• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : البعد الروحي للطواف ح (16) البيت موضع اختبار طاعة العباد (2) .
                          • الكاتب : السيد عبد الستار الجابري .

البعد الروحي للطواف ح (16) البيت موضع اختبار طاعة العباد (2)

عن مولانا الصدق (عليه السلام) "... وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في اتيانه ..." 
فحسب هذا النص الشريف ان البيت الحرام موضع الكشف عن مدى طاعة العبد لربه، وقد تقدم الكلام عن ذلك.
3. الامر الالهي بتعظيم البيت وزيارته 
عن مولانا الصادق (عليه السلام) " ... وحثهم على تعظيمه وزيارته ..."  ويشهد عليها قوله تعالى ﴿ان اول بيت ضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين﴾  وقوله تعالى ﴿..ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود...﴾  وقوله ﴿...ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا...﴾  وقوله ﴿ ... وجعلنا البيت مثابة للناس وامنا...﴾ .
4. البيت محل الانبياء
عن مولانا الصادق (عليه السلام) "وقد جعله محل انبيائه"  فعند مطالعة قصة انتقال المباركين في الارض - اسماعيل وهاجر (عليهما السلام) - الى مكة يتضح ان اول من سكن عند البيت هم عائلة النبوة التي امتدت فيها وصايا النبوة حتى ختمت النبوة بنبينا محمد (صلى الله عليه واله)، ودلت جملة من الروايات ان السيدة هاجر والنبي اسماعيل وسبعين من الانبياء دفنوا في حجر اسماعيل (عليه السلام)، ما يدل على ان هؤلاء الانبياء كانوا يعيشون في جوار البيت الحرام بحيث دفنوا هناك، كما ان البيت الحرام يكاد يكون الشاهد الوحيد على محل سكنى الانبياء الذين سبقوا نبينا (صلى الله عليه واله) - حيث حفظ لنا المسجد النبوي الشريف محل سكنه (صلى الله عليه واله) - اما غالب الانبياء فاماكن سكناهم مجهولة، فلا يعرف اليوم محل سكن يوسف (عليه السلام) الذي كان وزيرا لاكبر مملكة  في زمانه، ولا محل سكن ال يعقوب (عليه السلام) في البدو او في مصر، ولا سكن النبي ابراهيم (عليه السلام) سواء في العراق او في بادية الشام، بينما حفظ لنا البيت الحرام المحيط القريب لسكنى اسماعيل (عليه السلام) ولولا التخريب الذي طال اثار المسلمين في اوائل القرن العشرين الميلادي في مكة والمدينة وباقي بلاد نجد والحجاز لكان مشخصا اليوم محل دور بني هاشم ودار عبد المطلب ودار السيدة خديجة (رضوان الله عليها).
فالبيت الحرام شاهد على تاريخ النبوات وصراع الحق والباطل فالارض المحيطة به التي قدسها الله تعالى تشرفت بان وطاتها اقدام اطهر الخلق على الارض ال النبي ابراهيم (عليه السلام) ثم ذريته الطيبة حتى شرف الله ارضها بالنبي محمد (صلى الله عليه واله) وجعل البيت محلا لاشراق نور امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، حتى قال احد الشعراء
ان يكن يجعل لله البنون      وتعالى الله عما يصفون
فوليد البيت احرى ان يكون      لولي البيت حقا ولدا
                                لا عزير لا ولا ابن مريم
وحوالي البيت اهلك الله ابرهة وجيشه وخلد الله تعالى ذلك في كتابه الكريم في ايات تقرا اناء الليل واطراف النهار ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ֍ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ֍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ֍ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ֍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ﴾.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=175100
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 11 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13