• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أسطورة جبل العلوية .
                          • الكاتب : ميعاد كاظم اللاوندي .

أسطورة جبل العلوية

عندما تمعن سياط الشوق في تلويع ضحاياها.. تستحيل مخالب تنهش جسد الذكريات الصريع.. نزفت.. نعم هي كما الثكالى نزفت.. لكنها لم تنزف أبداً دماً.. بل سالت من عروقها الأبية بدل الدماء وفاء.. عندما قطّع صوت الناعي فيها حبل الألم الأخير.. انطفأت في عينيها ألوان الحياة.. فتوشحت برداء اليأس الأسود قالوا لها: قد انشق القمر.. وطوت لحود الردى نجماتك الدرر.. قالت بافتخار: فداء لابن سيد البشر.. كان همها أن تدرك جلالة الشمس، وتحظى مقلتاها بلحظة شروق جديدة.. لكن ما فتئ سهم المنون إذ أفجعها بقلبها الهرم.. بشمسها التي حجبتها غياهبُ الطف الكسيفة.. أمسى كيانها كساحة نزال احتدم فيها خصمان جباران.. بضراوة تصارعا.. وكانت ليالي الانتظار المسعرة عليها شهود، لكن سرعان ما استسلم ألم الفراق المضني أمام جبل ايثارها الأشم، كاللبوة الجريحة كاد يقتلها الحنين، فقصدت كهوف العرين.. جالت بخاطرها بين أروقة الزمان المسافر نحو الملكوت.. أفلت الأقمار عنها.. لكن لازال عبق الفضائل يفوح شذى كأنه وليد الساعة.. عن ماذا تبحثين؟ نادتها الاطلال بصرير صوتها المهجور: يا أيتها الأحزان، اذهبي وشيدي صروحاً للغائبين هناك على ثرى الغرقد.. أما أنا.. وإن كنت مداراً قد هجرته تلك الأنوار، لكن ما بين أنين ظلماتك الموحشة تقدحت يا سيدتي براعم الولاء أصلها أنتِ.. وفروعها قد أورقت في قلوب العاشقين.. أنتِ يا رائعة الايثار.. ستبقى الدهور شواهد عليكِ تروي أسطورة جبل.. ترددها ترنيمة عطاء.. عنوانها.. أم البنين..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=135828
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 07 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13