• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لماذا يحتاج الجميع الى مدرب؟ .
                          • الكاتب : محاسن غني النداف .

لماذا يحتاج الجميع الى مدرب؟

 يقول  الجراح الامريكي اتول غواندي*:

"كيف يصبح المحترفون أفضل وأكثر براعة في عملهم؟
هنالك رأييين مختلفين حيال هذا الموضوع: الاول  رأي تقليدي وهو ان تذهب الى المدرسة لتدرس وتتعلم ثم تمارس وتكتسب مهارة، بعدها تتخرج وتنطلق نحو العالم الحقيقي لتشق طريقك بأسلوبك الخاص. هذا مايفعله الاطباء ، المحامون، العلماء.
لكن الراي الآخر يأتي من الرياضة. هم يقولون لاي رياضي انت لم ولن تنال  كفايتك من التعلم، الجميع بحاجة  الى مدرب،  أفضل اللاعبين في العالم يحتاجون الى مدرب.
لذا حاولت التفكير بهذه الطريقة كجراح.سأستأجر شخصا ما ليأتي الى غرفة عملياتي ليراقبني وينتقد عملي.
 يبدو امرا سخيفا
فأنا خبير
وخبير يعني أنه لايحتاج الى مدرب.
اذا أي الرأيين صحيح؟!
لقد تبين أنك ستواجه العديد من المشكلات اذا مارمت العمل بطريقتك الخاصة، أنت لا تلحظ القضايا التي تقف في طريقك، او أنك تلحظها لكن قد لاتعلم بالضرورة كيف تعالجها.والنتيجة هي أنك في مكان ما  في مشوار عملك ستتوقف عن التحسن والتميز. 
فكرت حيال هذا الامر وأدركت أنه هذا ما قد حصل لي بالفعل كجراح،  لذا طلبت من أحد اساتذتي السابقين  وهو بروفسور متقاعد اسمه بوب اوستين، أن يحضر أحدى عملياتي ويراقبني، وقد وافق على ذلك.
اتذكر تلك العملية، لقد سارت الامور بشكل ممتاز، ولم أكن اتصور أنه سيكون لديه الكثير  ليقوله عند انتهاء العملية.
في الواقع كان لديه صفحة كاملة مليئة بالملاحظات!
قال:
"لدي فقط بعض الملاحظات الصغيرة، هل لاحظت أن الضوءج كان يتأرجح فوق الجرح أثناء العملية؟
لاحظت امر آخر
مرفقاك كانا في الغالب معلقين في الهواء مما يعني أنك لم تكن في حالة سيطرة كاملة على الوضع"

لقد كان مستوى آخر من الوعي والادراك، كان يصف مايفعله المدرب الحاذق  وهو أن يكون عينك وأذنك الخارجية، مما يعطيك صورة دقيقة لحقيقة عملك. إنهم يميزون الامور الاساسية.يحطمون عملك ثم يساعدوك لتعيد بناءه من جديد بشكل افضل.
بعد شهرين من المراقبة والنقد  شعرت بأني اتحسن، وبعد مرور سنة لاحظت أن ما كنت اواجهه من تعقيدات بدأت تتلاشى.
كان مؤلما حقا،  فلم يرقني أن أكون مراقبا  وفي بعض الاحيان لم أكن ارغب في الاصغاء للملاحظات وتطبيق التعليمات،  شعرت ايضا أنه هنالك فترات كان من الممكن ان اصبح فيها اسوأ قبل أن اصبح افضل  لكنها جعلتني ادرك ان المدربين يقومون بعمل غاية في الاهمية.
اعتقد ان الامر لايقتصر على مدى كونك جيدا الان  لكن الى أي مدى يمكنك ان تصبح جيدا ، وهذا هو المهم."
انتهى كلام د. غواندي
يقول الحق سبحانه (وفوق كل ذي علم عليم)*١
هذه الاية الكريمة اختصرت وبدقة كلام د.غواندي،فمهما اكتسب الانسان من العلوم والمعارف يبقى قاصرا في قبالة علم الله سبحانه اللامتناهي، لذا اقتضى هذا النقص وجود حلقة ثالثة تصل مابين المحدود واللامحدود وهم الراسخون في العلم الذين اختارهم الحق ليكونوا عيبة علمه والادلاء عليه، مبشرين ومنذرين، هم اهل بيت النبوة ومعدن الرسالة هم فاطمة وابوها وبعلها وبنوها صلوات ربي عليهم اجمعين.
لكن الحاصل هو أن اغلب الناس  أختاروا  العيش بأسلوبهم الخاص معرضين عن اي ارشاد أو توجيه من آله الناس ملك الناس ،
فهم اشبه بلاعبين نزلوا الى أرض الملعب ولم يلتزموا بقوانين صاحب الملعب ولا بتوجيهات المدربين البارعين الذين اختارهم صاحب الملعب بعناية فائقة.فأذا ماتعثروا وواجهوا المشكلات ألقوا بالائمة على صاحب الملعب، فيأتيهم الجواب (وما أصابكم من حسنة فمن الله وما أصابكم من سيئة فمن انفسكم)*٢
إذا يارب أعنا على انفسنا،   غير سوء حالنا بحسن حالك!
فيأتي الجواب من رب العباد(إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)*٣
   (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا )*٤

* D.P.Atul Gawandy
American surgeon 
Harvard U.
البروفسور الجراح اتول غواندي، جامعة هارفرد
١/اية ٧٦ سورة يوسف
٢/اية ٧٩ سورة النساء
٣/اية ١١سورة الرعد
٤/اية ٦٢سورة الاحزاب




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154934
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29