• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : البعد الروحي للطواف (22) النظر الى الكعبة عبادة       .
                          • الكاتب : السيد عبد الستار الجابري .

البعد الروحي للطواف (22) النظر الى الكعبة عبادة      


العبادة لغة التذلل والخضوع، وطريق معبد أي مذلل ذللته الاقدام. والعبادة  في الاصطلاح تتضمن المعنى اللغوي مع اضافة كون المحرك نحو الفعل قصد التقرب به الى الله تبارك وتعالى انبعاثا عن امر الشارع وانزجارا عن نهيه.
فاذا كانت الصلاة والصيام والحج والزكاة والطواف والاحرام ونحوها من التكاليف الشرعية تتضح فيها جنبة العبادة فكيف يتبين ذلك في النظر الى الكعبة التشريفة؟
ولايضاح ذلك نشير الى بعض ما يكتنف العبادة من امور:
1 – العبادة تكون بباعث من الشارع او زاجر منه.
2 – يستحق المكلف على الامتثال الثواب وعلى المخالفة العقاب فيما اذا كان الامر العبادي الزامي، وهو ما وعد وتوعد الله تبارك عليه العباد في الكتاب الكريم ودلت عليه النصوص الشريفة عن النبي (صلى الله عليه واله) واهل ابيته (عليهم السلام). 
3 – الحكم العبادي في متعلقة منافع تعود لنفس العباد ولها اثار شخصية واجتماعية فمن ادابها الشخصية توثيق العلاقة بين العبد وربه، ومن اثارها الاجتماعية توثيق عرى النظم الاجتماعي بنحو يحقق الغاية الاجتماعية يمن التشريع.
فعند النظر الى هذه النقاط الثلاث وتطبيقها على النظر الى الكعبة المشرفة لنر مدى تحققها فيها سنجد:
أ – ان القران الكريم اكد على البيت الحرام في العديد من الايات الشريفة، مما يتضح معه بما لا يقبل الشك ان للبيت خصوصية عند الله تبارك وتعالى تقتضي الاهتمام به واكرامه واعظامه، قال تعالى ﴿ ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه ايات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان امنا﴾ 
فالاية الشريفة وصفت البيت بخمسة اوصاف الاولى انه اول بيت وضع للناس والثانية انه مبارك والثالثة ان هدى للعالمين والرابعة فيه ايات بينات الخامسة من دخله كان امنا. وما وكانت هذه اوصافه كان له المحل الاسمى في القلوب خاصة وانه منسوب الى الله وقصاده ضيوف الرحمن.
ومن طرق تاكيد القران على اهمية البيت الحرام ان جعل وضع قواعده على يد الانبياء دون غيرهم من الخلق ﴿واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم﴾ 
وامر الله تعالى نبيه ان يطهر بيته للطائفين والعاكفين فقال ﴿ واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت ان لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ﴾ 
فهذه الخصوصيات التي للبيت الحرام من تجعل من توجيه القلوب اليه من قبل الشارع المقدس امرا مهما، فشرع الله تعالى الحج الى بيته وامر بالطواف حوله وتقديم الاضاحي جزءا من نسك زيارته و رسم لزيارته ادابا و قنن لاحرام زيارته احكاما .
ومن هنا يتضح تحقق الامر الاول وهو الباعث الشرعي،  مع دلالة النصوص الروائية عن النبي (صلى الله عليه واله) واهل بيته (عليهم السلام) على ترتب الجزاء على النظر الى الكعبة المشرفة فدلت جملة من النصوص على استحقاق عشرين رحمة من الرحامات المائة والعشرين التي احفها الله ببيته الحرام، مضافا الى ماروي عن الامام الصادق (عليه السلام) " من ايسر ما ينظر الى الكعبة ان يعيطه الله بكل نظرة حسنة ويمحي عنه سيئة ويرفع له درجة "




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=175899
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 12 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19