• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : زهرة خندق حمراء .
                          • الكاتب : غني العمار .

زهرة خندق حمراء

الكوت في 29 / 7

أرتديت وجهي .. بعد أن صففتُ شَعري ببصاق المطر

ركضتُ على سلالم حديقة المتصرف1

أمسكتُ بقطعة بورك2

وأخذتُ بالكتابة على مماشي الحديقة

كانت بلاطاتها من الأسمنت المائل الى سمرةٍ

تشبه الى حدٍ ما لوح صفنا في أعدادية الكوت

دونتُ بضعة أبيات للمتنبي ..وقاعدة نحويه وأخرى

مسألةً بالرياضيات

ومن مرشحات الأمتحان الوزاري

كان مدرس التأريخ بقصر قامته يؤنبنا

ويكرر علينا عبور جدار المدرسة ..كأن الجدار (خط

بارليف )3

وكان يعني غير مانعنيه

وحين أستقرت مؤخراتنا على مصاطب معهد المعلمين

فهمنا درسَ الجدار

عَددتُ ماراثون رواحي ومجيئي في ممشى الخميله

كان صوتي عالياً قليلا كمؤذن

صاح علَّيَ الحارس بأن أخفت فليس الوقت وقتَ صلاة

وفي الأمتحان تذكرتُ قصيدة ( أبو تمام ) عن السيف

والقلم

ودوَنتها واضعاً لنفسي درجةً

لم أعلم أن ذلك غشْ

ولكن المصححين أعتبروها براءة

يومها لم يكن سوى تلفازٍ أسود أبيض في مدينتنا وبيتنا

وقناتان

واحدةً يملكها أبن (البطل القومي)

والأخرى ُمسخَّرةً ل ( صور من المعركه ) مفبركه

ونجحنا ..

لم نكن نعلم أن الخنادقَ بأنتظارنا

كان الورد البري يتلونُ مع الغَسق والدم

وأجساد مبلَله بعرق الرصاصه

ويغطي ( الجينكو ) سطوح حدائقنا

التي ينمو فيها الموت لا الجوري

الدود والعشب والكلاب التي تسمن من جثثنا ،

وشفلَّح الطرقات

عقدوا معنا صداقاتٍ لدوده

وسرعان ما تختبيء فراشةٌ في جيب أحد الجنود

ربما تذهب معه بلوحٍ من خشب الزان الى البيت

وسطَ عويل وولولة نسوة

وحشرجة آباء كانو ينتظرون تخرجنا

وخرجنا

ولم نعد

عاد المعتَمدُ محمولاً بنا طلباً لأجازه

هروباً من نار الحرب

 

 

الكوت في 12 /11 20_

15 م

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=123625
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 08 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13