في سابقة خطيرة توجع القلب وتنفي الرقاد أقض مضاجعنا في ليلة استشهاد الإمام الكاظم - عليه السلام - صعلوك متهنك تجاوز على سبده وسبد أسياده الإمام المقدس المظلوم موسى بن جعفر الكاظم - عليه السلام - بالشتيمة، ومن الطبيعي جدا أن لا يمر هذا التعدي السافر مرور الكرام في الوقت الذي تتجه فيه ملايين الزائرين بالجوارح والقلوب صوب إمامهم معزين بفاجعة استشهاده.
وعلى قاعدة الطيور على أشكالها تقع يطل علينا من برجه المتعالي على المقدسات المدعو علي وجيه ليوجه لومه للمنتفضين على انتهاك مقدساتهم، محاولا الخلط بجهل وعمد بين هذه الحادثة، وما ورد عم الإمام الباقر - عليه السلام - من كسب شاتمه بالمعاملة الحسنى، فيدافع هذا الكاتب عن ظلم الإمام المعصوم - عليه السلام - ويقلل من شأن الغيورين الذين لم يسكتوا عن التعدي على مقدساتهم.
وباختصار نفول لهذا الخائض بغير مائه:
أولا: الأئمة - عليهم السلام - كانوا يتجاوزون عن سبهم أنفسهم، ويسقطون حقهم، ولكنهم لا يسكتون عندما يسب إمام آخر، فهذا الإمام السجاد وعمته السيدة زينب - عليهما السلام - يلجمون سابي الحسين وعلي - عليهما السلام - ويردونهم بأغلظ رد.
وكذلك الإمام الحسن - عليه السلام - في مجلس معاوية.
ونحن نجد أن علماءنا الغيورين الذين ثاروا لهذا الموقف، لم يصدر منهم مثل هذا عندما يسبون او يتعدى عليهم أحد، وفي هذا هم على سيرة الأئمة - عليهم السلام - .
ثانيا: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، و ظرف الإمام الباقر - عليه السلام - في هذا الموقف، وغيره من الأئمة - عليهم السلام - يختلف عن ظرف هذه الحادثة التي فيها جرأة على مقام الإمامة، وتعدٍ على المقدسات، والسكوت عنها يعني تجرييء غيرها، وشيوع هذه الظاهرة، فدرء المفسدة في ردع هذا وأمثاله مقدم على جلب المصلحة التي يدعيها الناشر إن وجدت في هكذا حال.
ومن زاوية أخرى ما زلنا نتذكر الحرب الكلامية بين علي وجيه والإعلامي غزوان جاسم التي اشتهرت بلقبي (كلب الست)، و(كلب السفارة) وكيف كان علي وجيه يقذف من لسانه أقذع الأوصاف، ويخط أبشع الشتائم لصاحبه لا لشيء إلا لأن غزوان لقَّبه (كلب السفارة) هكذا انتفض علي وجيه سابقا لنفسه المقدسة عنده حد الجنون، لكنه يلوم الآن من ينتفض لمقدساته الحقة.
وما عشت أراك الدهر عجبا.
|