النجاح مأخوذ من الفعل نجح وتعنى لغة ادراك الغاية والهدف والتوفيق و يعتبر من الامور التي يتمنى اي انسان تحقيقها في الحياه لأنه من المفاهيم التي لا تقتصر على الامور المادية فقط او الشهرة او القوة كذلك مفهوم النجاح ليس مقصورا على النجاح الدراسي بل يشمل جميع حالات الحياة النجاح هو الاستمرار للتميز في العمل وتطوير المهارات لخلق روح الابداع والفاعلية داخل النفس كذلك اكتشاف اساليب و طرق حديثه غفل عنها الاخرين فلذلك يسعى الانسان جاهدا لقراءة قصص الناجحين ليقف على ما يسمى بسر النجاح .
  حقيقة ان كثير ممن شقّوا طريقهم نحو النجاح اعتمد مبادئ صحيحة وسامية ا امنوا بها فصنعت لهم النجاح وهنا احب ان اسلط الضوء على اثنين من اهم الصفات التي يمكن ان تجعل الانسان ناجحا ومميزا في نفس الوقت هما :  الثقة بالنفس الوقت تجاهل  الفشل والفاشلين 
الثقة بالنفس:
 ان معرفة نقاط القوة التي يمتلكها أي انسان موهوب الخاصة به ، تعد بداية الطريق نحو النجاح لان التفكير هنا سيكون بواقعية فيقف على ارض صلبة بعيدا عن ما يقوله الناس بحقه سلبا او ايجابا ، ورد عن الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) في وصيته لهشام بن الحكم انه قال : (يا هشام لو كان في يدك جوزة وقال الناس [ في يدك ] لؤلؤة ما كان ينفعك وأنت تعلم أنها جوزة ، ولو كان في يدك لؤلؤة وقال الناس: إنها جوزة ما ضرك وأنت تعلم أنها لؤلؤة.)( 1 )
 الاشخاص الذين لا يمتلكون ثقه عالية بأنفسهم يشعرون ان الاخرين لا يرون فيهم شيئا مميزا بل تراهم دائما يقللون من اهمية انفسهم في المجتمع من خلال تنامي هذا الشعور في النفس تضعف المبادرة والتقدم وتنمر حالة الكسل وتفويت الفرصة وبالتالي ضياع النجاح ، ورد عن الامام علي (عليه السلام) قال : (التواني إضاعة)(2 ) . 
 فاذا اتيحت فرصة للتقدم فينبغي للإنسان ان يبادر لاغتنامها وذلك لان بقاءها غير مضمون وتكرار عودتها ليس محرزا فهي سريعة الفوت بطيئة العود كما وصفها امير (عليه السلام )(3)عندما قال : (إن الفرص تمر مر السحاب فانتهزوها إذ أمكنت في أبواب الخير و إلا عادت ندما)( 4 )
فعندما تكون لك آراءك الخاصة بك فلا تخفها في نفسك وتحاول ان تتماشى مع آراء الآخرين فلا ينبغي لك ان تكون نسخة منهم وحاول ان تنمي في داخلك روح التحدي  والقدرة واقناع نفسك بانك لديك الكفاءة اللازمة لفعل امر معين او مهمة معينة وحقيقه سوف يساعدك ذلك التغلب على اي احساس بالإحباط او شعور بعدم الثقة وسيطرد من تفكيرك الافكار السلبية .  
التجاهل : 
 تعتبر اراء من حولك نتيجة لخبراتهم وتجاربهم في الحياة ومدى المستوى الفكري الذي يتمتعون به ، وعندما يقترح عليك شخص ما رأى معين فاعرف انه انت من سيدفع الثمن ، فلذلك لا تحاول ان تتخلى عن احلامك واهدافك لترضي الاخرين فلا تجعل حياتك وطاقتك رهنا برضاهم لأنه من يهتم كثيرا بكلام الناس سوف يصبح اسيرهم فحاول ان تتجاهل كلام الناس وحرر نفسك من ذلك السجن وتذكر انها حياة واحدة ورد عن امير المؤمنين (عليه السلام) قال : (لا حلم كالتغافل، لا عقل كالتجاهل)( 5 ) حيث انه من اهم اسرار النجاح ان يتغافل الانسان ويتجاهل صغار الامور وتوافهها وان يجعل تفكيره بما يصبوا اليه من اهداف والا فسوف يخسر اسرته واصدقائه ورد عن امير المؤمنين (عليه السلام) قال : (أشرف خصال الكرم غفلتك عمّا تعلم)(6) وورد عنه (عليه السلام) ايضا قال : (من لم يتغافل ولا يغض عن كثير من الامور تنغصت عيشته) (7) ولا تجعل نفسك توهمك انه ضعف او انهزام لان الواقع الذي نعيشه يحتم علينا ان نمارس هذه الصفة لكن بحكمة وكلما تطلب الامر ، قال الشاعر ابو تمام : 
لَيسَ الغَبِيُّ بِسَيِّدٍ في قَومِهِ ... لَكِنَّ سَيِّدَ قَومِهِ المُتَغابي
اذا كان الانسان عارفا باتجاه بوصلته فلا يدع الاخرين يتحكمون به ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله قال : (لا يبلغني أحد منكم عن أحد من أصحابي شيئا، فإني احب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر)(8)  ، وقال جبران خليل جبران : (اذا تعلمت التجاهل فقد اجتزت نصف مشاكل الحياة ) .

..................
1) تحف العقول عن ال الرسول : ابن شعبة الحراني ، ص 383
2) مستدرك الوسائل  : العلامة النوري ،ج 12 ،  ص 62
3) الانسان بين النمو والانتاج ، سيد فاضل الموسوي  ، ص 3
4) غرر الحكم و درر الكل: الامدي ،ج 1 ،  ص 321
5) ميزان الحكمة : الريشهري ،ج 3 ،  ص 2288
6) الدعوات : الراوندي ،ج 41 ،  ص 293
7) ميزان الحكمة : الريشهري ،ج 3 ،  ص 2287
8)رياض الصالحين : يحيى النووي  ،  ص 256