1 – ينبغي للإنسان المؤمن أن يكتسبَ هذا الروحَ، وهو أن تحنَّ روحُه ونفسُه إلى التعبِّد ، وتسبيح الله سبحانه، وتكبيره وتحميده ، ومناجاته وسؤاله.
2- في بعض الأحيان يدور محور أفكار كثير من النّاس ، ومركز همومه العميقة حول الدنيا ، وليس الأصل أن ينحصرَ الأمرُ بالتفكير الدنيوي، وإن كان للإنسان بُعد مادّي ، وبُعد اجتماعي ، وله حوائجٌ متعدّدة، وإنّما ينبغي إعادة تكييف الروح عباديّاً، كالمسافر الذي له مَقصَدٌ أساسٌ ليستقر فيه ، وله حوائج في طريقه إليه.
3 – لا منافاة في أن تكون عند الإنسان هموم دنيوية، ولكن ليس من الصحيح أن يَفنى الإنسان حول هذا المحور ، ويحصر تفكيره فيه، فيغفل عن مقتضيات الإيمان بالله سبحانه وبرسوله والدّار الآخرة ، والحساب على الأعمال ومجازاتها.
4- نعم إنَّ الإنسان في أصله محتاجٌ ، وعند الله تعالى خزائن الدنيا والآخرة ، ويُصرّفها سبحانه في الدنيا وفق موازين حكيمة ، ولا يحبسها عن الإنسان ، لا في الدنيا ولا في الآخرة ، فليقدّم الإنسانُ لربّه حاجة التقوى وحاجة اليقين ، وهو يتكفّل به.
5 – نحن نحتاج إلى أن نستحضرَ اللهَ سبحانه وتعالى بشكلٍ دائمٍ – نستحضره جلّ وعلا ،بصفاته وبذكره - بالحياء منه ،والرجاء والأمل به والاعتذار له ، ويُفتّرض أن نعيش ذلك أيضاً في البيت مع مَن نعيش – من الأزواج – ومن الأولاد – ومع الأصدقاء - وفي المجتمع.
6- مّما يُعتَبُ به على الإنسان أنّه لا يحسب للهِ سبحانه وتعالى حساباً ، فيكون له حياءٌ معه ، وأدبٌ ولياقة عباديّة مناسبة.
7 – يجب أن نُغيّّرَ أنفسَنا وعواطفَنا وسلوكَنا بشكلٍ عبادي حيوي وتربوي واقعي ، وليس مِن المعقول أن نَقدِمَ على الله سبحانه ولم نحسب له حساباً.
8- لا توجد دعوة إلى ترك الدنيا تماماً ، ولكن يجب أن يكون الهمُّ العميق ، ومركز التفكير ، والهاجس الأوّل هو الله سبحانه وتعالى ، بالحياء منه والرجاء، وتقواه، كما في قوله تعالى : {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) }سورة النساء. - فتوجد عندنا تصرّفاتٌ غير لائقة مع الله سبحانه ، ولم نرتقِ لمستوى اللياقة المطلوبة في التعاطي معه.
9- لنروّض أنفسنا ونستنقذها من الجهل والغفلة والأجواء المزيّفة، ونعدّها للقاء الله سبحانه وتعالى القريب ، و لا يوجد للإنسان أيِّ مأمنٍ مِن الأجل المحتوم ، وهو لا يَعلم متى يحين حينه.
: سماحة السيِّد الأُستاذ الفاضل محمّد باقر السيستاني(دامت توفيقاته).
الأربعاء – 11 جمادى الآخرة – 1444 هجري.
تدوين : مرتضى علي الحلّي – النجف الأشرف.

|