القي هذا البحث بتاريخ 14/1/2011 في “المركز الثقافي العراقي في واشنطن” بمناسبة النجف الاشرف عاصمة للثقافة عام 2012
_________________
قال السيّد علي خان صاحب السلافة عند زيارته المرقد العلوي ذاكراً المشهد
ياصاح هذا (المشهد) الأقدس قرّت به الأعين والأنفس
والنجف الأشرف بانت لنا أعلامه والمعهد الأقدس
والقبّة البيضاء قد أشرقت ينجاب عن لألائها الحندس
وقال عميد المنبر الحسيني الدكتور الشيخ احمد الوائلي رحمه الله (2003م) في بغداد
أأبا تراب وللتراب تفاخر إن كان من أمشاجه لك طين
والناس من هذا التراب وكلهم في أصله حمأ به مسنون
لكن من هذا التراب حوافر ومن التراب حواجب وعيون
فإذا استطال بك التراب فعاذرٌ فلأنت من هذا التراب جبين
ولئن رجعت إلى التراب فلم تمت فالجذر ليس يموت وهو دفين
فدع المعاول تزبئر قساوةً وضراوةً إن البناء متين
اما الصاحب كافي الكفاة إسماعيل بن أبي الحسن ، عباد بن العباس بن عباد بن أحمد ابن إدريس الطالقاني، المتوفى 358هـ قال:
يا زائراً قد قصد المشاهدا وقطع الجبال والفدافدا
فأبلغ النبي من سلامي ما لا يبيد مدة الأيام
حتى إذا عدتَ لأرض الكوفةِ البلدة الطاهرة المعروفة
وصرت في الغري في خير وطن سلم على خير الورى أبي الحسن
النجف تاريخ وحضارة:
النجف الاشرف مدينة عريقة ومقدسة وحاضرة علمية ودينية مرموقة نشأت وتطورت واشتهرت لكونها تحتضن مرقد الامام علي (عليه السلام)تأسست في ظهر الكوفة التي اصبحت بدورها من كبريات المدن العراقية.
تتبوء مدينة النجف الاشرف مكانا ً لا يعلوه الماءعلى حافة هضبة في بطن الوادي، وقد تكون غائرة الى نواة الأرض.
مستديرة مشرفة على ما حولها. . تقع جنوب غرب بغداد على بعد 160كم .. على خط طول44 درجة ، وعلى خط عرض 31 درجة ، وترتفع فوق مستوى سطح البحر بـ 70م .. يحدّ مدينة النجف من الغرب منخفض بحر النجف متصلاً بالحدود السعودية ، ومن الجنوب والجنوب الغربي مدينتا الحيرة وأبي صخير على بعد 18كم ، ومن الشرق الكوفة يذكرها ابن دريد في (جمهرته) قائلا "النجف علّو من الأرض وغلظ نحو نجف الكوفة، وكل شيء عرضته، فقد نجفته، (1). وفي(تاج العروس) نرى أن الزبيدي أسهب في وصف النجف كمدينة فيها قبر الإمام علي (عليه السلام)، ويحدّها من الشمال ناحية الحيدرية (خان الحماد) على بعد 30كم … وتبلغ مساحة مدينة النجف 1328كم ولها مقابرها ومنازلها .
قال الأزهري: النجفة مسنّاة بظاهر الكوفة تمنع ماء السيل أن يعلو مقاربها ومنازلها. وقال أبو العلاء العرضي: النجف قرية على باب الكوفة... وقال السلهي: بالفرع عينان يقال لأحدهما الغريض، بظهر الكوفة كالمسناة، وبالقرب من هذا الموضع قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)"(2). وتتألف مدينة النجف الاشرف من ثلاثة أقضية وسبعة نواح وتبلغ مساحتها الاجمالية 494/27كم
وخلاصة القول: النجف أرض مرتفعة متسعة مكشوفة تصدّ الماء فلا يعلوها، وتشرف على ما حولها، يطرّها الجفاف، وهذا يعني أن هواءها صحّي غير مشبع بالرطوبة، وربّما لهذه الأسباب طلب الإمام علي (عليه السلام) أن تكون مدفنه لقوله : ما أحسن منظرك، وأطيب قعرك! اللّه اجعل قبري بها..."(3).
_____________________
1- ابن دريد (جمهرة اللغة)، م2 / ص: 108، مطبعة دار المعارف العثمانية 1345 هـ.
2- الزبيدي: تاج العروس، م6 / ص: 251، توفي 581هـ.
3- المجلسي، محمّد باقر: بحار الأنوار، ج42 / ص: 129، طبعة دار إحياء التراث ـ بيروت
اسماؤها :
1 ـ ظهر الكوفة:
كثيراً ما سمعنا وقرأنا بظهر الكوفة فماذا تعني كلمتا (الظهر) و (البطن) عند العرب، عندما تطلقان على الأرض مجازاً؟ الحَسِن من كلّ شيء . والغري أيضا : المطلي بالغراء ، وهما بناءان كبيران مشهوران بظهر الكوفة تضاربت الاخبارفي مرجعية من بناهما من الملوك آنذاك .
ويقول المؤرخون " طريق الظهر طريق البر، وهوما لان وسهل ". وقال ابن شميل: "ظاهر الجبل أعلاه وظاهر كلّ شيء أعلاه استوى أو لم يستو ظاهره، وفي الأساس الظاهرة الأرض المشرفة"(4). ومن المعلوم أن النجف طريق البر بالنسبة للكوفة، وهي أرض مرتفعة مشرفة عليها.
2 ـ الربوة:
ما ارتفع من الأرض وجمعها ربى حيث جاء في قوله تعالى: ( وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَة ذاتِ قَرار وَمَعِين )(5)، و(الربوة) التي تقع عليها مدينة (النجف) اليوم يرتفع أعلاها عن سطح البحر بمقدار 70متراً
____________
4- الزبيدي: م3 / ص: 371 ـ 375.
5- سورة المؤمنون، الآية: 50.
3 ـ الغري:
قال أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني المتوفى 110هـ، ، يذكر الغريين:
الا طرقتنا بالغريين بعد ما كللنا على شحط المزار جنوب
أتوك يقودون المنايا وإنما هدتها بأولانا إليك ذنوب
ولا خير في الدنيا لمن لم يكن له من الله في دار القرار نصيب.
الغري تعني الوجه او البناء الحسن، أو كل ما يطلى بالغراء، والنسبة إليه (الغروي)، ومنه "الغريان وهما بناءان مشهوران بالكوفة عند الثوية حيث مرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، زعموا بناهما بعض ملوك الحيرة"(1)
وروي أن الفرزدق نزل بالغريين، فعراه بأعلى ناره ذئب فأبصره مقعياً يصيء، ومع الفرزدق مسلوخة فرمى إليه بيده فأكلها، فرمى إليه بما بقي فأكله، فلما شبع ولّى عنه فقال:
وليلة بتنا بالغريين ضافنا على الزاد موشي الذراعين أطلس ِ
فلو أنه إذا جاءنا كان دانيا لألبسته لو أنه يتلبس
ولكن تنحى جنبة بعدما دنا فكان كقاب القوس أو هو أنفس
فقاسمته نصفين بيني وبينه بقية زاد والركائب نعس
وكان ابن ليلى إذ قرى الذئب زاده على طارف الظلماء لا يتعبس.
وقال السيد الحميري المولود سنة 105 والمتوفى 178هـ ، في قصيدته البائية:
يا راكبا جسرة تطوي مناسمَها ملاءة البيد بالتقريب والجنب ِ
تقيـّدُ المغزل الأدماء في صعدٍ وتطلحُ الكاسرَ الفتحاء في صبب ِ
بلغ سلاميَ قبراً بالغريّ حوى أو في البرية من عجم ومن عرب
واجعل شعارك لله الخشوع به ونادِ خيرَ وصيصنو ٍ خيرُ نبي
___________________
1- الزبيدي: م10 / ص: 264.
4 ـ المشهد:
انشدأبو إسحاق الصابي من قصيدة له يمدح بها عضد الدولة المتوفى سنة 372 هجرية إثر زيارته لمرقد الإمام علي (ع) في النجف الأشرف:
توجهتَ نحو(المشهدِ) العَلَمِ الفردِ
تزورُ (أميرَ المؤمنينَ) فيـا لـهُ
على اليُمنِ والتوفيق والطائر السَعدِ
ويـا لكَ من مجدٍ منيخٍ على مجْدِ
المشهد ُبالفتح و تعني المجمع او المصلى ، او المواطن التي يجتمع بها الناس او الحشر(1)، وقد تستعمل كلمة (مشهد) لمكان استشهاد الشهيد (2)، ويجتمع الناس فيها للزيارة ، فاقترنت الكلمة بجميعها، واختصت مدينة النجف الأشرف بـ (المشهد) بشكل مميز، لذا يقال لكل نجفي (مشهدي)، وإذا ذكر (المشهدان)، فيعني ذلك النجف وكربلاء، والكلمة مستعملة منذ القدم، إذ يوردها الطبري وابن الأثير وغيرهما في كتبهم.
1- الفيروزآبادي: ص: 372، ابن منظور: ج3 / ص: 241.
2- المنجد في اللغة، باب "شهد"، ص: 406.
____________
5 ـ وادي السلام:
وادي السلام بقعة من بقاع جنة عدن، ويروى أن أرواح المؤمنين تجتمع إلى بعضها في هذا الوادي المقدسويراد به جبانة النجف الواسعة، وتسمية الوادي بـ (وادي السلام) للأعتقاد أن الأجسام والنفوس تنعم فيه بسلام وأمان من الوحشة والعذاب لقربها من مرقد الإمام علي (عليه السلام)(1). ويقال أن مرقدي آدم ونوح عليهما السلام إلى جانبي مرقد الإمام علي (عليه السلام)، أما هود وصالح عليهما السلام فمرقداهما في وادي السلام ولهما مزار يرتاده بعض الزوار، وانّ الإمام علي (عليه السلام) حسب ما يذكر لنا ابن طاووس أشار إلى معرفته لقبريهما في حياته، وأوصى ابنه الحسن (عليه السلام) قائلا: "ادفنوني في هذا الظهر في قبر أخويّ هود وصالح"(2)
والنجف تعجّ بمقابر الأنبياء والاولياء والصالحين والملوك والسلاطين (3) ويقول السيد محمد القزويني وهو أحد العاملين في أحد مكاتب دفن الموتى في النجف الاشرف أنه ليس هناك إحصاء دقيق لعدد الموتى المدفونين في المقبرة، لكن التقديرات تشير إلى وجود مئات الملايين فأنت تعرف بان مقبرة النجف بدأت باستقبال الموتى منذ أكثر من ألف عام ووادي السلام ليس مقبرة النجف وحدها ولا العراق وحده بل لكثير من البلدان.
قال الشاعر السوري محمّد مجذوب
قم وارمق النجف الشريف بنظرة يرتدّ طرفك وهـو باكٍ أرمدُ
تلك العظــــامُ أعزّ ربّــك قــدرَها فتكـــادُ لـــولا خــــــوفَ ربّـك تعبدُ
أبـــداً تبـــــــاركها الـوفود يحـــــثها من كــــلّ حدبٍ شـــــــــوقها المتوقد
____________
1- الشرقي، طالب: ص: 9.
2- ابن طاووس: فرحة الغري، ص: 38.
3- يروي صاحب "فرحة الغري"، ص: 127 "توفي بالكوفة 313 من الصحابة لا يدرى قبر أحد منهم إلاّ قبر علي (عليه السلام)
وهناك اسماء اخرى سنذكرها فقط من دون الخوض في مدلولاتها والرجوع الى اسباب ذكرها وهي:
الربوة اللسان الطور بانقيا خد العذراء واسماء اخرى ولم يبق من أسماء النجف في يومنا هذا إلاّ النجف الأشرف و(وادي السلام) ويراد به الجبانة، و(الغري) وكثيراً ما نقرأ ونسمع هذين الاسمين في الشعر والنثر حيث تطورت حتى اصبحت مدينة تاريخية مقدّسة، وحاضرة علمية ودينية عريقة، نشأت حول مرقد الإمام عليّ (عليه السلام) في ظهر الكوفة ، ثمّ ورثت الكوفة مكانةً وسكـّاناً، وهي اليوم إحدى كبريات المدن العراقية، تبلغ مساحتها 494/27كم
قال عدي بن زيد :
ويح امّ دار ٍ حللــنا بــها بين الثــــــوية والمردمه
لســـانٌ لعربــةٍ ذو ولغةٍ تولّغ في الريف بالهندمه
ويذكر أنّ المنطقة في العهد الجاهلي كانت خضراء باسقة يرتاد بساتينها ملوك الحيرة اللخميين.. وكانت مرتعا ً للأديرة المسيحية التي يقوم على شؤونها القسيسون والرهبان، ومنها دير ابن مزعوق ودير مارت مريم ودير حنا، حيث ظلت هذه الأديرة قائمة في العهد الإسلامي حتّى بعد تمصير الكوفة سنة 17هـ، حيث كان بعض مُجّان الكوفة وشعرائهم يقصدانها لللهووالصيد والقصف فيها، وبعدها في العصر الإسلامي تغيرت معالمها بعد ان ادركتها احداث تاريخية هامة حتى اشرقت بوجهها الحديث .
حيث نزل فيها خالد بن الوليد عام 12هـ بعد فتح اليمامة قاصدا ً الحيرة فتحصّن منه أهلها بالقصر الأبيض، وقد حدثت فيها واقعة البويب...
وفي سنة 14هـ تحولت النجف الى ساحة حرب طاحنة طرَفاها المسلمون والفرس وفي (بانقيا) بالتحديد ومن هنا جاء احد اسمائها وبعد انتصارالمسلمين أُخِذت أوّل جزية في الإسلام من الفرس.
عند حلول القرن العاشر الهجري، باشرت القبائل العربية بالهجرة إلى النجف الأشرف لطلب العلم في الحوزة العلمية، المجاورة لمرقد الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام).ك آل البلاغي وآل الجزائري وآل محيي الدين وفي القرن الحادي عشر هاجرت إلى النجف عوائل من آل الأعسم وآل النحوي وآل قسام وفي القرن الثاني عشر الهجري هاجر إلى النجف جلّ أبناء العشائر العربية النجفية المعروفة الآن، الذين برز منهم في العلم والأدب نخبة من الرجالات النوابغ، وهم: آل كاشف الغطاء، وآل بحر العلوم، ، وآل الفرطوسي، ، وآل المظفر،. وفي القرن الثالث عشر الهجري جرت هجرة آل الشبيبي، وآل الدجيلي، وآل سميسم، وآل السوداني، وآل مطر، وآل الطريحي، وآل الغراوي، وآل الخرسان وغيرهم وبما ان الشعر، كما هو معروف، ، من السمات البارزة في حياة العرب، فقد نبغ منهم العديد من الشعراء والخطباء والكتاب، وفيهم من الذين اشتهر على مستوى الامم الاخرى. حيث سادت معطيات علوم البلاغة العربية التي ذكرت في كتب الزمخشري والسكاكي ، ومن سماتها البارزة اللفظية على حساب المعنى، والاسراف في تمجيدها ، حتى هيمنت على الصورة الأدبية، شعراً ونثراً، حيث لاقت رواجا منقطع النظير وقد استمرت هذه المرحلة إلى بدايات القرن الرابع عشر الهجري. وفي النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري تجـّلت بدايات النهضة الحقيقة في النجف الأشرف والتي استقطبت نخباً ثقافية من مختلف أنحاء العالم بعد ان رسمت الحركة الأدبية النجفية لنفسها طريقا مغايرا ً تعددت فيه الاجناس العلمية والادبية،جلهم من العلماء بين مؤلف وأديب وكاتب ومحقق في النحو والفقه والتاريخ والفلسفة والرياضيات والكيمياء والفيزياء وفي الطب والهندسة المعمارية اضافة الى العلوم الدينية والتراث.
قصائد اخرى خالدة:
لقد افتتن الكثير بالنجف الأشرف من الأدباء والشعراء ، منهم الشاعر إسحق بن إبراهيم الموصلي المتوفى سنة (235 هـ) حين أنشد العباسي الواثق خلال زيارته للنجف الأشرف بقصيدته منها هذه الابيات:
كأن تربته مســــــــك يفوح به أو عنبر دافه العطار في صــــــدفِ
حفــّت ببر وبحر من جوانـــــبه فالبر في طرف والبــــحر في طرفِ
وبين ذاك بساتين يسيـــــح بها نهر يجيش بجاري سيله القـــصفِ
تلقاك منه قبيل الصبح رائحة تشفي السقيم إذا أشفى على التلفِ
لو حله مدنف يرجو الشفاء به إذا شفاه من الأسقام والـــــــدنفِ
ويقول الشيخ علي الشرقي من قصيدة له:
سَل الحجرَ الصوّانَ والأثرَ العادي *** خليليَّ كم جيلٍ قدِ احتَضنَ الوادي؟
فيا صيحة الأجيـــال فيه إذا دعـت *** مـلايـينَ آبــــــــاء مـلايـينَ أولاد
ثلاثـــون جيلاً قـد ثَوَت في قــرارهِ *** تـَزاحَمُ فـي عُرب وفُرس وأكـــرادِ
عَبَرتُ على الوادي وسَفـّت عجاجةٌ *** فكم مـن بلاد في الغبـــارِ وكم نادي
ويقول الفرطوسي في قصيدته وادي السلام:
ويا تربةً وادي السلامِ قــــرارهــا *** ومن حبّها في كل قلبٍ هوىً بادي
سقاكِ الحيا من تربةٍ قد ترعرعت *** على حُبِّها نفســى بساعـةِ ميلادي
علقـــتُ بهـا طولَ الحيـاةِ وإننـــي *** سأبعــث مَقروناً بها يــوم ميعـادي
ويقول عبدالحسين الرفيعي في قصيدته
لستُ أقـوى عـلى النـوى أدركـيـنــــــــي وإذا شئتِ بعـد ذاك اقتُلـيـنــــــــــــي
إن قـلـبـي وهــــــــــــــــبتُه لكِ رِقّاً مخلصًا فـابْشِري برِقٍّ أمـيــــــــــــــــن
مَنْ له مـثلُ صـبْوتـي وغرامـــــــــــــي؟ مـن له مـثلُ لـوْعَتـي وحَنـيـنــــــــــي؟
نعتـوا الظبـيَ بـالنِّفـارِ ولكـــــــــــن أنـت ظبـيٌ يصطـادُ لـيثَ العـريــــــــــن
رجِّعـي لـي اللـحنَ الشجِيَّ فإنــــــــــــي فـيكِ أكبرتُ جَودةَ الـتلـحـيـــــــــــــن
عـندلـيبُ الريـاض دونك فــــــــــي الشَّدْ وِ ، وبـالشجـو والصـبـابة دونـــــــــــي
هـو يشكـو فـيسمع الإلْفُ مـــــــــــــنه وإذا مـا شكـوتُ لا تسمعـيـنــــــــــــي
هـو يشكـو النهـارَ حتى إذا مـــــــــــا أقبـل اللـيلُ نـام بـيـن الغصـــــــــون
وتسـاوى النهـار واللـيل عـــــــــــندي قـد جفتْ فـيـهـمـا الرقـادَ عـيـونــــــي
فسلـي أنجـمَ السمـا عـن سُهـــــــــــادي ودمـوعـي وزفرتـي وأنـيـنــــــــــــــي
لا تُعـيري زَعْمَ الـوُشـاةِ اهتـمــــــــامًا إن رمـونـي بـالغدرِ واتّهـمـونــــــــــي
وقال إسحاق بن إبراهيم الموصلي:
ما إن رأى الناسُ في سهل ولا جبلٍ أصفى هواءً ولا أعذى من النجفِ
كـأنّ تُـربَتَهُ مِـسكٌ يَـفـوحُ بـهِ أو عنبرٌ دافَـهُ العطارُ في صَدَفِ
حُـفَّـت بـبَـرٍّ وبحرٍ مِن جوانبِها فالبَرُّ في طَرَفٍ والبحرُ في طَرَفِ
وبـيـن ذاك بـسـاتـينٌ يَسيحُ بها نهرٌ يَسيلُ بـجـاري سيلهِ القَصِفِ
ومـا يـزالُ نـسـيمٌ مِـن أيامِنِهِ يأتيكَ مـنـهـا بِرَيّا روضةٍ أُنُفِ
تَلقـاكَ منـه قُبَيلَ الصـبحِ رائحةٌ تَشفي السقيمَ إذا أشفى علَى التَّلَفِ
لـو حَلَّهُ مُدنَفٌ يرجـو الشفاءَ بهِ إذاً شَـفـاهُ مـن الأسقامِ والدَّنَفِ
والصَّيدُ منه قريبٌ إن هَـممتَ بهِ يـأتـيك مُؤتَلِفاً فـي زِيِّ مُختلِفِ
التوسعة والاعمار
في سنة(170 هـ) وبعد ظهور القبر الشريف للامام امير المؤمنين (عليه السلام)- - تمصرت النجف واتسع نطاق العمران فيها، وتوالت عليها عمليات الاعمار شيئا فشيئا حتى أصبحت مدينة عامرة، وقد مرت عمارتها بثلاثة اطوار هي:
الأول: طور عمارة عضد الدولة البويهي الذي امتد من سنة (338 هـ) إلى القرن التاسع الهجري، وهو يمثل عنفوان ازدهار مدينة النجف، حيث شيد أول سور يحيط بالمدينة، ثم بنى أبو محمد بن سهلان الوزير البويهي سنة 400 هـ السور الثاني للمدينة.
الثاني: الطور الذي يقع بين القرن التاسع واواسط القرن الثالث عشر الهجريين، حيث أصبح عمرانها قديماً وذهبت نضارتها بسبب الحروب بين الاتراك والفرس.
الثالث: وهو العهد الأخير الذي يبدا من اواسط القرن الثالث عشر الهجري، وفيه عاد إلى النجف نضارتها وازدهر العمران فيها، وحدثت فيها الكثير من التغيرات العمرانية والثقافية والخدمية، بعد أن كانت قضاء تابعاً لمحافظة كربلاء.
ـ بين سنتي (550 هـ و656 هـ) اعتنى الخليفة الناصر لدين الله العباسي عناية فائقة بالمدينة، شملت اعمال عمران واسعة وترميم المشهد العلوي الشريف.
ـ في سنة (1226 / هـ / 1810 م) أمر الصدر الاعظم نظام الدولة محمد حسين خان العلاف (و زير فتح علي شاه القاجاري) بتشييد أضخم وأقوى سور للمدينة بعد أن تكررت هجمات غزاة نجد من الوهابيين على المشاهد المقدسة.
ـ في نهاية القرنين السابع والثامن الهجريين وفي عهد السلطتين الالخانية والجلائرية في العراق تطورت النجف من حيث العمران وازدحام السكان وإنشاء دور العلم.
ـ سنة (1325 هـ / 1908 م) أنشأت شركة أهلية، سكة الحديد (ترامواي) تربط المدينة بالكوفة.
ـ سنة (1348 هـ / 1929 م) ربطت النجف بالكوفة بأنابيب نصبت لها مضخات تدفع المياه فيها بعد أن كانت المدينة تعتمد على حفر الترع والنهيرات لإيصال الماء من نهر الفرات البعيد عن المدينة.
ـ سنة 1350 هـ / 1931 م) فتحت الحكومة المحلية على عهد القائم مـقام السيد جعفر حمندي خمسة أبواب في سور المدينة وخططت الساحة الكبيرة في جنوبها، وقام التجار وأهالي المدينة بإقامة القصور والدور والمقاهي والحدائق والحوانيت.
ـ انشأت السلطات الاميرية في المدينة المدارس والحدائق والمنتزهات المختلفة ومستشفىً واسعاً، سميت هذه المحلة الجديدة بـ(الغازية) نسبة إلى اسم الملك غازي.
ـ سنة 1948 م رفعت سكة الحديد (ترامواي) بعد أن تيسرت السيارات اللازمة للتنقل بين النجف والكوفة وعُبّد الطريق بينهما.
محلاتها القديمة واحياؤها الحديثة
محلة العلا : وتقع في الزاوية الجنوبية الشرقية من الصحن الشريف، وتسمى اليوم محلة المشراق.
محلة العمارة : وتقع شمال محلة العلا في الزاوية الشمالية الشرقية من الصحن، وهي أكبر محلات النجف القديمة.
محلة الحويش : وتقع غرب محلة العمارة، وتطل على الزاوية الشمالية الغربية من الصحن.
محلة البراق : تقع جنوب محلة الحويش، وهي أحدث محلات النجف.
أحياؤها السكنية الحديثة: حي الامير، حي الغدير، حي السعد، حي الحنانة، حي الجديدة، حي الاسكان، حي العلماء، حي المثنى. حي الرحمه. حي اليرموك.حي الزهراء. حي القادسيه.حي العباس.حي الأمام علي. حي الميلاد.حي المهندسين.حي الوفاء.حي الجامعة. حي أبو طالب. حي الشهيد الصدر. حي الصدر الثالث. حي ميسان. حي السلام. حي العدالة.
مراقدها ومقاماتها
مرقد الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام- -
مرقد نبي الله هود (ع)، ومرقد نبي الله صالح(ع) - -
مقام الامام زين العابدين عليه السلام- -
مقام الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف
مقام محمد بن الحنفية.
مقام رقية بنت الحسن المجتبى عليه السلام- -
و في الكوفة عدة مراقد منها: ـ
مرقد مسلم بن عقيل(ع) ومرقد هاني بن عروة(رض)، ومرقد
(مرقد أولاد الكاظم (ع
ميثم التمار(رض)، ومرقد المختار بن أبي عبيدة الثقفي.
فيها مرقد نبي الله هود
(ع)* فيها مرقد نبي الله صالح (ع)
فيها مرقد نبي الله ادم (ع)
فيها مرقد نبي الله نوح (ع)
1. موسوعة النجف الاشرف/جعفر الدجيلي/ ط1، سنة 1993م بيروت.
2. ثورة النجف / حسن الاسدي/ط1/سنة 1975م بغداد.
3. ماضي النجف وحاضرها ج1/ط1/سنة 1986.
4. علي يعقوب يوسف / باحث
5. موسوعة العتبات المقدسة/قسم النجف/ج1/ط2/سنة 1987م بيروت. |