• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كعبة ومنجنيق  .
                          • الكاتب : فاطمة علي الوكيل .

كعبة ومنجنيق 

 قبلة العاشقين، ومحط أنظار المحبين والملهوفين، أول الحرمين وثاني القبلتين.

تشد رحال القلوب إليها، ويتوجه ملايين المسلمين يومياً خمس مرات لأداء صلواتهم.
مسجد تضاعف فيه الحسنات وتعلو الدرجات .
فالصلاة فيه تعدل مئة ألف صلاة، عما سواها من المساجد .
إنها كعبة القلوب، وأول بيت وضع للناس، الملاذ الآمن، من استجار بها فقد آمنه الله تعالى والناس، ولا تراق فيها قطرة دم حرام .
الكعبة المشرفة وعبر مراحل التأريخ تعرضت إلى إساءة بالغة وانتهاكا لحرمتها، يندى لها جبين كل مؤمن غيور لذكرها .
 فقد اتخذ بعض الحكام المستهترين بالدين والمقدسات، الفتن والأحداث التي هزت المسلمين -في مرحلة معينة من الزمان- ذريعة لاستهداف أقدس بقعة، تلك التي أمر الله تعالى المسلمين بتعظيمها .
فقد رميت الكعبة المشرفة بالمنجنيق في سنة 64 للهجرة، عندما ولى يزيد (لعنه الله) رقاب المسلمين، بعد أبيه سنة 60 للهجرة .
وعندما امتنع بعض الصحابة من مبايعته للخلافة ومنهم عبد الله بن الزبير .
بعث (اللعين) الى واليه على المدينة حتى يأخذ البيعة منه، فرفض عبد الله بن الزبير وأصر على موقفه، ولاذ بالحرم .
وعند ذلك أمر يزيد (لعنه الله) باستخدام القوة، فأرسل جيشاً بقيادة (الحصين بن نمير) احد القادة الأمويين، فأمر بنصب المنجنيق وضرب الكعبة حتى احترق جزء من جدارها.
وبعد أن مات يزيد والتحق بأبيه إلى سَقَر، رجع الجيش الأموي الى الشام وقام المسلمون بهدم الكعبة وإعادة بنائها على اسس النبي إبراهيم (عليه السلام).
وتعرضت مرة أخرى للرمي بالمنجنيق في عهد الحاكم الأموي عبد الملك بن مروان (لعنه الله)، فأراد أن يخضع (مكة والمدينة) إلى سلطته بعد ان كانت تحت سلطة الزبيريين، وذلك في شهر ذي القعدة سنة 72 للهجرة .
فكلف أحد القادة الاكثر وحشية ودموية، الذي عرف بإجرامه وهو الحجاج بن يوسف الثقفي (عليه اللعنة)، للتوجه الى مكة المكرمة للقضاء على ثورة الزبيريين، فنصب الحجاج منجنيقاً على جبل أبي قبيس ثم رمى الكعبة المشرفة.
فكانت النتيجة القضاء على ثورة ابن الزبير وقتله، وهدم جزء من بيت الله الحرام .
فقام الحجاج (لعنه الله) بهدم الكعبة رغم انها لم يمسها ضرر كبير، وذلك بأمر الحاكم الأموي عبد الملك بن مروان، ثم أعاد بناءها على شكلها الذي كانت من قبل .
وهذه الشخصيات وغيرهم سودوا صفحات التأريخ، فكانت حقا نقاط إدانة لحكام بني أمية، الذين انتزعوا الحكم من أهله انتزاعاً، فعاثوا في الأرض الفساد .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=169680
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 06 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20