أسرار تقاطر المسؤولين على “الحنانة” للقاء الصدر
يشهد حي “الحنانة” الشهير بسكن كبار علماء ومراجع الدين الشيعة الواقع وسط مدينة النجف القديمة تقاطراً غير مسبوق من قبل عدد من الشخصيات الحكومية والسياسية والبرلمانية لزيارة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر حيث يقيم هناك.
ويرى مراقبون ان زيارات المسؤولين الكبار واجراء مباحثات مع الصدر تندرج في اطار التخفيف من الازمة السياسية والنيابية الخانقة من جراء اصرار الصدر على اقالة مفوضية الانتخابات المستقلة وتهديده بشكل ضمني بالاعتصام المفتوح حال اصرار البرلمان على عدم اقالتها على الرغم من تصويت النواب على عدم قناعتهم بردود مجلس المفوضية.
وأشارت مصادر مطلعة في مجلس النواب إلى أن «بعض القوى السياسية الكبيرة، تحاول إعاقة تبديل مفوضية الانتخابات من خلال العمل على عدم اقالتها في البرلمان بعد استجوابها، إضافة إلى تعطيل عمل لجنة الخبراء البرلمانية المعنية بتشكيل مفوضية جديدة».
وبينت أن «العديد من الكتل الكبيرة لا توافق على اقالة مفوضية الانتخابات على الرغم من ظهور الكثير من السلبيات في عملها اثناء الاستجواب امام البرلمان، وذلك لكونها تخدم مصالحها وتضمن لها نسبة متقدمة في الانتخابات.
ويقول مصدر مقرب من الاجتماعات " ان اصرار الصدر على تغيير المفوضية وضع الكتل في موقف محرج في ظل امتلاكه تيارا شعبيا قادرا على إحداث ازمة على مستوى الشارع ".
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه ان زيارة وزيري الداخلية قاسم الاعرجي والدفاع عرفان الحيالي جاءت لبيان مدى خطورة الوضع الامني في ظل التحديات الارهابية بسبب هزائم داعش الذي قد يستغل اية تظاهرات لايقاع ضربة كبيرة بالامن في العاصمة .
كما قدم الوزيران الامنيان تقييماً للسيد الصدر عن الوضع الامني مطالبين إياه بالتأني في اجراءاته الشعبية حفاظا على الدم العراقي الذي يحرص هو عليه بشدة, في حين تحدث المصدر عن ان رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم ركز في زيارته على اهمية وحدة التحالف الوطني وضرورة عودة التيار اليه وان الحكيم طالب الصدر بالتهدئة وعدم التسرع في الحكم على قرارات التحالف واهمية اجراء الانتخابات في موعدها .
وهدد زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر في وقت سابق بعدم المشاركة في الانتخابات المقبلة إذا بقيت المفوضية الحالية من دون تغيير او اللجوء الى الاعتصام كرد فعل على بقاء المفوضية
المصدر ذاته اكد ان المسؤولين الذين زاروا النجف تحاشوا طلب لقاء المرجعية الدينية في موضوع اقالة المفوضية ,لانهم سمعوا قبل قدومهم تأكيدات من شخصيات مقربة من المرجعية رفضها اقحامها في قضايا خلافية سياسية ولفقدانها الثقة بمختلف الكتل السياسية .
وضمن مؤشرات احتدام الصراع حول مصير مفوضية الانتخابات، حذر الامين العام لحزب الدعوة الإسلامية، نوري المالكي، مما سماه بـ«مؤامرة» للاطاحة بالعملية السياسية، عبر تعطيل الانتخابات المقبلة وفرض بديل على العراقيين»، مدعياً بأن « تجربة العلمانيين في حكم العراق لم تأتِ للعراقيين الا بالحروب والاقتتال».
وبشأن زيارة رئيس البرلمان سليم الجبوري للنجف ولقاء الصدر قال النائب عن تحالف القوى العراقية، عبد الرحمن اللويزي، السبت، إن اللقاء الذي جمع رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، “بروتوكولي”، حتى وإن كان ملف “الإبقاء أو الإقالة” للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، ضمن ما تم طرحه خلال اللقاء، عازياَ السبب إلى صعوبة رفض الصدر وتياره التراجع عن تغيير المفوضية.