• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فِداها أبوها .
                          • الكاتب : سهى البهادلي .

فِداها أبوها

 في الأول من شهر ذي القعدة لعام 173هــ استبشر البيت العلوي الطاهر بوليدة ميمونة جلبت بمولدها السعادة، حيث وضعت السيدة تكتم زوجة الإمام الكاظم (عليه السلام) درة ثمينة أضاءت البيت المحمدي المبارك. 
 زُفت البشرى لمولانا الكاظم (عليه السلام)، واستُر سروراً عظيماً بولادتها المباركة، وأسماها تيمناً باسم جدته الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) مسدداً من الله تعالى، كما هو شأن باقي الأئمة الاطهار (عليهم السلام)، وكم لهذا الاسم من شأن وخصوصية عند الأئمة (عليهم السلام).
 تلك السيدة الطاهرة الزكية التي بشر بها جدها الإمام محمد الباقر (عليه السلام) الصادق (عليه السلام) قبل ولادتها بل قبل ولادة أبيها نطق باسمها، حيث قال: وإن لنا حرماً وهو قم، وستُدفن فيها امرأة من أولادي تُسمى فاطمة.
فها هو الإمام المعصوم يبشر الناس بسيدة تأتي اسمها فاطمة، وهذا دليلٌ على علو مكانتها وعظم منزلتها ورفعة شأنها، حيث اختصّتها يد العناية الإلهيّة فمنّت عليها بأن جعلتها من ذريّة أهل البيت المطهّرين، حدّثت عن آبائها الطاهرين (عليهم السّلام) وحدّث عنها جماعة من أرباب العلم والحديث.

 لم تعش (عليها السلام) مع والدها كثيراً، لكنها نشأت تحت رعاية وكنف أخيها الإمام الرضا (عليه السّلام)؛ لأنّ اللارشيد العبّاسي أمر أبيها عام ولادتها، فأودعه سجونه الرهيبة الواحد تلو الآخر، إلى أن اغتاله بالسمّ عام 183 هجرية.
 كانت (عليها السلام) عزيزة لدى والدها وأخيها الإمام الرضا (عليهما السلام)، وكان لها شأن فوق الشأن تلك السيدة العفيفة النقية سليلة آل محمد، حفيدة الزهراء (عليها السلام)، ويالها من حفيدة نالت العز والمكارم حيث كان يستقبلها والدها الإمام (عليه السلام)، ويقف اجلالاً واكراماً لها، ويجلسها مجلسه ويتفاخر بها.
 وروي أنّ جماعة من الشيعة قصدوا بيت الإمام موسى بن جعفر (عليهما السّلام)؛ للتشرف بلقائه والسّلام عليه، فأُخبروا أنّ الإمام (عليه السّلام) قد خرج في سفر, وكانت لديهم مسائل عدة, فكتبوها وأعطوها السيدة فاطمة المعصومة (عليها السّلام) ثمّ انصرفوا .
 وفي اليوم التالي -وكانوا قد عزموا على الرحيل إلى وطنهم- مرّوا على بيت الإمام (عليه السّلام) لأخذ أجوبة مسائلهم, إلاّ أنهم فوجئوا بأنّ الإمام (عليه السّلام) لم يعد من سفره بعدُ، ونظراً لعزمهم على الرجوع إلى أوطانهم طلبوا من السيدة فاطمة المسائل على أن يقدّموها للإمام (عليه السّلام) في سفر آخر لهم للمدينة, فسلّمت السيدة فاطمة (عليها السّلام) المسائل إليهم مع أجوبتها، ولمّا رأوا ذلك فرحوا وخرجوا من المدينة قاصدين ديارهم.
 وفي أثناء عودتهم، التقوا الإمامَ الكاظم (عليه السّلام) وهو في طريقه إلى المدينة، فحكوا له ما جرى لهم, فطلب إليهم أن يروه تلك المسائل وأجوبتها، فلمّا نظر فيها قال ثلاثاً «فداها أبوها».




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=173890
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 10 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13