يمضِ الكثير حتى فقد والدته، 

ذلك النبي الرحيم امسى يتيماً من غير أم أو اب، حيث نشأ في كنف جدهِ عبد المطلب عليه السلام، وستوطن قلبه الرؤوف حتى التحق جده بالرفيق الأعلى، 

ولم يتبقى لهُ سوى عَمهُ أبو طالب رضوان الله تعالى عليه، الذي تكفله وقام برعايته وحمايته و كان يحنوا عليه حنوا الأم العطوف فنعم الكافل والمكفول ، 

تجرع صلى الله عليه وآله وسلّم الغصص منذ نعومة أظافره، ولكنه لم يتململ مقدار طرفة عين، نبيٌ هو معجزة الوجود،  ولد يتيماً وعاش كريماً، 

اهتز له إيوان كسرى ليلة مولده، وخرت له الأصنام سجدا، وانطفأت له نار فارس، 

لكن يبقى مولده صلى الله عليه وآله وسلم هو المعجزة الأكبر، نبياً بُعِثَ رحمة للعالمين، حيث عانى من قومه وتحمل ما لم يتحمله بشر، قال  (صلى الله عليه وآله)  ((ما أوذي نبي مثل ما أوذيت ))  

لكنه كان صابر في جنب الله، راضياً بقضائه حيث يخاطبه تبارك وتعالى في سورة الأنبياء - الآية 107 ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) 

كان المرآة التي تعكس رحمة  ولطف الله عز وجل حتى أنه لم يدعوا على قومه قط، 
وتارة أخرى يخاطب الخالق تبارك وتعالى قومه في قوله  (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)  سورة التوبة - الآية 128،

لكنهم خذلوه إذْ تبعوا شيطانهم و ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=179975
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 03 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13