مع اقتراب إنعقاد الجلسة الأولى للبرلمان العراقي الجديد بتاريخ ٢٠١٨/٩/٣ تصاعدت وتيرت التصريحات التي تؤكد وصول الكتل السياسية إلى المراحل النهائية لإعلان تشكيل الكتلة الأكبر.
حيث تشهد الساحة السياسية العراقية الآن حراكا واسعا بين مطابخ أربعة كلا منهم له طريقته واستراتيجيته،وتلك المطابخ هي:
١- المطبخ الأول:وهو مطبخ النواة الذي يجتمع في مكتب عمار الحكيم والذي حضرته قيادات من النصر والحكمة وسائرون والوطنية وغيرهم،وقد ترشح عن اجتماعهم بالوصول إلى تكوين الكتلة الأكبر والتي وصلت إعدادها إلى ١٧٧مقعدا بلحاظ الأعداد الافتراضية للقوائم من دون الانسحابات الحاصلة في تلك القوائم.أو وصولها إلى ١٠٩مقعدا بلحاظ الانسحابات الموجودة فيها.
٢-المطبخ الثاني: وهو مطبخ الفتح والقانون والفياض وبعض السنة وهذا المطبخ تم إبلاغه بانضمام بعض النواب الفائزين في قوائم انتخابية أخرى.وقد وصل إعداد هذا المطبخ إلى١٤٥ مقعدا كما صرحوا بذلك من خلال بعض وسائل الإعلام التابعة لأحزاب منضوية لهذا المطبخ.
٣-المطبخ الثالث:وهو المطبخ السني ويمثله اجتماع المحور الوطني في فندق الرشيد. وهم قد توصلوا إلى ضرورة حسم مرشح رئيس البرلمان من خلال التصويت. و كذلك اتفقوا إلى ضرورة حسم قضيه الانضمام لطرف من أطراف الكتله الأكبر. الفتح والقانون ام كتلة النواة.
٤-المطبخ الرابع:وهو المطبخ الكردي الذي يسعى إلى الاستفادة القصوى من الخلافات الموجودة بين المحوريين الشيعيين الذين يتنافسان على تشكيل الكتلة الأكبر لتصعيد مطالبه السياسية مقابل الدخول في التحالفات وتشكيل الحكومة المقبلة.
وهذا المطبخ يتعمد تأجيل خياراته التحالفية مع المطبخين الشيعيين لكسب المزيد من الشروط التي يفرضها على اي تحالف،لاعتقاد هذا المطبخ انه لن توجد فرصة ملائمة أفضل من الوضع الذي عليه الان القوى السياسية الشيعية من حيث التشتت والانقسام الذي يعتبر الصفة السائدة على مواقفهم.علما ان هذا المطبخ هو من يحدد الكتلة البرلمانية الأكبر التي تأخذ على عاتقها مسؤولية تشكيل الحكومة المقبلة.
▪️النتائج:
١- استطاع اللاعب الخارجي من تعميق الانقسام والتشظي بين القوى السياسية الشيعية إلى مستويات كبيرة جدا.
٢- زعماء الشيعة اضاعو فرصة تأريخية جديدة في مقدرتهم على حصد ما يزيد على المائتي مقعدا برلمانيا وأنهى التهديد الوجودي للشيعة.
٣- بوصلة المطبخين الشيعيين المتنافسين عاطلة لا تستشعر الخطر،لذا فهي سوف تقدم التنازلات لغرمائها من السنة وخصوصا الكرد لأجل تشكيل الكتلة الأكبر في حين تمتنع عن تقديم التنازلات لبعضها البعض وترضى ان تبقى القوى السياسية الشيعية فرقا شتاتا واحزابا متشرذمة.
٤- بريق السلطة والمنصب انسى الكثير من أفراد المطبخين الشيعيين كونهم هم مجاهدون وقد زج بهم في السجون،يبدو كل هذا قد مضى لأجل الكرسي.
٥- سيكتب التاريخ عنكم بأنكم اي أصحاب المطبخين الشيعيين قد سمحتم بتفرقكم دخول العامل الخارجي وخصوصا الأمريكي على أحد مطابخكم لكي يعمق الخلاف بينكم من خلال التلويح بورقة منتهية حتى في حسابات الأمريكي.
|