كثيراً ما نسمع في الاوساط العراقية اننا العراقيون غير معنيون بالدفاع عن فلسطين، ولا معنيون بمعاداة اسرائيل أصلاً و يجب ان نركز على بناء وطننا ونتخلص من مشاكلنا من باب أولى، فقد اجتمعت علينا مآسي كل الشعوب في العالم، ينتشر الجهل والفقر والمرض بيننا، وهذه الدعوات في ظاهرها جميلة لأنها تريد أن تصلح الواقع العراقي وتخلص المجتمع مما يعانيه ولا أحد يختلف في هذا الطموح من أجل راحة الشعب العراقي،
لكن الاختلاف يكمن في كيفية الوصول الى هذه الراحة للشعب العراقي فالبعض يريد ان يعالج الاعراض التي تظهر على المجتمع من تخلف اقتصادي وأمني وصحي، والبعض الآخر يريد ان يعالج المشكلة من جذورها وهي وجود اجندات خارجية تعمل على افقار الشعب وتجويعه وتزيد من الانقسامات الداخلية فيه ليبقى العراق ضعيفاً،
وهنا يطرح السؤال الآتي (هل هناك جهات تريد ان يبقى العراق ضعيفاً ؟ )
أم انها نظرية المؤامرة التي يلجئ اليها الكثيرون ليغطوا على اهمالهم وسوء ادارتهم
والجواب على هذا السؤال من البديهيات ويكون على نقاط منها :
#أولاً : الجانب الاقتصادي
الاقتصاد هو عصب الحياة (والمال مادة كل شيء) كما يقول الامام علي عليه السلام فنحن نعيش في سوق كبير ومن مصلحة كل الاطراف الاقتصادية في العالم أن يبقى العراق ضعيفاً اقتصادياً وغير قابل على الانتاج ليكون سوقاً يبيعون فيه بضاعتهم ومنتجاتهم، وليس من مصلحتهم ان يكون العراق منتجاً ينافسهم في بيع المنتجات للدول المجاورة فضلاً عن اكتفاءه الذاتي فوجود مصنع في داخل العراق يعني عدم الاستيراد من تلك الدول، وهذا يسبب لهم خسارة ملايين الدولارات فلا يستبعد ان تعمل هذه الدول على بقاء العراق من دون صناعة او زراعة ليبقى مستورداً للمنتجات ومصدراً للعملة الصعبة التي تحتاجها الدول.
#ثانياً : الجانب الامني
من طبيعة البشر هو حب السيطرة على الآخرين واستخدامهم في تحقيق مصالحهم ودفع الضرر عن شعوبهم
والكثير من القوى العالمية والمجاورة لا تريد أن يكون العراق قوياً وذا سيادة على أرضه بل تكون الارض العراقية ساحة لتصفية الحسابات الدولية وحلبة صراع بين القوى العالمية، كما هو واضح في مشروع (انشاء كيان دولة داعش) التي نفذتها الاستخبارات الامريكية والبريطانية والصهيونية لخلق تنظيم اسلامي متشدد يرفض كل ما سواه و يكون قادراً على استقطاب المتطرفين من جميع انحاء العالم وتجميعهم في مكان واحد في عملية يرمز لها بـ”عش الدبابير”ويكون سلاحه موجه الى الداخل العربي والاسلامي ليشغل العرب عن معاداة اسرائيل من جهة ومن جهة أخرى تتخلص كل هذه الدول من المتشددين الذين يعيشون على أراضيها.
فوجود عراق ضعيف هو غاية عالمية وبديهية
#ثالثاً: الجانب التأريخي لليهود والعراق القديم
تروي المصادر التاريخية وجود صراع سياسي وعسكري كبير بين الإمبراطورية الآشورية والمصرية على مناطق النفوذ والسيطرة وكان محور النزاع بلاد الشام وخاصة فلسطين، في تلك الأثناء ساند يهود المملكة الشمالية التي كانت اسمها مملكة إسرائيل الجانب المصري مما أثار حفيظة سنحاريب ملك آشور الذي صمم على إخضاع تلك المنطقة فقام بحملة على المملكة الشمالية في عام697ق.م.، فحطم هيكلها وشرد أهلها وأعمل القتل والسبي في أهلها، وأخذهم سبياً إلى آشور وانتهى بذلك ذكر المملكة الشمالية، وبقيت المملكة الجنوبية يهوذا ردحا من الزمن
وثم حاول الآشوريين اسقاط مملكة يهوذا أيضا بسبب عدم قبولهم دفع الجزية إلى ملك اشور، وبعد سقوط مملكة آشور , وبروز الدولة البابلية تصارع البابليون والمصريون لكن البابليين تمكنوا من هزيمة المصريين فتمكنوا من إخضاع تلك المنطقة بالكامل فحاصر نبوخذ نصر مدينة أورشليم في عام 586ق.م. ودك سورها ودمر الهيكل الذي بناه النبي سليمان وسبى شعبها إلى بابل فيما يسمى ( بالسبي البابلي) فقتل منهم من قتل واستعبد من لم يقتل وهكذا سقطت مملكة يهوذا وأصبحت كلمة بابل هي العليا في أورشليم التي كان يسميها الآشوريين (أورو-سالم) وأصبحت البلاد كلها مستعمرة بابلية تدفع الضرائب لبابل وتتكاتب معها هي اللغة الرسمية ومع هذا السبي انتهى أي وضع سياسي جغرافي لليهود في المنطقة. فالعداء التاريخي بين العراق وإسرائيل لازال قائم في الذهنية الصهيونية خصوصاً وانهم يعلمون ان نهاية الدولة اليهودية ستكون على أيدي العراقيون مرة أخرى كما تخبرهم رواياتهم التاريخية فاضعاف العراق وتفتيته يعد هدف استراتيجي للصهاينة.
#رابعاً : الجانب الديني
أكبر قوى في العالم اليوم تنطلق من نظريات دينية في حروبها وتحركاتها، وان كان الظاهر شيء آخر من نشر الديمقراطية ودعم الشرعية وغيره، فالولايات المتحدة الامريكية وهي أكبر قوة عسكرية في العالم تدعم دولة اسرائيل وتمهد لمشروعها الديني الذي يسمى (مملكة داوود) أو (دولة اسرائيل الكبرى)، فالاسرائيليون يؤمنون بأرض الميعاد التي وعدهم الله بها ليسكنوا فيها وهذه الارض التي يريدها الصهاينة تشمل الارض العراقية ايضاً ولكي يسيطروا على هذه الارض لابد ان يكون العراق ضعيفاً ليأخذوا منه الارض فالعراق القوي لن يتنازل عن أرضه، فمن مصلحة اسرائيل وداعمتها امريكا ان يكون العراق ضعيف ليقسموه وفق ما تنص رواياتهم الدينية لأرض الميعاد .
أرض #الميعاد
يعتقد اليهود أنها الأرض التي وعد الله بها نبيه يعقوب حفيد النبي إبراهيم وأسندت أرض الميعاد لأولادهم، وكان وصفها في شروط وهي من نهر مصر إلى نهر الفرات (كما موضح في الصور المرفقة)
و هي الأرض المقدَّسة التي يسكنها الرب التي تفوق في قدسيتها أيَّ أرض أخرى وخصصت للشعب المختار. وقد جاء في التلمود: « الواحد القدوس تبارك اسمه قاس جميع البلدان بمقياسه ولم يستطع العثور على أية بلاد جديرة بأن تمنح لجماعة يسرائيل سوى أرض يسرائيل».
الوعد الإلهي بحسب #التوراة
يعتقد اليهود أن الإله وعد إبراهيم وعاهده على أن تكون هذه الأرض لنسله فهي «أرض المعاد» التي سيعود إليها اليهـود تحـت قيادة الماشيَّح (المسيح المخلص)، أي الأرض التي سـتشهد نهاية التاريخ. فأرض إسرائيل هي مركز الدنيا لأنها توجد في وسط العالم تماماً سفر التكوين 12: 1-5 :
وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. 2 فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً. 3 وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ».
قَالَ لَهُ : «أَنَا الرَّبُّ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِيُعْطِيَكَ هذِهِ الأَرْضَ لِتَرِثَهَا».
وهنا قد تبين لنا جواب السؤال (هل هناك جهات تريد ان يبقى العراق ضعيفاً ؟ )
نعم هنالك الكثير من الاسباب التي تجعل الآخرين يريدون ان يبقى العراق ضعيفاً
وهنا نتساءل ما هو دورنا تجاه هذه المشاريع التي تريد اضعاف العراق وهل
نحن معنيون بمقاومة المشروع الصهيوني لتقسيم العراق واحتلال أراضيه؟
والاجابة واضحة جداً وبديهية يجب ان ندافع عن ارضنا وعن مقدساتنا وتاريخنا ومستقبلنا حتى لا نكون مثل فلسطين دولة محتلة،
كيف لا نقاوم هذا المشروع الذي نعاني منه الآن قبل ان يصل الينا، فإضعاف العراق هو هدف صهيوني امريكي وان جزءاً كبيراً مما نعانيه اليوم هو بسبب هذا المشروع الصهيوني
وبالنظر لهذه الاهداف الصهيونية التي تريد أن تحتل الاراضي العراقية كما احتلت دولة فلسطين والجولان السوري وايلات المصرية وتطمح لاحتلال مساحات تصل الى نصف مساحة الدولة العراقية (وهذا غير سري) ومعلن ضمن اهدافهم الدينية التي يقدسونها،
فإنني أجد من غير المنطقي أن يأتي أحد ويقول ان اسرائيل وأمريكا ليست عدوة للشعب العراقي ويجب أن نكون معها في محور واحد ولا نكترث لأمر فلسطين،
وعلينا ان ندرك جيداً أننا معنيون بمقاومة هذا المشروع الصهيوني ليس حباً بفلسطين الارض المقدسة في الاسلام وكل الديناات فحسب
وليس لأننا معنيون ببيان موقفنا الاخلاقي من هذا الظلم الذي أمامنا وانما لأن العراق هو المرحلة المقبلة بعد فلسطين، والارض العراقية والارض الفلسطينية في قارب واحد اذا غرقت في الوحل الصهيوني لا نستطيع ان نميز بينها لأنها ستصبح دولة اسرائيلية واحدة، فمن مصلحتنا الوطنية ان تفشل اسرائيل في السيطرة على فلسطين، ومن مصلحتنا الوطنية ان ندعم كل قوة تقاوم هذه العنجهية والاستهتار الصهيوأمريكي الذي يقسم البلاد والعباد كما يشاء.
وهنا يبدر في ذهن القارئ الكريم سؤال :
( ما دورنا الآن هل نذهب ونقاتل في فلسطين والجولان السوري ؟)
وأعتقد أن الاجابة عن هذا السؤال واضحة جداً و هي :
بالتأكيد لسنا معنيون في المرحلة الآنية بالدفاع عن تلك المناطق فلها شعوبها التي من واجبها ان تدافع عنها، لكننا يجب ان لا نتنصل عن واجبنا الاخلاقي والمبدئي في رفض هذه الاعتداءات الصهيونية على هذه الأراضي فمن لا ينكر بقلبه وعلى مستوى المبدأ والفكر هذا الاعتداء على أرض الجيران لن يستطيع ان يدافع عن أرضه غداً على مستوى الفعل،
وعلينا أن ندرك أننا بحاجة الى بناء بلدنا العراق والتركيز على وحدة الصف العراقي وبث المحبة والتآخي بين الناس لأن التفرقة والنزاعات الداخلية هي مطلب صهيوني أمريكي ليكون العراق ضعيفاً ويسهل السيطرة عليه،
نحن بحاجة الى بناء مؤسسات الدولة العراقية ونعرف ان بناء دولة قوية هو مطلب كل عراقي غيور على بلده وعلى دينه وعلى شعبه وهو الطريق الوحيد للعيش بسلام ومقاومة المشاريع الصهيونية وغيرها التي تريد اضعاف العراق والسيطرة عليه،
نعم هنالك أكثر من طريقة لمقاومة هذا المشروع لكن جميع هذه الطرق تتوحد في بناء دولة عراقية قوية تكون مصداً لكل المشاريع التي تريد الشر بهذا البلد.
المحاور الاقليمية والداخل العراقي
ينقسم العراقيون الآن الى ثلاث فئات تجاه المشروع الصهيوني وهي كالآتي
أولاً : تنقسم المنطقة الى محورين رئيسيين هما (المحور الامريكي) و(محور المقاومة )
ويضم المحور الامريكي مجموعة دول هي (أمريكا ، اسرائيل ، السعودية ، الاردن ، مصر ،عُمان ، الإمارات،البحرين ، جزء من العراقيين )
ويعمل هذا المحور على التطبيع مع دولة اسرائيل والاعتراف بها كدولة ويدعم مشروعها في الشرق الاوسط، وقد انسحبت من هذا التحالف عدة أطراف هي (تركيا وقطر) بعد أن تصارعت مع السعودية لتمثيل وزعامة المسلمين السنة
ساهمت (قطر وتركيا) مع المحور الامريكي بدعم كيان داعش لتفتيت المنطقة لتحصل تركيا على أجزاء من العراق بعد عملية التفتيت وقد صرح أردوغان أن الموصل وكركوك وحلب هي أراضي تركية .
( نيوم ) و الدور السعودي في دعم اسرائيل
بالتزامن مع نشوء الكيان الصهيوني ولدت فكرة انشاء نظام عربي اسلامي قوي يدافع عن هذا الكيان ويمنع العرب من القيام بأي عمل ضد الكيان الصهيوني، ومن شروط هذا النظام ان يكون في دولة كبيرة وفيها رموز دينية يقدرها كل المسلمون في العالم وتم ترشيح مصر لإحتواءها على الازهر الشريف وارض الحجاز لأنها تحتوي على مكة، وتم اختيار مكة وانشاء نظام متشدد عن طريق دعم قبيلة آل سعود مع متشدد ديني متطرف هو محمد عبد الوهاب لينشئوا هذا الدولة التي سميت على اسم قبيلة (السعودية)
دور النظام السعودي كبير في مشروع الاعتراف بإسرائيل فهو الممول والمنفذ للكثير من الحركات المتطرفة التي قاتلت أعداء امريكا و اسرائيل، ويمكن قراءة كتاب ارث من الرماد للكاتب (تيم واينر) للإطلاع أكثر حول هذا الموضوع ،
اما عن دور السعودية الحالي اليوم فأحب ان نستذكر مشروع (نيوم) الذي تبنته المملكة العربية السعودية، بعد أن استحوذت على الجزيرتين المصريتين تيران وصنافير وبنت جسور لتربط بين السعودية اسرائيل،
أصل كلمة نيوم يعود إلى اللاتينيّة حيث لفظ (NÉO) تعني الجديد و لفظ (M) تعني المستقبل باللغة العربيّة وهو ذلك المشروع الضخم لمدينة المستقبل الذي يهدف إلى تأسيس فضاء اقتصادي فائق الترابط كنسخة مطورة من دبي . وقد تمّ تخصيص حوالي 500 مليار دولار كميزانية لإنشاء هذه المدينة الضخمة التي تدار بواسطة الذكاء الاليكتروني وبنظام عالمي جديد،
موقع نيوم مثير للشبهات فهو المكان المحدّد الذي قرّرت الصهيونيّة والوهابيّة إنشاء هذه المدينة الضخمة فيه؟ وهو ملتقى اسرائيل و الاردن ومصر والسعودية اما سيادته فلا تعود لأي دولة منها فهو منطقة تجارية لا تخضع لأي من قوانين الدول المشتركة فيه فهو دولة مستقلة يحكمها الدولار،
وهو جزء مهم وتمهيدي لدولة اسرائيل الكبرى (راجع الخرائط المرفقة) لسحب يد هذه الدول و اقامة منطقة اسرائيلية ستمتد مستقبلاً إلى الشرق لتصل إلى السماوة في العراق .
والمحور الثاني هو ( #محور_المقاومة ) ويضم
(إيران ، لبنان ، سوريا ، جزء من القوى العراقية السياسية والشعبية ) ويتحالف مع روسيا والصين التان تعارضان التوسع والسيطرة الأمريكي في المنطقة والعالم
ويعمل هذا المحور على مقاومة المشروع الامريكي ويرفع شعار (يجب ان تزول اسرائيل من الوجود)
ينقسم العراقيون في الداخل العراقي إلى عدة فئات تجاه هذه المحاور وهي :
#الفئة الأولى : فئة سياسية وثقافية وشعبية مؤيدة للمحور #الامريكي .
#الفئة الثانية : فئة سياسية وثقافية وشعبية مؤيدة لمحور #المقاومة .
#الفئة الثالثة : فئة #سطحية كبيرة ينعقون مع كل ناعق متقلبي المزاج في كل حدث يغيرون توجههم وخندقهم وهم نسبة كبيرة جداً في المجتمع .
#الفئة الرابعة :
الفئة الرابعة وهي فئة تريد ان تبعد العراق عن صراع المحاور وتركز على بناء عراق قوي يتعامل مع الجميع على أساس المصالح المتبادلة والعلاقات المتوازنة مع الجميع، يكون العراق فيها بعيداً عن الصراعات الدولية ويلعب دوراً إيجابياً في تقريب وجهات النظر ويساعد على التهدئة في المنطقة
ويتمثل هذا الخط برؤية المرجع الديني السيد علي السيستاني (دام ظله) كما هو واضح من خلال الخطب والبيانات ويؤيد هذه النظرة بعض السياسيين العراقيين في الداخل ونسب محدودة من الشعب الملتزمة بتوصيات المرجعية الدينية .
وخلاصة القول
إننا كعراقيون اذا ما أردنا ان نحافظ على بلدنا فعلينا ان لا نسير مع المحور الامريكي لأنه محور يبحث عن مصالحه الكبرى بغض النظر عن مشاعر الشعوب ومقدساتها
ويسير وفق منهج واضح لبناء امبراطوريات بنظام جديد تمسح الكثير من الدول وتعيد تشكيل ثقافتها وتمسخ هوياتها عبر مجموعة من المشاريع التي فشل بعضها وسيفشل الآخر قريباً (بدءاً من مشروع الشرق الاوسط الكبير والشرق الاوسط الجديد ومشروع داعش لتأسيس دولة متطرفة توجه سلاحها للداخل العربي والإسلامي ) وغيرها كثير أثبت التاريخ انها فشلت وستفشل كل مشاريعهم المستقبلية بجهود المخلصين من أبناء هذه الشعوب،
والاهم من ذلك أن لا نكون ضمن الفئة الجاهلة المتقلبة بين المحاور وننعق مع كل ناعق فيستخدمنا الاسرائيلي والأمريكي والوهابي في مشاريعه الاستعمارية لنكون خناجر في خاصرة العراق، وعلينا ان نعي أننا اذا غفلنا عن اسرائيل فإن اسرائيل لن تغفل عنا وهذا ما تعلنه ضمن اهدافها السياسية وطقوسها الدينية
وسواء كنّا في محور المقاومة أو المحور الوطني للسيد السيستاني (دام ظله) علينا ان نعرف اننا الأقرب في المنهج والفكر و الاهداف إلى منع قيام دولة اسرائيل الكبرى على حساب بلداننا،
و بناء عراق قوي يكون مصداً لكل المخططات الاقليمية، و يحافظ على هيبته ويليق بتاريخه ومهيئاً لإستقبال صاحب راية الفتح الامام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف.
كما علينا ان نكون على يقين بأننا منتصرون بوعد إلهي وتحت راية امام منصور من آل محمد (ص) فكما هدم العراقيون الدولة الأولى لليهود فسيهدمون الدولة الثانية ان اعتدوا على العراق .
حيث قال تعالى :
{ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً{4} فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً{5} ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً{6} إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً}
|