محرم الحرام شهر الأحزان وتجديد البيعة لإمام الحق الحسين (ع) التضحية والفداء، وبكل همة وإصرار تعمل سواعد المحبين على نشر رايات الاعلان بقرب شهر مصيبة خير الأنام، وتكتسي مدن الإسلام بالسواد، وتعم الأحزان البلدان بمدنها وقراها، استذكارا لواقعة طف كربلاء؛ حيث برهن عماد البيت النبوي الطاهر الامام الحسين بن علي عليهما افضل السلام على الثبات على الحق ونصرة الدين ونهج نبي الامان والسلام محمد سيد الأنام عليه وعلى آله أزكى التحية والسلام. وايضا كان ذلك شأن آل بيت النبوة وصحبهم الكرام الذين قدموا انفسهم مشروع تضحية وفداء وبنداء الحق الرباني الذي جسّده الإمام الحسين عليه السلام من نفوس حمية أبية تنادت لنصرة النهج القويم لدين رب العالمين، وترددت في أرجاء الأرض صرخة الحق (هيهات منا الذلة) وبهذه المناسبة تتجدد الأحزان، لما جرى للصفوة من العترة الطاهرة على ايدي اعداء الحق والانسان من جهلة وحاقدين عصابة الضلال والشيطان من عصبة يزيد (عليه اللعنة).

  ورغم الظلمات والأراجيف وتزييف الحقائق تبرز شعلة الحق وهاجة تجسّدها ضمائر ملايين المحبين السائرين بثبات على طريق الحسين عليه السلام مملوءة عشقا وتضحية... روافد هادرة تقطع مسافات شاسعة طويلة، ملايين تتزاحم بالمواكب ما بين ماشٍ وراكب، تحفهم عناية الله وبركات صاحب الذكرى، يقوم بخدمتهم الكبير والصغير الرجال والنساء يقدمون افضل ماعندهم شهيا مباركا لزوار أبي عبد الله الحسين عليه السلام... فهكذا كان ويكون، ويبقى إماما خالدا تمتد طرق قاصديه من كل أنحاء العالم لا تتعبها المسافات، ولا تبالي بالصعاب، مهما تجبر الطغاة وكيد الحاقدين من الإرهابيين الذين أضلتهم فتاوى شيوخ الجريمة والجهل، يحرقون التأريخ بما تسول لهم أنفسهم المريضة وعقولهم الخبيثة، وشتان بين الثرى والثريا... (فأقل الدرجات يحسد من علاه) ويبقى بأذن الله وبركات آل بيت النبوة زائرو المرقد الطاهر سالمين غانمين، آتين من كل فج عميق... محيطا هادرا بدايته ما شاء الله وملتقاه طف كربلاء... فحمدا لله على نصره.