جاءت حركات الأرض في يوم القيامة تدلُّ على معانٍ كثيرة ، وهي الزلزلة ، ومنه قوله تعالى :{ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا}[ الزلزلة: 1] حُرِّكَتِ الْأَرْضُ حَرَكَةً شَدِيدَةً لِقِيَامِ الساعة [تحرير المنقول وتهذيب علم الأصول: 179] ،وهي الرجفة أي : الزلزلة الشديدة ،والرجفة تكون في يوم القيامة ، أما في غيرها فيقال فقط زلزلة [ الفروق اللغوية349] ،والرّج كما في قوله تعالى: {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا} [الواقعة: 4] القوة في الزلزلة حتى تلقي كلَّ شيء في بطنها ، فزلزلة الدنيا لا تلبث حتى تسكن وزلزلة الآخرة لا تسكن فهي أقوى [تفسير مقاتل بن سليمان 3/311]، وبمعنى الدك في قوله تعالى :{ كَلاَّ إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) } [ الفجر ] فعن الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:" تُحْمَلُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَيُدَكُّ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ "[ تفسير ابن أبي حاتم : 10/ 3429] وهنا سوى صعودها وهبوطها [المحكم والمحيط الأعظم 6/647 ] ، أي: تسوية الأرض وبسطها، ومنه الدكان لاستوائه [ النكت في القرآن الكريم: 555 ] و بمعنى المد في قوله تعالى{ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) }[ الانشقاق] وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنه -«إِذَا كَانَ يومُ الْقِيَامَةِ مُدَّت الأرضُ مَدَّ الأديِم، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ قِيضَتْ هَذِهِ السَّمَاءُ الدُّنْيَا عَنْ أَهْلِهَا» أَيْ شُقَّت[ النهاية في غريب الحديث والأثر 4/132] ، و الانشقاق في قوله تعالى :{ كادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا (90)} [مريم] ، "وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ إشارة إلى أنّ السماء أصلب من الأرض، والتكثير الذي تدل عليه صيغة التفعل قيل في الفعل لأنه الأوفق بالمقام"[ روح المعاني:8/ 454] . من خلال هذا السياق نرى أنَّ الأرض جاءت بحركات مضطربة تهيئة ليوم الحساب .
|