• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : هيهات أُخرى .
                          • الكاتب : حسن الحاج عگلة .

هيهات أُخرى

كم طُفْتَ بالجَسَدِ النّحيلِ مَفاوِزَاً
وقَطَعْتَ صَحراءً بهِ صحراءَا

عَشِقَتْ ملامحَكَ المَدائنُ والقُرى
وسَكَنْتَ في حَدَقاتِها إغفاءَا

حَفِظَتْكَ ذاكِرَةُ الضّميرِ مُقَدّساً
وتَلَتْكَ آياتٍ صباحَ مَساءَا

تَأتي المكانَ أَمانُهُ لا يُرتجى
وتَعَافُهُ قد طَبَّقَ الأَرجاءَا

هبةُ السّماءِ إلى الضِّعافِ نَصَرْتَهُمْ
طوبى لِمَنْ قد ناصَرَ الضُّعَفاءَا

فالعُمْرُ يُقضى أَيَّ عَيْشٍ عِشْتَهُ
أَسَعَادَةً أَم شِقْوَةً وعَناءَا

وتَشَابَكُ السّاعاتُ دونَ تَمايُزٍ
والصَّائِحاتُ هَلاهِلاً وبُكاءَا

والأَغنياءُ مُفارقونَ لِمالِهِمْ
فَعلى القبورِ وُفُودُهُمْ فُقَراءَا

سيفُ الفَناءِ على الجميعِ مُسَلَّطٌ
وتَؤولُ كُلُّ البَهْرَجاتِ هَباءَا

والباقياتُ الصّالحاتُ مواقفٌ
تَخْبُو الشُّموسُ وشَمسُها تَتَراءَى

رافَقْنَكَ العُمْرَ المَليءَ مَخاطراً
فَخَبَرْنَكَ الرَّجُلَ المَليءَ مِضاءَا

وخَبَرْنَ فيكَ تَمَرُّساً مُتَفَرِّداً
وخَبَرْنَ فيكَ أَرومَةً شَمّاءَا

وخَبَرْنَ قد ذَوَّبْتَ في اللهِ الأَنا
وخَبَرْنَكَ المِفْضالَ والمِعطاءَا

أَوْقَفْتَ للهِ الدِّماءَ فَمُذْ جَرَتْ
غَضِبَ الإلهُ الغَضبَةَ النَكراءَا

فإذا بعالمنا استَحالَ جَهَنَّمَاً
والعيشُ صارَ مَتاهَةً ظَلْماءَا

لم يَتَّقِ الجَبَروتُ فِتنةَ قَتْلِ مَنْ
في قَتْلِهِ الدنيا تُعَمُّ بَلاءَا

للهِ حُرمَتُكَ المُعَظَّمُ قَدرُها
للهِ مصرَعُكَ العظيمُ عَزاءَا

وحُبِيْتَ أَكرمَ صاحِبٍ لم يختلفْ
عنكَ احتراقاً كي يَشعَّ ضياءَا

لا تُكثِرانِ القولَ لكنْ فِعلُكُمْ
قد أَسمعَ الكونَ الرَّحيبَ نداءَا

" هيهات " أُخرى مِنْ صميمِ كرامةٍ
بِنْتُ الطُّفوفِ ولم تكنْ بتراءَا

إنِّي لَأَسأَلُ والدّموعُ بِمَحجَري
وَدَّتْ  عليكَ بأَنْ تكونَ دماءَا

هل أنتُما مِنْ ها هُناكَ أَتَيْتُما !؟
أَلِذاكَ كُنتُمْ بيننَا غُرَباءَا  !؟

أَلِأَنَّ فيكمْ مِنْ "حسينَ" وشيجَةً ؟
وعلامةً بجَبينِكمْ غَرَّاءَا

 يصلُ التّأَسي فيكما بِصَنِيعِهِ
حَدَّ الخَيالِ  شجاعةً ووفاءَا

فأَغَثْتُما أَهلَ العراقِ كفِعلِهِ
مُسْتَصْرَخينَ ودونَهُمْ شُهَداءَا

وجراحُهُ قَفَّيْتُماها وارْتَمَتْ
أَعضاكُما تحكي لهُ أَعضاءَا

ولِإصبعٍ كانَ الوفاءُ لديكما
كَفَّاً هَوَتْ فوق الثّرى حمراءَا

لكُما خيالٌ لا يغيبُ عنِ الرؤى
مهما مضى زمنٌ بهِ وتَناءَى

وجهاكُما مَنْ قد تَبَحّرَ فيهما
لَرَآكُما ما بيننا أَحياءَا

فالبسمتانِ أَراهُما بشفاهِكُمْ
أَرَتَا الحَياةَ معانياً بيضاءَا

وأَراهُما للوارثينَ بِشارةً
وأَراهُما للحاقدينَ دواءَا

وأَراهُما بالشامتينَ تعاطُفاً
وأَراهُما بالقاتلِ اسْتِهزاءَا

حسن الحاج عكله ثجيل




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=163474
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 01 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19