• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الغيــرة عنــد النسـاء محبــه .
                          • الكاتب : فاضل حاتم الموسوي .

الغيــرة عنــد النسـاء محبــه

  إن المشاعر والأحاسيس التي يحملها شخص ما لشخص آخر تكون مبالغ فيها بعض الأحيان خصوصاً إذا كان يحبه ويهتم لشانه وينتج عنها نوع من أنواع الخوف من مشاركة احد في هذه العلاقة التي بينه وبين من يحبه ويكون هذا الخوف نتيجة شعور حقيقي أو وهمي من دخول طرف ثالث في العلاقة سواء كانت علاقة أسرية أو عاطفية أو تنافسية في الحياة ، وتعد الغيرة نوعاً من أنواع التجارب العاطفية في حياة الإنسان تجعله يرغب في الحصول على شيء لا يملكه  أو يخاف من فقدان شيء له، فتتفاقم هذه الغيرة عنده فتدفعه الى استخدام أساليب غير لائقة مع أصدقائه أو من يحيطون به مثل التفريق بين الأصدقاء أو نشر الشائعات عليهم أو اختلاق مشاكل بينهم أو النميمة أو النفاق وهكذا .

ومجتمع النساء - الأغلب طبعاً - تكون الغيرة عندهن بشكل أقوى منه في مجتمع الرجال لان طبيعة شخصية المرأة تكون شديدة القلق والتوتر ونسبة العاطفة تكون عندها اكبر , فينمو عندها خوف من فقدان الأشخاص والأحبة خصوصاً .

وفي العلاقات المتوترة والغير مستقرة التي تتسم بكثرة الخلافات مع الشريك  تكون الغيرة عندهن بمثابة ردة فعل طبيعي لعدم الشعور بالراحة والأمان فيدفعها هذا الشعور الى التجسس على زوجها والعبث بممتلكاته الخاصة كالهاتف وجيوب الملابس للتحقق من عدم وجود امرأة أخرى في حياته فنحتاج الى توطيد العلاقة بين الشريكين و تحسين أسلوب التواصل والثقة بينهما ومبادلة الاهتمام وفسح المجال لكل منهما للتعبير عن مشاعره العاطفية للأخر لتجنب خلق مسافات بينهما تكون محلاً لتسلل الشك الى قلب المرأة , ورد عن رسول الله (ص) انه  قال : قول الرجل للمرأة: إني أحبك لا يذهب من قلبها أبدا . (الكافي ، ج 5 ، ص  569) , وعن الإمام الصادق (ع) انه قال :لا غنى بالزوجة فيما بينها وبين زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال وهن: صيانة نفسها عن كل دنس حتى يطمئن قلبه إلى الثقة بها في حال المحبوب والمكروه، وحياطته ليكون ذلك عطفا عليها عند زلة تكون منها، وإظهار العشق له بالخلابة ، والهيئة الحسنة لها في عينه. (ميزان الحكمة  ، الريشهري ، ج 2 ، ص  1185)

وبنظرة ايجابية نقول إذا كان الحب صادقاً حقيقياً تكون الغيرة بمثابة السور والجدار الذي يحمي ذلك الحب من دخول الغرباء ، لأنه بدون غيرة لا قيمة له ولا وزن ويكون فارغ المحتوى - والكلام يشمل الرجل والمرأة - فحينها سيغار الإنسان من خسارة الحب نفسه أو خسارة الشريك وفقدان الطرف الآخر بالعلاقة وحينها يكون فقدان احدهما أو كلاهما يعني الفناء ، فتكون الغيرة عند النساء دليل المحبة والعشق ورد في شرح النووي على صحيح مسلم عن النبي (صلى الله عليه واله) قال: (وإنما الغيرة في النساء لفرط المحبة .( صحيح مسلم بشرح النووي ، ج 13 ، ص  165 ) وينبغي للمرأة إلا تسرف في الغيرة على زوجها فترتكب أفعالا تضايق بها الزوج وتنغص الحياة الزوجية ، وعندها لا يجد الزوج مع زوجته إلّا النفور.

 وتارة يتقصد الأزواج فعل ما يثير الشك في نفوس زوجاتهم انتقاماً منهن وعندما لا يجدن دليلاً على ارتباطه مع امرأة أخرى وإنما مجرد شكوك وأوهام ، ورد عن رسول الله  (ص)  قال: مِنَ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللَّهُ، فَأَمَّا الَّتِي يُحِبُّهَا اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُبْغِضُهَا اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ. (سنن أبي داود ، ج 3 ، ص 50 )

كذلك على الزوج أن يحسن التصرف تجاه غيرة المرأة ويتفهم انه أمر فطري فيها تختلف نسبته بين امرأة وأخرى , فلا ينزعج من كثرة الأسئلة له من قبلها  أو يروي لها بعض ما حصل أثناء سفره أو سبب تأخره حتى يشعرها بنوع من الاهتمام وتبادل الثقة . وحقيقة إذا حلت الغيرة بين الزوجين فإنها ستكون معولاً لهدم بيتهما فعلى الزوجة أن تعمل على إصلاح بيتها وان تحافظ على زوجها وان تحاول إقناعه بأنها قادرة على إسعاده وليس مانعاً أمامه من علاقاته مع الآخرين وان تكثر من المدح والثناء لزوجها ، قال رسول الله (ص) : أعظم النَّاس حَقًا على الْمَرْأَة زَوجهَا . (مستدرك الوسائل , ألنوري , ج14 , ص 237) .

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156766
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19