قد يسأل البعض لماذا نصلي باليوم هذا المقدار ؟ ، ولماذا نقوم بتلف ساعة من وقتنا ؟ ، فربما البعض يستفيد من هذا الوقت بالجانب الاقتصادي ، ويكسب الكثير من الاموال ، فبماذا نجيبه ؟
هذا السؤال شبيه بمن يقول لماذا ناكل ؟ ولماذا نشرب ؟ ولماذا ننام ؟ ولماذا ولماذا ....؟
ففي كل يوم الجسم يحتاج الى غذاء وطعام وشراب ، وكذلك يحتاج الى سبات راحة ونوم ، فهذه تعد من الضروريات الدائمة للجسم .
الصلاة هي غذاء وطاقة روحية للإنسان ، وبدونها يتعرض الانسان الى التلف والدمار والضياع على الصعيد المعنوي، فالكثير من المكائن تحتاج الى وقود في استمرارية عملها ، ولا يمكن الاستغناء عن الطاقة بكل الاحوال والصور ، وهي عصب الحياة ، وتعد المحرك لمكنتها باختلاف انواعها واسمائها فمثلا : الميثان والبروبان يستخدمان في الطبخ وغيرها والسكرين والبنزين في السيارات والنفط وزيت الغاز في المكائن الثقيلة والوقود الصلب واليورانيوم والاوكسجين المسال في المركبات الفضائية والصواريخ ، وكذلك الحال عند النباتات التي طاقتها الضوء والماء ناهيك عن الانسان والحيوان فهما يحتاجان الى الغذاء وهما الطعام والشراب لطاقتهما الجسدية .
فالصلاة شحنة وطاقة ايمانية تزود الانسان المسلم في كل يوم وتجعله يرتقي ويتكامل وهي مطهر لباطن الانسان من الادران وقد شبهت بالروايات كالنهر الجاري .
فعن جابر بن عبد اللّه الانصاري عن رسول اللّه (ص) انه قال : ( انما مثل هذه الصلوات الخمس مثل نهر جار بين يدي باب احدكم يغتسل منه في اليوم خمس مرات فكما ينقى بدنه من الدرن بتواتر الغسل فكذا ينقى من الذنوب مع مداومة الصلاة فلا يبقى من ذنوبه شيء)(1).
يقول السيد بحر العلوم )قده):
وشأنها كشأن نهر جار * تقلع رين الذنب بالتكرار(2)
الهوامش
1- مستدرك الوسائل : ج3 ، ص 15.
2- الدرة النجفية ( منظومة في الفقه ): تأليف السيد مهدي بحر العلوم ص 82.