منذ فترة لم نسمع بالعمليات الكبرى من خلال انفجار السيارات المفخخه في مدن وسط وجنوب العراق والحمدلله على كل شيء وكل عراقي غيور وشريف لايقبل أن يُقتل أخوانه والناس الابرياء , لأن شعب العراق ذاقوا الويلات عبر التأريخ الدموي لنصف قرن خلال حكم البعثية السفلة .
بعد التغيير عام 2003 استمرت الخلافات والصراع بين القوى السياسية وطغت العنصرية والطائفية والعمالة لدول الجوار وجهات خارجية , بالأضافة الى عدم الأيفاء بالوعود والاتفاقات بينهم , ولو أمعنا النظر فأن الصراع محصور بين أقليم كوردستان والحكومات المركزية مع جميع الحكومات المتعاقبة منذ تأسيس الدولة العراقية في مطلع القرن الماضي , حيث بعد كل المفاوضات وقعت المعارك والاجتياح لمناطق كوردستان لقمع الثورات الكوردية , والحكومات أستعملت أبشع وسائل واسلحة الحروب وكأن الجيش العراقي ذاهب لتحرير القدس من اليهود . والمقابر الجماعية شاهد حي على مدى الخسائر التي ألحقت بالشعب الكوردي . ناهيك عن تدمير الألوف من القرى والمدن الكوردية .
من جهة أخرى الصراع الأزلي بين الشيعة والسنة في العراق بشكل خاص والمنطقة بشكل عام , والتأريخ شاهد على قولنا منذ أستشهاد الحسن والحسين والخلفاء الراشدين وانتهاء ً بجرائم الاغتيالات منذ التغيير مابعد 2003 وعودة الدكتاتورية من جديد في عقلية وتصرفات البعض . لكن منذ التغيير ونحن نتألم بين الحين والأخر بأخبار تفجير السيارات المفخخة في مدن وسط وجنوب العراق والعاصمة بغداد على الأكثر ومقتل وجرج المئات في حادثة . ثم تبادل الاتهامات بين الأطراف السياسية في العراق ودول الجوار . لكن نقول ونسأل اليوم ياترى مالسر في هدوء الأوضاع هل نفذت المواد المتفجرة ؟ تاب الأرهابيون وعادوا الى رشدهم ؟ هل قطعت المخصصات عنهم ؟ أود أن أضع بين يدي القاريء السيناريوهات المحتملة وهم يحكمون على أرائي أنشاء الله .
اولا ً : جمهورية ملالي قم وطهران و المجوس أيران , كانت ولاتزال الراعية الكبرى في دعم الأرهاب وتصدير السيارات المفخخة واللاصقات . وتجنيد العملاء والمخابرات من أجل تحديد مناطق الصراع وأرسال المفخخة . لم ولن تكن هناك أنتحاريين بل كانوا يفخخون السيارات وتترك لتنفجر عن بعد عبر جهاز مخصص ومتطور , وكانوا يختارون بكل دقة الزقاق والشوارع والاهداف لقتل أكبر عدد ممكن من العراقيين الابرياء , والدعم اللوجستي كانت تأتيهم من خلال تعاون الفرق الخاصة الحكومية وبتوجيهات خاصة . من أجل العبور الى مناطق السنة وأشتعال الأقتتال الطائفي . لكن اليوم أيران في شهر العسل مع الأمريكان ويحاولون تهدئة الأوضاع , والحكومة الأيرانية في بغداد بكل ثقلها من أجل المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي ومنظمة الطاقة النووية , فهل من المعقول أن تنفذ التفجيرات .
ثانيا ً : أنسحاب أكثرية مرتزقة فيلق القدس الى داخل سوريا من أجل قمع الثورة السورية والقتال الى جانب جيش البعث السوري والشبيحة القتلة , لهذا تفرغت الساحة العراقية وهدأت عمليات الاغتيالات والخطف نوعا ً ما.
ثالثا ً : وضع المالكي لايبشر بالخير , والمايل للسقوط وسحب الثقة , لهذا أعطى أوامره الى قواته الخاصه الشبيه بفدائي صدام بتهدئة الأوضاع من أجل أعطاء جرعة مخدرة للشعب العراقي وأقناعهم بأن العراق في أمان من خلال سيطرة الحكومة , وأن القائد العام للقوات الملحة البرية والجوية والبحرية مسيطر تماما ً على الموقف الأمني في العراق .
رابعا ً : تثبيت تلفيق التهم الموجه الى طارق الهاشمي والدليمي ومن معهم من السُنة بانهم كانوا وراء الاغتيالات والتفجيرات طيلة سنوات مابعد التغيير , وليقول المالكي أن أبتعاد هؤلاء عن الساحة أنتهت تلك الاعمال .
خامسا ً : أنشغال حكومة البعث في سوريا في صراعها مع الثوار , وعدم دخول الارهابيين بصورة منتظمة , وانشغالهم بالقتال , هو الاخر أحد الاسباب وحكومة الأسد لايقدر في أن واحد أدارة معارك داخل سوريا وأرسال المرتزقة والقتلة الى العراق من أجل تنفيذ جرائمهم . أضافة الى أن أرهابَي القاعدة منشغلين هم أيضا ً في أوضاع سوريا واليمن ولبنان . ويحاولون بكل قوة تأجيج الصراع الداخلي في سوريا واليمن ولبنان من أجل أحراق المنطقة برمتها .
سادسا ً : أنشغال دول الخليج الداعمة للجماعات الطائفية من السنة بمعارك سوريا واليمن والبحرين ولبنان وتوسع دائرة الحرب , وانحسار ذلك عن العراق والحمدلله . واسباب أخرى مثل الاتهامات الموجه للهاشمي والدليمي والجبوري واخرون بتسهيل عمليات عبور السيارات المفخخة الى مناطق الشيعة وتنفيذ جرائم منتظمة من اجل الانتقام وقتل الشيعة , أي تبادل خبرة وعرض عضلات بين الاطراف المتحاربة والمتصارعة في الساحة .
لهذا أدعو معي الى الله عز وجل أن يقطع دابر الطائفية من أي جهة كانت , ويدمر بيوت الآرهابيين والمرتزقة على رؤوسهم اينما كانوا , ويشتت وحدتهم وقوتهم الخائبة , واللهم أنصر المسلمين والعراقيين على الخونة والمرتزقة وكل من يعادي العراق . اللهم اقطع دابر القتلة والمجرمين أينما كانوا من الذين يسفكون دماء الابرياء بغير حق . اللهم اقلب كراسي الحكم على كل دكتاتور وحاكم ظالم يحاول التفرقة بين أطياف الشعب العراقي العظيم . اللهم احمي العراق والعراقيين الشرفاء والغيارى , اللهم اقطع دابر الشعوذه والمجوسية والطائفية . اللهم انك قادر على كل شيء . اشغلهم في بلدانهم واقضي على نواياهم ويبتعدوا عن العراق الى الابد . |