• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : نور الأمل يسطع في قلب الظلام .
                          • الكاتب : رحاب سالم البهادلي .

نور الأمل يسطع في قلب الظلام

 في غرفة مقفلة يحيط بي الظلام من كُل مكان، كان هُناك بصيص نورٌ يَخرُج من فُتحة القفل، يرسُم لي طريق الأمل في هذا الحياة، كُلما أشرقت الشمس من جديد تُشرق الآمال في قلبي،

خالق هذا النور سَيُساعدُك، تحمل قلتها لنفسي مراتً عدة، أصبر بقي القليل، اقاوم آلامي وجروحي كُلما نظرت لهذا الخُرم الذي ينبعث منه النور شاعاً خافت يُدخل في قلبي البهجة،

فانا مُقيد داخل هذه الغرفة  لا استطيع الحراك، جسمي قد ثَلقُلت أعضاؤه من شدة التعذيب، لم يكن هذا النور يشُع من هذا الخُرم فقط، فكمثل هذا الخُرم كان حب الله و الوطن  يشُع نورهُ في قلبي،

سأبقى انتظر مهمى كلفني الأمر سيأتون اصحابي وينقذوني من هذا الجحيم، 
لن يتركوني اسيرٌ عند هولاء، هذا النور اللذي كان يجعل روحي أكثر تحُملً لكُل هذا العناء، 

أسري لم يكن بالأمر الهين لانني قاومتهم ولم أسُلم نفسي لكن لم يكن باليد حيلة لأني كنتُ وحدي وهم كُثر، الملاعين اوقعوني في مصيدة، عندما بعثوا لي بطفل صغير يطلب النجدة لامه واخوته البنات،

وأنا على حين غفلة بفطرتي الجنوبية هرعةُ لمساعدتهم ولم انتظر الاحداثيات من زملائي في الجيش، 
كان هُناك تنسيق في ما بيننا لكنِ تسرعت فشهامتي الجنوبية لم تسمح لي بالانتظار إلى حين مجيء الاحداثيات، على الرُغم من معرفتي لهكذا مصائد من قبل الدواعش، 

ولم انتظر حتى زملائي خوفاً عليهم، لم يقتلوني لانهم كانوا يُريدون استبدالي بداعشي  قد امسكُ بِهِ زملائي من قبل، 
بقيت اترقب خطوات زملائي الجنود، كلما شع نور الشمس من هذا الخرم، 

لم يدم انتظاري طويلاً، حتى سمعت صيحات الجنود لبيك ياحسين لبيك ياحسين، عندما هجموا على اوكار داعش الارهابي، 

كانوا يضعوني في غرفة صغيرة داخل بناية كبيرة يتخذونها مقر لهم، تكاثف إطلاق النيران هزَ المكان، تعالت أصوات الحق من قبل زملائي من الجيش والحشد المقدس،

كُسر الباب وكُسرت معه قيودي، أول من دخل الغرفة صديقي الصدوق ورفيق دربي في معركة الحق مع الباطل أحمد الشُجاع، ميساني رضع‌َ من ثدي الشهامة، عندما أسُرت كان هو في المشفى يتعالج من جروح الحرب، 

بمجرد ان سمع مسألة تأسيري من قبل الدواعش الانذال التحق بالفرقة التي ننتمي لها نحن الاثنان، احتضنني بقوة بعد ان فك قيودي وقال لي( يا املح) لما لم تنتظر ايها المستُعجل؟ 

العجيب في الأمر أنه خلال خروجنا من وكر الدواعش بعد ان قُتل من قُتل منهم وهروب آخرين، وجدتُ الطفل الذي استنجد بي الولد الذي استخدموه الدواعش طعم الايقاعي، 

وجدتهُ يبكي وافراد الحشد يحاولن اسكاته، بالرغم من كل جراحي وعدم مقدرتي على المشي، اقتربت منه قلت له هل صحيح ان امكَ واخواتك كانوا بيدي الارهابيين وجئنتي تطلب النجدة ام إنك تعمل معهم؟،

 نظر لي نظرةً خبيثة وقال وهل مثلكم يساعدونا نحن؟، قُلت ولما لا قال الستم من جئتوا لقتلنا، قلت من اخبرك هذا الكلام، قال الأمير ويقصد به قائد الدواعش، 

عرفت وقتها بانهم سمموا عقل هذا الطفل بكلامهم، فالارهاب له عدة وجوه، 
لكن وجهُ الحقيقة واحد وهوه كالنور الذي سطع من خُرمِ الباب وكان يعطني الأمل بالنصر على هؤلاء الاوغاد، حتى لو بعد حين، 

انقل لكم قصتي هذه بعد ان تم تحرير العراق من دنس داعش لتكون عبرة وحكمة لمن ييئس من رحمة الله، ولايتأمل بماهو آتي من خير، مادام نور الحق يسطع وهناك رجال اوفياء لهذا البلد فاستبشروا خيراً،




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=179556
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 03 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29