• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قراءة انطباعية في نصّ مسرحية (الأرؤس)  للكاتب: فيصل جابر .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

قراءة انطباعية في نصّ مسرحية (الأرؤس)  للكاتب: فيصل جابر

نص (الأرؤس) من نصوص مسابقة النص المسرحي الحسيني التابعة لمهرجان المسرح الحسيني في العتبة العباسية المقدسة.
 لقد استند الكاتب في نصه المسرحي الى أطر مرجعية مستمدة من الواقعة التاريخية (طف كربلاء)، وركز الكاتب فيصل جابر على وظيفة المسرح في نقل الأحداث المأساوية، وترسيخ المفهوم المصائبي الذي مر على أهل البيت (عليهم السلام)، منطلقاً من المساحة الوصفية للمشاهد:
 (مشاعل متفرقة هنا وهناك توحي بالطريق/ صوت مكتوم لامرأة ثكلى يتصاعد تدريجياً/ مجموعة من النساء والأطفال المكبّلين بالحبال والسلاسل، يتقدمهم مجموعة من الجنود، ويحيط بهم مجموعة من الحراس المدججين بالرماح والسيوف، يقتادونهم من مكان الى آخر).
 قدم المشهد الوصفي جسراً من التفاعل مع مكونات المشهد المرجعي النصي والمرجع التاريخي، ومثل هذا المفتتح الوصفي أصبح خصباً لاحتواء المضمون الذي يحمل الحدث والزمان والمكان، ويوصل الفكرة الى المتلقي.
 هناك كتابة التنظير الموضوعي للواقع، وهناك كتابة الواقعة عبر مقوماتها التاريخية باعتبار الحدث التاريخي يحمل مضامين فكرية عالية الرؤى، والكتابة النصية مجرد استحضار الموقف التاريخي وبعد الوصف ارتكز على قيم المحاورة: 
 المتسوق الأول:ـ ماذا يجري، هل أقبل العيد علينا قبل أوانه، أرى الباعة يعلقون الزينة على واجهات محلاتهم. 
صاحب الدكان الثاني:ـ الكوفة تحتفل؛ لأن جيوش ابن زياد انتصرت على جيش الحسين. 
هذه المحاورات رغم بساطتها، تأخذنا الى عمليات التفكير والتأمل عبر مساراتها، تكوين مثل هذه المجتمعات، والتكيّف السريع مع حيثيات السلطة ورؤية انسان ذلك الزمان.
ومادام هو ينهل من حيثيات الواقعة، تبقى مضامين الفرجة تمثل صراع المواقف عبر كل حدث.
استطاع الكاتب فيصل جابر أن يكشف مفهوم الصراع، ويكشف عند شخصيات السلب مفاهيم تتمحور حول الصفقة والجائزة، وتسهم المجاورات التضادية بتوضيح المفاهيم عبر كل حدث من أحداث الواقعة التاريخية.
 هناك من يبحث عن المضامين الفكرية، وهناك من يجد في حيثيات الواقعة الكثير من التصادمات الفكرية، فيعمل على تسليط الضوء على المأساة والمصائبية لاستلهام القصة الكاملة لما بعد الواقعة، أي أحداث الأربعين، التي تبدأ ما بعد ظهيرة الطف ومقتل سيد الشهداء الحسين (عليه السلام)، الى أسر السبايا الى الشام، ساعياً الى خلق قوة تأثيرية، ونقل هذا المأثور عبر حيثيات التاريخ الى الواقع بكل ما يملك من وقائع، نص مسرحي استطاع أن يقدم التأريخ بحيوية الفكرة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168566
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29