• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الجيش الابيض .
                          • الكاتب : حسان زيد اللامي .

الجيش الابيض

لعل اغلب المقالات التي كُتبت في الآونة الأخيرة كانت في ظروف راهنة مر بها العالم أجمع ولا سيما بلدنا العزيز وهذا الظرف هو انتشار وباء كورونا وقد تحدثنا عن دور الدولة اتجاه هذا المرض وأيضا دور المُجتمع في التكافل الاجتماعي وكذلك سد حاجة ذوي الدخل المحدود خصوصا الايام التي فُرِض فيها الحظر التام.

 

اليوم نتحدث عن ما اسميتهُ او ما يُسمونهُ بالجيش الأبيض وهذا الجيش مُختلف ليس كالجيش الذي يُقاتل على جبهات القتال وبيدهِ السلاح مُدافعا عن وطنهِ لمحاربة الإرهاب ، انما أتحدث عن جيش كان خلف الستار ولكن كان له دور بارز في مُقاتلة العدو لحماية مواطنيه وهو الكادر الصحي المُتمثل بالاطباء والممرضين وكل المهن الطبية اللذين يرتدون هذا الزي الابيض الذي يُعتبر هذا الرداء شرف من أجل حماية وسلامة اهلنا وناسنا، هؤلاء الأبطال قاتلوا عدو يختلف عن العدو الموجود في ساحات القتال الذي يراهُ المُقاتل وبالتالي يتبادل معه الرمي بالرصاص وانما هذا العدو لا يُرى بالعين المُجردة وبالتالي سيكون الامر صعب جدا في محاربتهُ وهو فايروس فتاك يستطيع أن يدخل الى اعماق جسدك ويُهيمن على جهازك التنفسي ويؤدي بعد ذلك الى موتك هذا العدو الخطير ، لذلك الجيش الابيض وجِدوا لمُحاربة وتعطيل عمل هذا الفايروس القاتل من خلال عملهم المُستمر في إعطاء الدواء واستخدام كل انواع العقار لعلاج المريض المُصاب وحجرهم في الأماكن والمستشفيات المتخصصة لغرض متابعتهُ بشكل ادق وكيفية علاجهُ دون تأثيره على الآخرين وتوفير جميع الاجهزة التنفسية لتوفير الاوكسجين للمريض، كذلك دور هذا الجيش الابيض لم يكتفي بمعالجة ومحاربة الفايروس وانما قاموا بنزول ميداني في مُختلف المناطق والمحلات لغرض الفحص وأخذ المسحات والتعفير أيضا بكل انواع المُعقمات ، لذلك قد يكون الوضع خطير في نقل العدوى للكادر الطبي نعم وقد حدث ذلك واعطى هذا الجيش ثلة من الشهداء نتيجة احتكاكهم مع المرضى من اطباء وممرضين .

 

هذا الدور يجب أن يُقدر ويُحترم وتقبيل على جبين كل جندي من جنود الجيش الابيض على الرغم من سوء الإدارة الصحية وقلة الاجهزة والمستشفيات والأسرة وسوء الوضع العام للدولة ولكن هذا الجيش يمتلك الايمان والعزيمة والاصرار في مُحاربة الوباء وأيضا عملا صالحا من أجل انقاذ الانسان كما قال تعالى (

 مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) صدق الله العلي العظيم.

 

نسأل الله ان يُجزيهم في الدنيا والاخرة وان يحفظ العراق واهله وان يزيل عنا هذا الوباء وان يُشافي جميع مرضانا ويرحم الاموات منهم.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=145443
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 06 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13