• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : كربائيلو بيت الرب .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

كربائيلو بيت الرب

 رضا الخفاجي: (لا تناص ولا تأويل في حضرة القادم القائم القصي القريب)
   
لا خَشية من تناص يعد من أبرز التقنيات الساعية لخلق فضاءات مفتوحة، تثري النص توهجات للمعنى، يتداخل النص القرآني كمنتج لفعل متألق، يساهم في البناء الشعري والمكون لحراك فاعل (الصراط، المشكاة، الجنة، البرزخ، المن، للروح مآربها، راضية مرضية، الهدهد (وجاء الهدهد بالنبأ العظيم ص60)، نسيج شعري عبارة عن سرديات معبرة، وتوكيدات دلالية، ورؤى تعتمد على الخزين المعرفي بصياغات متنوعة، تفجر المسكوت عنه، وترفع شأن القيمة الجمالية للنص؛ لامتلاكها إيحائية واعية كقوله: 
(وتدفقت غرائزها لتبلوها بنهر... صبابة دمائه عرشت في رمضاء الظهيرة) ص20 
منظومة معرفية لها القدرة على الإزاحة، وتكوين مناحي تأثيرية معبرة، تدل على حصيلة المنتج الثقافي الفكري لدى الشاعر، لمعالجة مقتضيات السرد الأسلوبي، والتناص تعزيز نصي يستحضر المكون في ذهنية التلقي، وينشط فاعلية النص الشعري، شحنات معنوية تؤثر إيجابياً في بنية التلقي: 
(من لي وقد آنست ناراً بعصاة أفلق بها هامة الأزمنة) ص23
 صيرورة ثقافية تعني سخاء المصدر الديني، وهي من أهم مصادر الإلهام الشعري، باعتبارها منهجاً دلالياً منح التناص قيمة دلالية، والحداثة الشعرية تمتلك - ضمن مواصفات السيرورة الفنية - السمات الأرقى المعبرة عن الهوية والانتماء.
 والشاعر (رضا الخفاجي) يمتلك مكونات المؤثر الجاد، وينتمي إلى الجهد الابداعي القادر على التماهي والتماثل والـتآلف والتعالق غير المباشر مع الاستشهاد القرآني، ويجيد التواشج واستيعاب التعالق المباشر أيضاً، أي الاشتغال على العبارة القرآنية الصريحة، بعد أن يعد جملته لمرتكزات فنية:
(يتألقون بنشوتهم، وهم يمنحون الحياة لأجسادهم 
يسقون من كأس كان مزاجها كافورا 
أباريقهم من فضة، ثيابهم من سندس) ص49
 ويرى بعض النقاد أن التناص القرآني هو حراك مجازي يبحث عن العلاقة القصدية بين المضمر والمتخيل، مع منظومة المؤثر القرآني، عمليات استيعاب وتماثل ومعالجة نصية مرتبطة بالوعي الارادي وغير الإرادي: 
(لا تحزني... قد جعل ربك تحتك سريا) ص85
وربما يذهب التناص لفكر أو حادثة أو مشهد حواري قرآني 
(قلت / وإني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا/ 
بعدها زالت مواطن الشك والألم..! 
توغلت باتجاه الاشراق، فقد كشف لي الغطاء..! 
ابتدأت سفري الأعظم) ص84
 يصبح المنجز مجموعة رؤيا كاملة خارج المفهوم السائد، يتحرك في فضاء (زماني – مكاني) ليرسم ملامح مدينة: 
(من هزّ جذع النخل كي يكرمها؟
من قادها في الليلة الظلماء، كي تدرك كربلاء) ص82




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158350
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18