• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : في وقت الضيق يظهر (شغل العمامة) .
                          • الكاتب : غفران الموسوي .

في وقت الضيق يظهر (شغل العمامة)

لايزال الكثير ممن عميت عندهم البصيرة يوجهون الانتقادات ويتكلمون بما هو ليس حقا عن المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني (طال بقاؤه)، فترى البعض ممن يرهبهم ذكر اسمه يقول مالذي قدمه هذا الشيبة المنعزل في بيته الصغير للعراق وشعبه، واخرون يدعون انه حال بين البلد وسيادته، وغيرها الكثير من الاقاويل والتكهنات التي ما انزل الله بها من سلطان،  فهي اقاويل مبطلين وترهات متعجرفين لا تغير من واقع سماحته شيئا من قريب ولا من بعيد، فكلما هجوه زاد لمعانا وزادوا هم قهرا
ومن البلية عذل من لا يرعوي...عن غييه وخطاب من لا يفهم 
واذا أشار محدثا فكأنه... قرد يقهقه أو عجوز تلطم

في حديثي هذا لا أود الخوض في ما قدمه سماحة المرجع الاعلى (مُد ظله) للعراق طيلة فترة تواجده فيه حتى اللحظة،  فالحديث حتما سيطول ولقد تحدثت وتحدث الكثير عن هذا الموضوع ولا شك أن الجميع يعلم علم اليقين ما هي انجازاته التي حفظت للعراق سيادته ووحدته في جميع الملمات والقضايا المصيرية الكبرى التي لطاما كانت لرؤاه فيها كلمة الفصل في حفظ الدولة العراقية وصون الدم العراقي ، وله يشهد بهذا العدو قبل الصديق وأن كان البعض يحاول نكرانها لكن هيهات ان تغيب الشمس في وضح النهار.
الرجل الذي لم يدع العراقيين في حيرة في اي طارئ أو أزمة ، ها هو اليوم يسجل صورا انسانية قل نظيرها في العالم في ظل أزمة كورونا التي زلزلت العالم ووقفت أمامها عاجزة أعظم الدول و أكبرها وأكثرها تطورا وتقدما، فسجلت ملايين الإصابات والاف الوفيات، فما بالك بالعراق بإمكاناته الصحية الضعيفة إلى الحد الذي قد لاتستوعب مستشفياته بضعة الاف من المصابين، هنا دعوني استعرض بعضا من إنجازات هذا الرجل الذي لطالما اتُهم بإختلاس الأموال أو تصديرها أو كما يقال باللهجة العامية (وين فلوس الخمس و العتبات)، لابأس ان نوجز باختصار المحاور الأساسية التي ذهبت إليها اموال العتبات في هذه الأزمة بالذات ، ناهيك عن الخدمات الأخرى التي أنجزت بهذه الأموال قبل الازمة من مدارس ومجمعات سكنية و ومستشفيات ورعاية اليتامى والنازحين ونحوها، وأيضا أقولها باللهجة العامية... (هذا شغل العمامة)
في بداية أزمة كورونا ومع الانتشار الطفيف للوباء في العراق، انهالت توجيهات المرجعية الدينية بضرورة الالتزام بالوقاية والابتعاد عن التجمعات بما فيها صلاة الجماعة والزيارات، وتعليق المناسبات الاجتماعية والدينية، حتى عُد المتسبب بنقل العدوى اثم وعليه الدية، وواقعا لم يكن ليلتزم الناس بذاك لولا دعواته المتكررة.
وحينما فرضت السلطات حظر التجوال الصحي لتجنب مزيدا من الإصابات، تضررت الكثير من العوائل الفقيرة والمتعففة المعتمدة على قوت يومها على الأجور اليومية و الأعمال الحرة، افتى سماحته بضرورة التكافل الاجتماعي التي انبرى لها خيرة المؤمنين من اهل الخير والميسورين ملبين لصوت الحق الصادح من لقمان زمانه، بين متبرع وآخر متطوع لإيصال المساعدات غير ابه لخطورة إصابته بالفايروس، وترى اذرعه من وكلاء ومعتمدين يسارعون إلى تلبية وصية سماحته بالتكافل الاجتماعي .
وبعد أن اشتدت الأزمة في العراق وبدأت عشرات الإصابات تتحول إلى مئات ثم آلاف، اخذ سماحته يشجع المتصدين للوباء ممن هم في خط الصد الأول له، من الأطباء والممرضين مثمنا عملهم بعد ان جعله  واجب وجوبا كفائيا على كل من استطاع،  وعندما لم تستوعب المستشفيات الإعداد المصابة، حتى عقد رجال المرجعية العزم معاهدين على ان يكونوا مساندين لجهود الكوادر الصحية،  فحُوِلت مدن الزائرين إلى ردهات لعزل المصابين ،  وأرسلت القوافل التي تضم التجهيزات الطبية إلى المستشفيات، وإنشاء معامل الأوكسجين، وإقامة العشرات من مراكز الشفاء في بغداد والمحافظات بمواصفات عالية وبفترات قياسية لإنقاذ الأرواح.
وليس اموال الحقوق الشرعية و العتبات فقط من جعلتها المرجعية في اسناد ودعم الصحة، فهذه أيضا مؤسسة العين وهي من اهم منظمات المجتمع المدني في العراق، إحدى نتاجات المرجعية الدينية العليا الفاعلة في المجتمع، لم يضعف فيها التعاون يوما ولم تدخر جهدا من أجل إنقاذ فئات المجتمع المستضعفة،  ففي كل طارئ كان لها حضورا ملفتا يغير مجرى الأحداث ويخفف حدة الأزمة، والمتتبع لاحصائياتها يلمس حجم تأثيرها في المجتمع ، فهي وأن كانت مختصة برعاية اليتامى، الا انها وقفت مع النازحين في مدة الحرب مع داعش ، و جاءت في المرتبة الأولى من بين منظمات المجتمع المدني غير الحكومية المشاركة في عمليات إغاثة المتضررين من الحظر الصحي، بعد أن وصلت الى أقصى مدن العراق في المناطق النائية والمعدمة، واليوم تساند جهود الصحة وتقف مع المصابين بعد أن زودت المستشفيات بألف  مؤلفة من الأجهزة والمعدات والمستلزمات الطبية، وكل ذلك بتوجيه من الشخصية الفريدة والتجربة الانسانية العجيبة لسماحته (دام ظله)، كل هذا نتج عنه ارتفاع ملموس بنسب الشفاء في البلاد.
ولايفوتني ايضا ان اذكر ان رجال المرجعية ممن وقفوا في الخطوط الأمامية لمواجهة داعش ، يقفون اليوم متطوعين لغسل وتكفين ودفن ضحايا الوباء بجميع طوائفهم بعز وكرامة.
كل هذا اثبت ان سماحته (دام ظله) سيد المواقف في جميع الأزمات والمراحل العصيبة التي يمر بها العراق والعراقيين ، وهو صاحب القلب المحب لهذا البلد وشعبه، وما كلامي هذا دفاعا عن سماحته فالعظماء امثاله لا يحتاجوا إلى الدفاع، لكنه قد يكون من باب الإنصاف ان ننبري للدفاع عن روح متوثبة وعقلية علمية حكيمة نيرة وصاحبة مبادئ ثابته امام جهلة لم يستضيؤا بنور هذا الرجل الذي أصبح رجلا في أمة، فيحاولون جهدهم ويشحذون هممهم البغيضة للاطاحة بتلك الإنجازات وتحطيمها ويرمون نبال حقدهم في وجه هذا الطود العظيم الذي ما قدم للعراق سوى الخير والصلاح.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=146423
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 07 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13