• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : (ما أسلموا ولكن استسلموا).قتلة الامام الحسين (ع). .
                          • الكاتب : مصطفى الهادي .

(ما أسلموا ولكن استسلموا).قتلة الامام الحسين (ع).

لم يكن بنوا أمية ومن تبعهم مسلمون ابدا بل كانوا منافقين اظهروا اسلاما وابطنوا كفرا، وقد نزلت آيات قرآنية كثيرة في نفاقهم وكفرهم ولعنهم وكذلك تكلم الكثير من صحابة النبي الاخيار عن نفاق الخط الأموي واتباعهم. وأفعال الأمويين واتباعهم تدل على نفاقهم إلى يوم القيامة.
عمار بن ياسر كان علما من أعلام الصحابة، وهو من المبشرين بالجنة والعلامة الفارقة الدالة على الفرقة الباغية حيث قال عنه النبي (ص) : (ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار).(1) وقول النبي (ص) يدعوهم إلى النار هو مصداق الآية الكريمة (إن المنافقين في الدرك الأسفلِ من النار).(2)
تقول الرواية : لما كان يوم صفين قال رجل لعمار بن ياسر: يا أبا اليقظان ألم يقل رسول الله (ص): (قاتلوا الناس حتى يسلموا فإذا أسلموا عصموا مني دماءهم وأموالهم؟!) قال: بلى ولكن والله ما أسلموا ولكن استسلموا وأسروا الكفر حتى وجدوا عليه اعوانا).(3)
وفي تاريخ الطبري قال خطب عمار بن ياسر في صفين فقال : (يا أهل العراق أتريدون أن تنظروا إلى من عادى الله ورسوله وجاهدهما وبغى على المسلمين وظاهر المشركين فلما رأى الله عز و جل يعز دينه ويظهر رسوله أتى النبي صلى الله عليه و سلم فأسلم وهو فيما نرى راهب غير راغب ثم قبض الله عز و جل رسوله صلى الله عليه و سلم فوالله إن زال بعده معروفا بعداوة المسلم وهوادة المجرم فاثبتوا له وقاتلوه فإنه يطفئ نور الله ويظاهر أعداء الله عز و جل).(4)
ولم تكن رواية كفر بني أمية ونفاقهم الوحيدة في هذا المجال بل انها مما لا حصر لها.
يقول عبد الله بن سلمة : (رأيت عماراً يوم صفين شيخاً كبيراً آدم طوالاً أخذ الحربة بيده ويده ترعد فقال: والذي نفسي بيده لقد قاتلت صاحب هذه الراية مع رسول الله (ص) ثلاث مرات وهذه الرابعة والذي نفسي بيده لو ضربونا حتى يبلغونا سعفات هجر لعرفت أننا على الحق وأنهم على الضلالة).(5) يعني أن راية معاوية يوم صفين كرايته يوم بدر وأحد والخندق راية كفر ونفاق وأنه كأسلافه منافق لم يسلم أصلاً.
فعمار بن ياسر ميزان تلك الحروب يقسم بالله أن معاوية وأمثاله من رموز أهل الشام لم يسلموا يوم فتح مكة وإنما استسلموا وخضعوا حتى يجدوا على الحق أعواناً، ولقول عمّار شاهد من حديث ابن عمر بن الخطاب في قصة التحكيم ( أولى بهذا الأمر من ضربك وأباك على الإسلام حتى دخلتم فيه كرهاً).(6)
كان عمار رحمه الله يرى هذا الخط ، خط نفاق وكفر وفسق ففي تاريخ الطبري ،قال : أن عمار بن ياسر خرج إلى الناس، فقال: (اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلته، اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة سيفي في صدري ثم أنحني عليها حتى تخرج من ظهرت لفعلت، وإني لا أعلم اليوم عملاً هو أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين ، ولو أعلم أن عملا من الأعمال هو أرض لك منه لفعلتهُ).(7)
هذا الخط المنافق الذي لم يؤمن اصلا، هو نفسه الخط الذي اسس لإسلام آخر غير الذي أتى به النبي (ص). اسلام قامت اسسه على القتل وسفك الدم والنفاق ، وهو نفس الخط الذي قاتل رسول الله وعلي والحسن والحسين عليهم السلام،وهو اليوم يستهدف بقايا خط علي والحسن والحسين المتمثل بالشيعة،لا بل لازال هذا الخط يُطارد آل بيت رسول الله (ص) من خلال هدم قبورهم والحط من شأنهم، وسوف يبقى إلى يوم القيامة متمثلا بشخص (السفياني).(8) وهو من علامات ظهور المهدي فيخسف الله به الأرض ويقضي على دولته ويُزيل وجوده من الدنيا فيعم العدل والسلام.ومن هنا ارتبطت قضية الإمام الحسين وكربلاء بالمهدي ارتباطا وثيقا وذلك لأن السفياني احد أهم اركان قضية الإمام المهدي وعلاماتها، وكما أن المهدي من أحفاد المقتول بكربلاء ، فإن السفياني من أحفاد قتلة الحسين عليه السلام.(9)
وأقول للسفيانيين ومن يسير على نهجهم ثوبوا إلى رشدكم وانتبهوا إلى من توالون ، وبمن تأتمون فإنه تعالى قال : (يوم ندعو كل أناس بإمامهم).(10) إنهُ تعالى طلب منكم أن تُقاتلوا أئمة الكفر ولا توالوهم : (فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا إيمان لهم).(11) لأن الله تعالى جعل هؤلاء الأئمة يدعون إلى النار (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا يُنصرون . فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون).(12)
المصادر:
1- فتح الباري بشرح صحيح البخاري، كتاب الصلاة ، باب التعاون في بناء المساجد حديث رقم : 436.
2- سورة النساء آية : 145.
3- الهيثمي في مجمع الزوائد ج1ص : 118) قال : رواه الطبراني في الكبير.
4- تاريخ الطبري ج3 ص: 82.
5- قالوا عن هذه الرواية اسنادها صحيح، أوردها أحمد في المسند، واللفظ لأحمد والطبراني، وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد . (ج 7 / ص 175): رواه أحمد والطبراني.
6- إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ص: 151 ، ويدل على أن المنافقين والكافرين لا ينفع معهم انذار الأنبياء لهم كما يقول القرآن الكريم ( إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) وأمثالها من الآيات التي تتناول رؤوس الكفر والنفاق وما اكثرها في القرآن.
7- تاريخ الرسل والملوك ج 3 / ص 96.
8- عن أبي هريرة قال : (يخرج رجل يُقال له السفياني في دمشق،فيقتل حتى يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان، ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندا فيهزمهم،فيسير إليه السفياني بمن معهُ، حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم،فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم). قال الألباني: أخرجه الحاكم في المسترك ج4 ص : 520. قال : وهو صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
9- عن الهروي قال : ( قلت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام : يابن رسول الله ، ما تقول في حديث روي عن الصادق أنّه قال : إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين عليه‌السلام بفعال آبائها؟
فقال : هو كذلك.
فقلت : وقول الله عزّوجلّ : ( ولا تزر وازرة وزر أُخرى ) ؟!
قال : صدق الله في جميع أقواله ، ولكن ذراري قتلة الحسين يرضون بفعال آبائهم ، ويفتخرون بها ، ومن رضي شيئاً كان كمن أتاه ، ولو أنّ رجلاً قتل بالمشرق فرضى بقتله رجل في المغرب ، لكان الراضي عند الله عزّوجلّ شريك القاتل ، وإنّما يقتلهم القائم عليه‌السلام إذا خرج لرضاهم بفعل آباءهم). بحار الأنوار : ٥٢ / ٣١٢.عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ٢ / ٣٤٧.
10- سورة الاسراء آية : 71.
11- سورة التوبة آية : 12.
12- سورة القصص آية : 41. سورة البقرة آية : 22.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=171261
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 08 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19