• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نظرة في الثقافة التربوية .
                          • الكاتب : ابراهيم سبتي .

نظرة في الثقافة التربوية

 لا تتطور الامم وتنهض دون الاهتمام بالطفولة والاسرة والمجتمع . فالطفولة هي عماد الاسرة ومنها تبنى المجتمعات وتسود لغة الانسجام والمعارف والتنمية بكل صنوفها . من هنا جاء كتاب الدكتور نجاح هادي كبة ( في الثقافة التربوية والنفسية على الطفل والاسرة والمجتمع ) ليسلط الضوء على بذرات التنمية البشرية والمجتمعية من خلال مجموعة مقالات اشتركت بقواسم مشتركة في التربية والسلوك والمدرسة واحتلت الطفولة مكانة متميزة فيها . خمسة وستون مقالا هي مجموع ما ضمه الكتاب وقد تنوعت بين المشاكل التي تواجه الاطفال كالتبجح والسرقة والثرثرة والسلوك التنمري والعلاج السلوكي وسواها ، وبين دور الوالدين في تشجيع الطفل على الدراسة واثر الخيال في تنمية الاطفال الاذكياء ورعايتهم وبناء وتمتين العلاقات الاجتماعية مرورا في بناء الذات عند الاطفال واثر الضغط الاجتماعي في سلوكهم ، والمواطن بين التربية والقانون ودور الوالدين والمدرسة في الوقاية من المخدرات وعشرات الطروحات الاخرى. انها لمحات مهمة عن دور الطرق والاساليب الحديثة في بناء الشخصية منذ الطفولة وتأثيرها المباشر في تكوين لبنة في صرح المجتمع الواعد الذي تنشد اليه كل الامم ومنها العراق . ان تناول الدكتور نجاح هادي كبة لمشاكل الطفولة وانعكاساتها النفسية والتربوية ، اتى من وعي ومعرفة بالدور المحوري للأسرة اولا في بناء شخصية الابناء ومن ثم بناء المجتمع ثانيا والذي هو مجموع تجارب الاسر في التنوع المعرفي والتربوي والارشادي لكل فرد . ان نهوض اية امة يبدأ من طريقة التعامل بين الافراد داخل المجتمع وبناء اواصر العلاقات الطيبة والمنسجمة بين الاسرة نفسها وباقي الاسر لبلوغ المرحلة التعليمية والتربوية في بناء مجتمع المعرفة كما يؤكد عليه الكتاب . ان الكتابة عن الطفل ومشكلاته ، يعد من اخطر الكتابات واكثرها تحديا كي تبلغ مداها في تنوير وتثوير العقول التي تتعامل مع هذه الشريحة المهمة ، وقد تناول الكتاب زوايا مهمة في عملية  بث الوعي وثقافة التعامل مع مقتضيات مصلحة المجتمع التي تبدأ من الطفل والاسرة وفق القواعد والاصول . ويبدو ان الكتابة الخاصة بالطفل ، تأخذ حيزا كبيرا من المفاهيم والاسس التي يستند الباحثون عليها ؟، وتعتبر نقطة ارتقاء وانطلاق لمهماتهم التوعوية والتثقيفية في مجالات العمل المرتبط بالطفولة وخاصة الجوانب التربوية . ويبين الكتاب بان الكثير من المشكلات يمكن التغلب عليها وحلّها قبل ان تكبر وتستفحل من خلال تعامل الاسرة مبكرا معها ووضع العلاج المناسب لها. الامر الذي يؤدي الى القضاء على الحالات السلبية الوليدة ومن ثم ايحاد حلول صائبة لإرساء قواعد البناء الصحيحة في الانطلاق نحو الافاق الواسعة ورسم صورة لمستقبل افضل. ما لفت نظري في كتاب الدكتور نجاح هادي كبة ، هو الوضوح في رسم الخطط والمعالجات والحلول التي يضعها في تناوله للقضايا مجل البحث ، مما ولّد قناعة في التوجه للأساليب التربوية والنفسية في تناول كل قضية على حدة ، وكأنه يضع حلولا لكافة المشكلات مستخدما الاساليب الحديثة في الطرح والنظريات والنتائج المضمونة . انها محاولة للتوجه الجاد نحو المضي في البناء العقلي والمعرفي الذي يبدأ منه بناء المجتمع اولا واخيرا . ان الكتب النفسية والتربوية ، بمثابة وضع علامات واسس لاهم القضايا التي تمر بحياة الانسان وخاصة الطفل الذي يكون التعامل معه اصعب في التعامل من باقي الفئات العمرية . لذا كانت المقالات التي احتواها الكتاب ، تؤكد على ارساء هذا المفهوم والقدرة على بيان الخطط والبرامج والحلول للوصول الى الاهداف الموضوعة والمراد تذليلها . انه كتاب تربوي بالدرجة الاساس وفيه تتفاعل ظواهر الحياة التي تمر على المجتمع باسلوب رصين ومفيد وبالتالي هو واجهة معرفية وثقافية تساهم في بلورة اهم معالم التطور وطرقه وابعاده والتي تنطلق من الافكار التربوية والنفسية والاخلاقية . الكتاب عبارة عن فلسفة في مفهوم القيم والاخلاق والتربية التي يحتاجها كل اب وتربوي وباحث ومفكر . صدر الكتاب عن منشورات اتحاد الادباء والكتاب في العراق هذا العام 2022 وبواقع 153 صفحة من القطع المتوسط .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=172132
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 08 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29