في البداية لابد من أن نستثمر مفاهيم الثورة الحسينية والانتفاع منها فكريا وروحيا للوصول إلى الكمال الانساني ولتكون منهاجا عمليا على أرض الواقع، فلا نجعل المسير إلى كربلاء فعلا قصديا فقط، بل نجعل منه فعلا ذا أهداف سامية وقيم إنسانية ومبادئ حقة، كالتضحية والتسامح والايثار والسخاء والتكافل الاجتماعي وتعزيز التعايش السلمي بين الناس بالرغم من اختلاف ثقافاتهم وأفكارهم، إضافة إلى الرغبة الكبيرة في الانضمام إلى الأعمال الطوعية لخدمة الناس لاسيما المستضعفين منهم،
فلابد من الفهم العميق لمغزى هذه المسيرة، والتركيز على إنها ثورة إصلاحية أتت من أجل الحفاظ على قيمة الانسان وكرامته.
فلو نتابع المخرجات الايجابية لهذه المسيرة الخالدة نجدها كثيرة ومتعددة، فهي ملهمة للشعوب في كل عصر ولاسيما إن قائدها أعظم شخصية عرفها التأريخ.
حينها نؤدي هذه الشعيرة ونتحدى من أجلها صعاب المسير وقطع المسافات الطويلة برغم كل الظروف وفي ظل كثير من الازمات التي عطلت حيوية العالم، لتجدد القلوب قبل الخطى عهد الوفاء لسيد الشهداء (ع) وللتسابق في تقديم أفضل الخدمات للزائرين، فهذه المشاعر ما هي إلا إدارك واستيعاب لأهداف ثورة الامام الحسين ببعديها الديني والاجتماعي.