• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وقفات من زيارة الاربعين .
                          • الكاتب : سعد العابدي .

وقفات من زيارة الاربعين

 لا نستغرب او يأخذنا العجب ونحن ننظر لعشاق الحسين عليه السلام وهم يحجون طوعا من كل حدب وصوب، يجللهم الحزن والسواد لمصاب مولى الثائرين في مشهد لم يحصل مع نبي او وصي وإمام منذ فجر التاريخ الى يومنا هذا ولعل ما يأتي من السنين، اللاحقة، والقادم هو أعظم من هذا إنشاء الله تعالى وفي صالح دولة العدل الإلهي التي يقودها ولي نعمتنا عجل الله تعالى فرجه الشريف.
ولنا أن نسجل هذه الوقفات:

الوقفة الأولى : عظيم الثواب للزائر 
المتأمل في الروايات الشريفة وما صرحت به وتضمنته من خير كثير واجر وفير لزائري الامام الخسين، يعرف مقدار الأثر الذي يحصل ببركة هذه الزيارة ، تعال معي أيها الحبيب وانظر في جمال هذه الرواية الشريفة التي تنقلها بن قولوية في كامل الزيارات والتي رواها عبد الله بن بكير في حديث طويل ، قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا بن بكير هل تدري ما لمن زار قبر أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) إذ جهله الجاهل، ما من صباح إلا وعلى قبره هاتف من الملائكة ينادي: 
يا طالب الخير أقبل إلى خالصة الله ترحل بالكرامة وتأمن الندامة يسمع أهل المشرق وأهل المغرب إلا الثقلين، ولا يبقى في الأرض ملك من الحفظة إلا عطف عليه عند رقاد العبد حتى يسبح الله عنده، ويسأل الله الرضا عنه. ولا يبقى ملك في الهوى يسمع الصوت إلا أجاب بالتقديس لله تعالى، فتشتد أصوات الملائكة فيجيبهم أهل السماء الدنيا، فتشتد أصوات الملائكة وأهل السماء الدنيا حتى تبلغ أهل السماء السابعة، فيسمع أصواتهم النبيون فيترحمون ويصلون على الحسين (عليه السلام) ويدعون لمن زاره(1).
الله الله اي جمال واي جلال واي هيبة واي عظمة لك سيدي يا ابا عبد الله يا يا خالصة الله وَيَا باب الكرامة وقد جعلك الله باب كرامته كرامة قد حُبي بها زائري الإمام الحسين 

الوقفة الثانية: الحوزة العلمية وتقديم الزاد للزائرين : 
ففي طريق كربلاء يسعى محبوا وخدمة الإمام لتوفير الزاد المادي من المأوى والماء والمأكل فلا يشعر الزائر بجوع أو ضمأ، ومن سار على طريق كربلاء يشهد بأنه لمس حياة اخرى ولونا اخر ، وكما هو الحال لمواكب الخدمة للزائرين، كانت مواكب الزاد المعنوي حاضرة في طريق ياحسين لهذا العام، فكما هو الحال في كل عام رأينا حضورا فاعلا بحق وخطوة مميزة ونقلة نوعية في توعية الزائر الحسيني وتبليغ الأحكام الشرعية مع إيصال توجيهات المرجعية العليا للزائرين والوافدين وكل هذا ببركة مولانا صاحب الزمان عج ومراجعنا وأصحاب السماحة والفضيلة من رجالات الحوزة اعزهم الله بعزه.

الوقفة الثالثة :ومع هذا العطاء الكبير الذي تجسد في زيارة الأربعين من المواكب والهيئات الحسينية والجهاز الأمني في جانبه الإيجابي الجميل، الا أن من المؤسف هو وجود بعض الممارسات والتصرفات، والتي رصدها اغلب زوار الأربعين ولابد من الإشارة إليها والوقوف عندها لوضعها أمام المهتمين وذوي الإختصاص للنظر فيها وعلاجها، فخطورتها لا تنكر ، ومن هذه التصرفات نذكر : 
1- ‏استغل بعض المغرر بهم من قبل مندسين ومنحرفين فكريا وعقائديا طيبة الزوار وطيبة خدمة المواكب فقام بتوزيع منشورات تحرض على مخالفة العلماء ومراجع الدين العظام  وأيضا تدعو إلى بطلان التقليد وهذه الأعمال والمنشورات الغرض منها فصل المؤمنين عن مرجعياتهم وعلماؤهم لتمرير مخططاتهم الخبيثة والتي تستهدف وحدك الشعب ونسيجه الأجتماعي وهي مدفوعة الثمن من قبل جهات معروفة من قبل الجهات الأمنية والااستخبارية 

2-‏يقوم بعض الشباب المراهقين ببعض السلوكيات والتصرفات المنحرفة والشاذة والتي تتنافى والأخلاق والتعاليم والقيم الدينية وأدابها والأعراف العشائرية وهذه التصرفات تسيء للزيارة وتخدش الحياء العام وتهدد البنية القيمة والاخلاقية للمجتمع فعلى الاباء والأمهات أن لا يسمحوا بهكذا تجاوزات تُسيء للزيارة وتغير بوصلة الزيارة وجعلها تشبه الكرنفال والمهرجان الجماهيري الفارغ من المحتوى العقدي والفكري والديني الواعي والتقويمي الهادف.

3-تبقى بعض القنوات العراقية وللأسف تدس السم في العسل ولا يرعوي اصحابها من الإستهزاء والسخرية بالقول والفعل وتزييف الحقائق وفوتوتشبية الصور المسيئة بحق عقائد وشعائر أتباع اهل البيت، وهي بهذا السعي تخدم سعي من يريد بالعراق وأهله السوء.

الوقفة الرابعة: فقدنا هذا العام ركنا وعمادا لايسد فراغه شيء، ولطالما كان راعيا ومدافعا عن الشعائر الحسينية، من حين انطلاق زيارة الأربعين من أقصى نقطة في جنوب العراق لأبعد نقطة فيه ، مقوما لأي إنحراف قد يشوب هذه المراسيم والشعائر ومتصديا لأي تغيرا يصيب بوصلتها جوهرا وروحا ، فرحمه الله وحشره مع الحسين المظلوم وجعل كل ما قدمه في ميزان حسناته.
الوقفة السادسة: أحصت بعض الجهات عدد الزائرين ب( 16) مليون زائر وهو رقم كبير ومع ضخامة هذا العدد لم تسجل شكوى واحدة من جو او عطش او مأوى ومنام للزائرين، وهو يكشف عظيم التضحيات والخدمات التي قدمها عتباتنا المقدسة ومواكب الخدمة للمحبين والموالين وكذلك الجهد الذي بذله رجال الحشد والقوات الامنية التي استنفرت عدتها وعددها في سبيل الحفاظ على اروح الزائرين فشكر الله سعيهم جميعا.

الوقفة الختامية:  كلنا أمل ان تكون هذه الشعيرة العظيمة كما هي في الواقع،  على الدوام مصدر خير وعافية وعلم ووعي وصلاح وإصلاح، لكل محب غيور على هذا الوطن وشعبه، وأن ينتفع منها خبراء التربية والإجتماع في تنمية الواقع التربوي الأسري والمجتمعي لشعبنا الحبيب.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=160609
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 09 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12