• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : حكايتي مع الجود .
                          • الكاتب : الشاعر حسام البطاط .

حكايتي مع الجود

لم تكن الجود بالنسبة لي مسابقة عابرة. توجهتُ إليها محملا بالشغف وعدت منها محملا بمجد يتوق له أي شاعر يعانق قلبه وهج الحرف فتنهمرُ فيه أمطار الكرامة والوفاء. فزتُ قبلها وبعدها بالعديد من المسابقات والجوائز ولكن منها فقط عدتُ وأنا حسام البطاط الفائز بمسابقة الجود، فقد قدمتني خير تقديم إلى الوسط الأدبي...
للجود في القلب مكانة خاصة وأهمية على مستوى الموضوع والمشاركين. فموضوعُها لا يمكن لأي شاعر أن يتجاوزه وقد تناول شخصية عظيمة بكل المقاييس.  
أما المنافسة فيكفيك فوزا – وإن لم تفز – أن تسابق الشعراء العراقيين.
لي مع العباس صلة تعرفها القصيدة ويعيها قلب مخضب بأريج الشعر، قرأت إعلان المسابقة فاخترتُ قصيدة من بين ثلاث كنت قد كتبتهن في وقت سابق وأرسلتها فكانت الثامنة من بين أخواتها المشاركات في الدورة الأولى. وفي الدورة الثانية بعثت بقصيدة (معنى الخلود) تلك القصيدة التي أشعر وأنا أقرؤها كأن يدا تقطف كلماتها من بين أضلاعي...
وصلتُ إلى كربلاء، وأنا لا أعرف عن النتائج شيئا سوى أنني أحد الفائزين شأني شأن أصدقائي الشعراء، وقفت أمام أبي الفضل أولا، قرأت القصيدة بين يديه، قلت له: هي لك، لا يشاركك بها أحد، فامنحها أنت من الحب ما تستحق، وجاء موعد إعلان النتائج توالت القصائد واحدة تلو أخرى حتى انتهى المطاف إلى المركز الأول فحازت فيه (معنى الخلود) خلودا أفخر به ما حييت.
شروط المسابقة تمنعني من المشاركة في الدورة الثالثة، لأنني فائز في الدورة التي سبقتها ولكنني عدتُ إليها مرة أخرى في دورتها الرابعة. هذه المرة لم أتوقع الفوز، لعلمي بأن كثيرا من المسابقات تقصي المشارك عن فوز ثانٍ حتى وإن كان يستحق الفوز. ولكن كان لنزاهة الجود رأي آخر. تأهلت قصيدتي (وجه الماء) ضمن القصائد العشر المرشحة للفوز، دُعيت إلى كربلاء، وكما في السابق، كان العباس أول من سمع القصيدة، فهي له دون سواه وكان الفوز حليفها حاصدة المركز الأول...
لي مع الجود حكايات لا يسعها سوى القلب، عدت منها محملا بالكثير من المحبة والشعر والأصدقاء. أرتني كيف يمكن للشعر أن يمد الجسور ويبدي سرائر الناس. وستبقى ذكرياتها ماكثة في قلبي ما حييت، وإني لأرجو أن يشرف أبو الفضل أحرفي فأراها مخطوطة ذات يوم في ضريحه.
حسام




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=179360
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 03 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16