• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : (محاورة في عوالم الابداع النسوي)  الشاعرة والكاتبة المبدعة إيمان كاظم .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

(محاورة في عوالم الابداع النسوي)  الشاعرة والكاتبة المبدعة إيمان كاظم

((لا تكون المرأة مثقفة، إذا لم تكن بالأساس مسيطرة على أمور دينها))

 نلتقي الشاعرة والكاتبة المبدعة ايمان كاظم مسؤولة شعبة (مركز إعلام المرأة والطفل) في قسم إعلام العتبة الحسينية المقدسة/ دبلوم انگليزي/ طالبة مرحلة ثانية كلية الآداب/ قسم الصحافة/ لديها مجموعة شعرية بعنوان (فصول الجوزاء)، فكان لنا معها هذا الحوار: 

البقجة الأولى/ الثقافة النسوية/ السعي لكسر نمطية الكتابة:
صدى الروضتين:ـ تمكين الرسالة الثقافية النسوية؟
الكاتبة ايمان كاظم:ـ تمكين الرسالة في أغلب المجتمعات يتم التمييز بين نتاج المرأة ونتاج الرجل في عموم الجوانب, ولا يمكن أن نستثني الرسالة؛ كونها من أهم الوسائل التي تعطي بعداً واضحاً عن الشخصية وقدرتها على مخاطبة وجذب جمهورها, وكثيراً ما نسمع عن قصور مجتمعي في تمكين المرأة للإدلاء برسالتها, ولكن في الحقيقة للمرأة حظوة أكبر من الرجل في إيصال أفكارها ورؤاها، وهذا ما ألمسه بنفسي من خلال عملي في مجال الإعلام, لا أنكر أن على المرأة بعض القيود وتحددها بعض المحددات، ولكن إن أتقنت الطريقة التي تحاور بها المتلقي، مع مراعاة كينونتها كامرأة في مجتمع ناقد ومنتقد, تكون قد أوصلت خطابها بشكل نوعي، فصوت المرأة مسموع.
صدى الروضتين:ـ ثقافة الرسالة الفكرية والثقافية للمرأة؟
الكاتبة ايمان كاظم:ـ ثقافة الرسالة تأتي من وعي المرأة بأن الرسالة يجب أن تتكامل فكرياً قبل أي اعتبارات أخرى, وأن تقوم بإنضاج الأفكار قبل طرحها لتتمكن من الدفاع عما تؤمن به, فاليوم مدّعو الثقافة فاق عدد المثقفين؛ بسبب المساحات التي يقدمها العالم الافتراضي, والمنصات المجانية, وسرعة الانتشار, فظهر نمط تقليدي للثقافة وهو تكرار الرؤية؛ بسبب عامل التأثير والتأثر, بحكم أن نسخ المحتوى لا يكلف سوى اختيار ولمسة, في حين المشكلة فيما نختاره وليس فيما نشاركه، لذا ومن دواعي المسؤولية أن نواجه أزمة ثقافة نسوية.
 ولا أخلي وجود الرجل في خضم هذه الأزمة, ولكن حتى لا أخرج من سياق الحديث عن ثقافة المرأة، وبالتالي نضج رسالتها, ومن خلال الرأي الذي طرحته وأتحمّل عبْء التصريح به, أدعو المؤسسات الثقافية والإعلامية ولا أستثني المؤسسة التي انتسب لها بأن يكثفوا الاهتمام بالجانب الثقافي البنائي للمرأة؛ كوننا في مرحلة التأسيس لثقافة نوعية يمكنها أن تتصدى لأي محاولات للأدلجة الخارجية, بوعي تام على تفكيك الرسائل وإعادة تشكيلها وفق قناعة قائمة على البحث والتقصي والتحليل.
صدى الروضتين:ـ وعي الاستلام؟
 الكاتبة ايمان كاظم:ـ وعي الاستلام لا ينفك عن ثقافة الرسالة, فمتى ما كانت المرأة واعية في متابعة المحتوى الذي يضيف لرصيدها الثقافي، تمكنت من تعزيز قدرتها على مخاطبة الآخر كمثقفة ومسؤولة عما تطرحه من معلومات وأفكار بطريقتها الخاصة التي تميزها عن غيرها من المثقفين.
 وفي طبيعة الحال نحن نبحث دائماً عن المحتوى المختلف والصياغات غير التقليدية, وهذا الأسلوب لا يمكن اعتماده بسهولة, يحتاج لمتابعة حثيثة, ومهارات في البحث, ومحاولات جادة في فهم المادة التي نطالعها, ومتابعة اكثر من مصدر في موضوعة واحدة؛ لتكون لدينا نظرة منطقية تحيلنا إلى تصدير رأي قائم على مبدأ الوعي الحقيقي وليس الوعي المُقلِّد..!
البقجة الثانية/ وسائل التواصل الاجتماعي وسبل تمكين المرأة وتحصينها من الفوضى؟
الكاتبة ايمان كاظم:ـ اليوم باتت عبارة التواصل الاجتماعي العبارة الأكثر تداولاً بين أوساط المجتمع, فالكل حجز له مقعدا في هذا العالم الذي تغيب فيه الرقابة, والمرأة كونها جزءاً من المجتمع فهي الأخرى لها حصة كبيرة من سلبياته، بلحاظ أن له إيجابيات، ولكن طالما مدار السؤال يدور حول سبل تمكين المرأة وتحصينها فنحن حتماً سنعرض ونعارض تداعيات هذه الوسائل على عالم المرأة بصفة عامة, فضحايا فيضان الاتصالات الرقمية من كل الاعمار حتى الإناث في عمر الطفولة.
 أما المراهقات ربما هي الشريحة الأكثر تأثراً بتكنولوجيا الاتصالات, وهنا علينا البحث عن أسباب تفاقم الأزمة بل تزايدها. لم يكن استخدام الانترنت متاحاً في العراق إلا بعد سقوط نظام الحكم الذي كان يمنع دخول شبكة الانترنت ويمنع الارسال الفضائي لمحطات التلفزة, وبالتالي وبعد اختراق الشبكة العنكبوتية لأغلب المنازل وعلى شكل دفعة واحدة, وسط غياب مهارة التعامل مع هذه التقنيات الاتصالية, وفي خضم الانفلات السياسي وضياع الدور الرقابي، أدى هذا كله إلى تنامي حالة الفضول والاكتشاف لكل مستخدمي وسائل التواصل بحيث تماهت الهوية الثقافية والدينية وانصهرت في بودقة ثقافات أخرى ربما ساعدت على زعزعة المفهوم العقلي والتوازن الذي كان موجوداً رغم الظروف القاهرة.

وبعد فترة أخذ هذا الخطر بالتزايد وبالتحول إلى آفة مجتمعية مقلقة, لذا كان لابد من اتخاذ حلول جذرية أو طارئة تساهم بشكل أو بآخر على السيطرة وتمكين الفرد من خلال بث الوعي في التعامل مع التكنولوجيا. ولكن السؤال هنا: من هي الجهة المسؤولة عن حماية الأطفال والمراهقات وحتى البالغات من مخاطر السوشيال ميديا؟ وفي حال تقاعست الجهات المسؤولة عن عملها، مَنْ عليه أن يتبنى حماية المرأة بكل مستوياتها العمرية وتمكينها لحماية نفسها من أي تداعيات سلبية ترافق استخدام هذه التطبيقات؟ الجواب في طبيعة الحال، يكون بالجهات التي تؤمن بضرورة النهوض الثقافي لمنح المجتمع فرصة الاستقرار.
 وقد تبنت العتبات المقدسة هذه المهمة إلى جانب بعض منظمات المجتمع المدني بفتح دورات للتعريف بطرق التعامل مع الابتزاز الإلكتروني, وتطوير الذات, ومهارات التعامل مع الأزمات النفسية, وضبط النفس, ودروس في العقائد وغيرها من المحاضرات والدورات التي تشكل للمرأة وعياً نوعياً يمكنه أن يختزل التراكمات السلبية التي تتركها مواقع التواصل الاجتماعي.
صدى الروضتين:ـ هل تتغير فكرة التدين عند المرأة المثقفة؟ وما مدى فاعلية الرموز الدينية؟
الكاتبة إيمان كاظم:ـ هناك تجارب إنسانية ممكن ملاحظتها عن قرب في حياتنا، وأقصد تأثير اعجابي بالمرأة المثقفة، لكنه مع هذا الاطراء هو يقول: إن زوجتي نصف مثقفة لكنها على الأقل متدينة، هي رسالة مشفرة تحمل رأياً متفرداً في معناه: إمّا أن تكون المرأة مثقفة او متدينة، وكأن المرأة لا تستطيع الجمع بين المسألتين، والمرأة المثقفة كأنها تُخيّر بهذه النظرية بين الثقافة والدين..!
 وبرأيي لا تكون المرأة مثقفة، إذا لم تكن بالأساس مسيطرة على أمور دينها، ومن ثم لن تقدر هذه المرأة أن تقود خطابها. الدين لا يتقاطع مع الثقافة، بالعكس يعضده، وكتجربة كوني إعلامية كاتبة بمجال الأدب، وأنتمي لمؤسسة دينية، أحسّ أن الصبغة الدينية أو لنقل الموضوع الديني يفيدني، ولا يتقاطع معي؛ لكوني أنا أطمح بخطاب متزن منسجم مع خطاب العتبة المقدسة، وما دمت أعمل فيها، لابد أن يكون خطابي مهذباً مشذباً غير منفعل، فالمرأة المثقفة المتدينة تبعدها ثقافتها عن فكرة الرياء، لكن المشكلة في نظرة البعض الى الدين بتلك النظرة السطحية التي لا تتواءم مع جوهر الدين.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=171678
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 08 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28