• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : (تأملات في كتاب المصابيح لسماحة السيد احمد الصافي ) ج (11)  .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

(تأملات في كتاب المصابيح لسماحة السيد احمد الصافي ) ج (11) 

  أغلب الدراسات تطرح قضية الفكر النموذجي التربوي المسلم وقد تتنامى عن قصد أهمية الفكر الإنساني التربوي عند الإمام السجاد عليه السلام، فهو أشتغل في بنى الفكر الرسالي الإلهي الذي تسامى على النظريات والتنظير، وهو ليس ابن حقبة زمنية بل هو أبن الفكر في جميع آلياته ـ يرى سماحة السيد أحمد الصافي في كتابه المصابيح مستويات الاستجابة الإلهية ويقف عند حدود قوله تعالى: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾ من الطبيعي إن واقعية الفكر الإلهي تسمو على كل الواقعيات. 
العالم يتحدث عن ماهية الحرب والقوة والنظم الحاكمة؛ كونها تمثل عنده قيم الحياة، وهناك من ينظر باهتمام إلى القيم السياسية والاقتصادية والثقافية باعتبارها مقومات الوجود الإنساني، ونعمة العقل التي وهبها الله عز وجل، والتي يركز عليها الأئمة عليهم السلام، للاهتمام في المسائل الروحية وارتباطها الفاعل بمسبب الأسباب. 
 الإمام السجاد عليه السلام يوقظنا من سبات التنظيرات السياسية والفكرية المؤدلجة ليضعنا أمام جملة ﴿فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾، ماذا لو كان هناك قبول إلهي لعمل تلك المجتمعات، يرى سماحة السيد الصافي إن القضية ترتبط بمستوى ما عملوا، بمستوى العبودية لله سبحانه، وبمستوى ربوبية الله تعالى لنا، ويرجح سماحة السيد الصافي إن الإنسان العاقل لا بد أن يفكر بتفكير  يتناسب مع رحمة الله أمام هذا الوجود الإنساني ومواكبة التفكير الإيجابي المقوم لتصرفات الإنسان، فيفترض وجود إمكانية أن تعرض على كل واحد منا تصرفاته، سيرى الكثير منا أنها لا تتناسب معه كإنسان عاقل مفكر، وكأن لا يوجد في الدنيا غير المال والأكل، ولا يرضى عن الغلظة والكذب  والزور والبهتان ويعتبرها شطارة رزق، لهذا عالج الإمام زين العابدين ع الأسس الفكرية التي اتخذت عبر زيف المجتمع. 
 نحن أمام غزو فكري سلطوي شنته السلطات السياسية  فحرفت سبل الإيمان والثقة بالنفس والانقياد التربوي لله سبحانه تعالى، وهذه التربية  المخطئة هي ليست عيباً في النهج الإسلامي، هذا ما يريد توضيحه سماحة السيد الصافي عبر خطاب الإمام السجاد عليه السلام في مناجاته، وليكشف ضعف التربية التي تعودنا عليها، فهذه التربية ليست على منهجية الدين ولا منهجية رسول الإسلام، ولا منهج أهل البيت عليهم السلام، ثم يتجه إلى مسألة ذات أهمية مميزات وخصائص دعاء الإمام  - الالتزام بأدعية أهل البيت عليهم السلام يجنب الإنسان الوقوع في الخطأ قد يلفظ عبارات يجهل  موقع الطلب من الصفة، يرى بعض المفكرين أن البعض من الناس في حالة اليأس أو الانفعال الشديد قد تخرج منه كلمات تعبر عن عدم الرضا  لأمر الله وقضاءه حتى لو كانت بغير قصدية أو دون عمد. 
 الدعاء روح العبادة، وهذه الحقيقة الساطعة عند أهل البيت عليهم السلام، والدعاء ضرورة، وتشخيص سماحة  السيد  الصافي في قضية المعرفة، معرفة الدعاء، معرفة الجهة، والقدرة  والبحث عن أفضل مفردات الرجاء والتوسل، لذا علينا أن نتعلم أدعية أهل البيت عليهم السلام، التركيز هنا على المعنى الضامن للحاجات، البعض يسأل الله المال / الصحة / العافية في دعائه، الإمام يوجهنا إلى قضية أهم وأساسية الحاجة ووعي الحاجة ورفع الحاجة إلى الله، الإمام يقول في دعائه (ولا تعرض عني وقد أقبلت عليك، السؤال المهم، أذا أعرض الله عن الإنسان فما نفع الصحة والمال  والجاه؟ 
فإذا أعرض الله عن الإنسان لا ينفعه أي شيء، لو نال مال الدنيا 
 تشخيص سماحة السيد الصافي بأن الإعراض هو سقوط من عين الله تعالى ولهذا لم تعد لهم قيمة، ومثل هذا الصنف موجود في كل زمان ومكان ومنه موجود الآن، لو أردنا وفي موضوع الوفادة برغبة وثقة؛ والرغبة والرهبة والخشوع حالات نفسية تؤكد وعي الإنسان لمغفرة الله وخوفه من عقوبة الله ورغبته فيما عند الله من الرزق الحسن والثواب. 
 وهناك ثلاثة أمور مهمة يركز عليها سماحة السيد. 
(الأولى) 
 الحرمان / الرغبة / يقول الإمام السجاد عليه السلام ولا تحرمني وقد رغبت إليك، إذا حرم الإنسان من التوجه إلى الله فما قيمته؟ 
  حاله حال أي مخلوق آخر ليس له عقل، المعنى إن الإنسان يدرك الخاتمة ويعرف إلى أين هو الخيار؟ 
(الثانية) 
سبل النجاة / الاضطرار ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾ هو حالة نفسية تؤكد وعي الإنسان لحاجته وفقره إلى الله ووعيه لانقطاع كل وسيلة وسبب النجاة والنجدة إلا من عند الله   
***  
 (الثالثة)  
 هي الإجابة / تأتي على قدر وعي الإنسان لفقره واعتذاره لله، سماحة السيد الصافي يرى أن الإنسان يطلب من الله طلباً يكون بمستوى عبوديته لله سبحانه وتعالى كي لا يجعل أعمالنا هباءً منثوراً.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=179785
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 03 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29