
السيد السيستاني (دام ظله) أجاب عن سؤال قُدّم إليه في كيفية التعامل مع الشباب قدمه السيد منير الخباز فقال :
ورد عن النبي ”إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُكَلِّمَ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ“. [5]
إنَّ من جملة المعاني المقصودة في هذا الحديث النبويّ الشريف أنَّنا عندما نريد أن نُقنع إنساناً بفكرةٍ معيّنةٍ فالطريق الأفضل لإقناعه أن نستخدم معه الأسلوب الذي يستخدمه ويتفاعل معه في إثبات أفكاره الأخرى وفي إثبات الحقائق الأخرى، لا أن نستخدم معه الأسلوب المتعارف عندنا في مجال الإثبات، بل الأسلوب المعهود لديه في مجال إثبات الحقائق والأفكار، فلأجل ذلك يحتاج المبلغون للدين وبيان حقائقه وشرح معتقداته من خلال المعاهد والمدارس والمنابر والمساجد أن يستخدموا الأسلوب العلميّ الحديث الذي هو معهودٌ لدى الشاب في دراسته الجامعيّة في إثبات الحقائق والأفكارالأخرى، فإنَّ النفوذ إليه من خلال هذا الأسلوب، ومن خلال هذا المنهج الذي يعتقد بصوابيته، ونجاحه في إثبات الواقع طريقٌ ناجحٌ ومؤثِّرٌ وفعّالٌ في إثبات الحقائق الدينيّة، وأمّا التركيز على الأسلوب الذي كان مُتَّبعاً لدى المبلغين في العقود الماضية في إقناع الأجيال الجديدة بالمعتقدات الدينيّة فهو طريقٌ قليل الجدوى في كثيرٍ من الحالات، قال تعالى ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾.
المصدر: السيد منير الخباز، نشر على شبكة المنير، بتاريخ 25 / 3/ 2017 م.
اللقاء كاملا أضغط هنا
|