• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : جنسية عراقية من الدرجة الممتازة .
                          • الكاتب : عادل الموسوي .

جنسية عراقية من الدرجة الممتازة

 

" قد يكون لسان حال الشيعي العراقي " 
قبل التسجيل في المدرسة تلقيت اول درس في المواطنة من الوالدة : " يمه دير بالك ﻻ تحجي على الريس كدام الجهال " حتى اني لم اكن اعرف من هو الرئيس ، كنت اسمع من الاطفال يرددون : " بالروح بالدم نفديك يا ابو هيثم " ، وكان الدرس الثاني بعد التسجيل بالمدرسة من الوالدة أيضاً وهو : " يمه ﻻ تكول احنه شيعة ، والدرس الثالث : " يمه ﻻ تكول جا حتى ﻻ يكولون عليك شروكي ، اما دروس الوالد فكانت صامتة كان برنامجه في شهر محرم اشرطة حمزة الصغير ووطن وعبد الرضا وسيد جاسم .. وفي اليوم العاشر مقتل عبد الزهرة ، بعد فترة انتبهنا انه ﻻ يسمع شريط د . الوائلي ره ، سألته الوالدة ، فقال : ممنوع ،
في فترات التشديد كانت رايتنا الحسينية ترفع من الجهة الخلفية لسطح الدار وفي احدى السنوات وضعت الوالدة الراية وهي ملفوفة بعمودها على " الستارة " كانت الوالدة " خوافة " جدا لكنها لم تتنازل عن رفع الراية كانت تقول : " يمه هذا رسم " وتعني مرسوم .
صفارات اﻻنذر تعلن الغارة الجوية ، انها الحرب ، العدو الفارسي ، الريح الصفراء ، المﻻلي ، الفرس المجوس ،حكام قم وطهران ، البوابة الشرقية ، بيان رقم .. ، صور من المعركة ... قادسية صدام ، التدين وتهمة حزب الدعوة الجاهزة ، العمالة ، كابوس اﻻمن ، فﻻن " اخذوه اﻻمن ، يقولون انه بحزب الدعوة " ،اخرون : معدوم ، اسير ، شهيد ، مفقود ، صديق الريس ، رفيق ، ...
خائف يترقب ، اﻻذن تنصت لطرقة الباب المرعبة ولحظة اقتحام اﻻمن ، 
الكتب الدينية واشرطة اللطميات والمحاضرات كانت ادوات جريمتي التي حرت كيف اخفيها ...
في الحرب كل وجد هويته ، الجندي اﻻيراني يقاتل عن عقيدة وفتوى ، العراقي - غير الشيعي - يقاتل قهرا لكن له بعض من عقيدة العروبة والعداء للفرس والشيعة ، اما العراقي الشيعي فكان يقاتل قهرا ﻻ عن عقيدة متأثما ﻻيدري ما مصيره في اﻻخرة كان هو الخاسر الوحيد في هذه الحرب ، ﻻنه بﻻ  هوية ، مواطن  بﻻ درجة مواطنة حتى من الدرجة اﻻخيرة .
بعد الكويت وسني يوسف وبعد اللتيا والتي قلبت صفحة العهد القديم وفتحت يأجوج ومأجوج بعهدها الجديد .
وقد وعدني من كان بالمنفى باصدار الهوية عند وصوله الوطن ، بعد الوصول اشترى صوتي بثمن بخس - تلميح بعودة البعث او حكم السنة والذبح - فعينته مديراً للعراق فأتى على ماتبقى من رماد المواطنة لينفخه ساخراً  ضاحكا ضحكة الطاغوت المباد .
بالحقيقة لم اكن مباليا جدا بالحصول على تلك الوثيقة فلست بحاجة لأن اكون عراقياً بدرجة مرموقة .
واستعنا بالصبر ورددنا كلمات العراقيين المعروفة " الله كريم " وتمر اﻻيام والصبر يهزل والوطنية والمواطنة والوطن في اﻻنفاس اﻻخيرة ، بل خمدت او كادت ، فنفخ في الصور فصعق غيرنا وبعثنا بل ولدنا وفتح لنا سجل التاريخ ودونت اﻻقﻻم سيرتنا الذاتية ومعطيات وﻻئنا لامير المؤمنين ع وزياراتنا وخدمتنا في اﻻربعينية ومواكبنا وعطائنا وبذلنا ومجالسنا .. دون التاريخ ثﻻث من سنوات الجهاد ، الشهادة ، البذل ، الدعاء ، العطاء ، ولقد كنا نسمع ونقرأ عن مواقف شامخة ظننا ان الماضي قد استأثر بها لكننا اليوم نشهد مواقف اكثر شموخا وكانت صورة النصرة للحجة بن الحسن عليه السﻻم غير واضحة حتى كنا نتردد عند قراءتنا لفقرة " فاخرجني من قبري مؤتزرا كفني شاهرا سيفي مجردا قناتي .. " - من دعاء العهد - لكننا اليوم نقرؤها بملئ الفم وكامل الثقة بعد ان اصدر سماحة السيد المرجع فتواه الجهادية بل اﻻيحيائية ﻻنه احيا فينا احترام ذواتنا العراقية ، فأصدر لنا جنسية عراقية من الدرجة الممتازة ، نحن اليوم ايها اﻻخوة اسياد الوطن عراقيون حسينيون قائدنا السيد السيستاني .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=112587
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 12 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14