• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كيفَ أكونُ مثقفًا...؟  .
                          • الكاتب : محمد العبودي .

كيفَ أكونُ مثقفًا...؟ 

 كم مرة أسأل نفسي هذا السؤال، لكن دون جدوى، فالإجابة تبقى دائمًا مُبهمة على الأقل لديَّ! 

كيفَ أكونُ مثقفًا...؟ وما هي المعايير لذلك؟ وما الدليل على أنَّ هذا الإنسانَ مثقفٌ...؟ هل الثقافة هي كلام يُحفظ لأتكلم فيهِ أمام جمعٍ من الناس، أو هي أفعال أتظاهر بها أمام مجموعة من الناس لأنال إعجابهم؟ 
أ هي دينٌ وعبادةٌ؟ ومَنْ هو ليسَ على دين يكن بدون ثقافة...؟ 
ماذا تعني الثقافة في المجتمعات العربية عامةً وفي مجتمعنا خاصة؟ 
أتعني الدين...؟ أتعني السلوك.؟ أتعني الغناء...؟ أتعني الانحراف؟ 
أتعني التكبر...؟ أم ماذا تعني بحق؟ 
أهي درسٌ نتعلّمه في المدرسة والجامعة؟ أم هي غريزة فطرية تولد مع الإنسان...؟ أم تُكتسَب مِن الواقع؟ 
أحيانًا أقولُ لنفسي: إنّها وعي وإدراك وسلوك بعيد عن كون هذا الإنسان متعلماً أم لا. وأحيانًا أقولُ: إنَّها أفعال مكتسبة من الحياة اليومية.
ومرةً أقولُ: إنّها دراسة وبحث وتعلم في المدارس والجامعات.
ولن أقتنعَ في كل المرات بصراحةٍ!
الحقيقة وجدتُ الثقافةَ في العرفان والاطمئنان والإحسان، وجدتها في السلوك أكثر منها في الكلام. وجدتها في برّ الوالدين وإصلاح ذات البين.
وجدتها في التواضع والالتزام. وجدتها في النظام وحفظه.
وجدتها في استخدام لغة العقل والمنطق وتغليبها على لغة التهور واللامسؤولية.
نعم، إنّها أفعال وليست أقوالاً.
إنها تصرفات، وليست كلمات رنانة أحفظها من هذا الكتاب او ذلك الموقع.
كم قرأنا عن تأريخ العرب المشرَّف، لكننا ابتعدنا بقدر قراءتنا له..؟!
كم حفظنا أقوالًا وأحاديث للنبي (ص)، لكننا لم نعمل بها...؟
كم قرأنا القرآن، لكننا لم نتصرف بمثل ما يريد؟
وهكذا أصحاب الديانات الأخرى والقوميات الأخرى، فما فائدة حفظي لدواوين من الشعر، وأنا جاهل في منطقي؟ وما فائدة حفظي للقرآن، وأنا جاهلٌ في أمانتي؟ وما فائدة اقتنائي لأغلى الحلي وأسكن أبهى المنازل،  لكنني بدون إنسانية....؟
فما هي الثقافة...؟




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168291
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29