صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

الى كل عراقي يعتز بوطنه
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عندما نطالب بسحق الإرهاب، ونتحدث عن إستهداف الجنود العراقيين، وجرائم التكفيريين الذين لايميزون بين مواطن ومواطن. لانرغب بالذهاب الى دائرة التصعيد والشحن الطائفي، ونقول.. قال السنة، وقال الشيعة. بل نطالب ببناء دولة قوية تضرب على رأس كل من يريد أن يكون دولة لوحده، ولايرعوي، ويتجاوز القانون، ويعتدي على الحرمات. الإرهاب وداعش، وكل من يتجاوز على الناس هو متمرد على القانون، وسواء كان خطابه دينيا، أم عشائريا، أم مناطقيا فيجب أن يقمع، ويتم ترهيبه، وتأمين المواطنين العاديين بكل الوسائل المتاحة عسكريا وقانونيا وإقتصاديا، وان لانستسلم لطموحات من يريد للدولة أن تبقى (سايبة عايبة) ليستمر بجني المكاسب والمناصب، ويتربح على حساب دماء الأبرياء ومعايشهم وكراماتهم، وهذه مسؤولية أخلاقية تقع على عاتق من بقي لديه بعض الشرف من المشتغلين في السياسة والدين والثقافة والصحافة والأكاديميات والمتنورين في المجتمع.
مؤلم جدا أن نرى العراقيين ينحازون الى مذاهبهم وقومياتهم بطريقة فجة ومخيفة وباعثة على القلق من تدهور الأوضاع لتصل الى مرحلة الإستسلام الكامل للتطورات في المنطقة، والتحول الى مجرد أدوات وأتباع لاحضور ولاوجود ولاتأثير لهم إلا بمقدار علاقتهم بهذه الدولة، أو تلك، وبمقدار ماتفضله تلك الدولة التي يعمل لحسابها مواطنون بمختلف المستويات، فهناك من يربط مصيره ومصير بلده بمواقف وقرارات دولية وإقليمية ولايخرج عنها، ويتقوى على شريكه في الوطن من خلال أدوات خارجية يدفع ثمنها من ولائه ووطنيته وإنسانيته، وبينما تنهض الشعوب وتتطور ننزاح نحن الى دائرة مواجهة غير أخلاقية نكون نحن القتلة فيها والضحايا معا بل والأدوات أيضا، بينما للأجنبي والخارجي الفرجة والمنفعة.
يبدو المواطنون العراقيون في حالة يأس وإحباط، ويبدو الساسة كذلك، والجميع يجري لاهثا خلف أمنياته ومطامحه التي يريد لها أن تتحقق ولو كان الثمن دمار بلده وتفتته وضياعه، وخسارة العلاقة مع الشركاء الأساسيين فيه، ومثل هولاء بل وأسوأ منهم السياسيون الذين يفقدون ثقتهم بأنفسهم مع إستمرار الفشل، ويفقدون الرغبة في العمل والكد من أجل بناء الدولة وينحصر همهم في بناء ممالكهم الخاصة، وتأمين مصالحهم، فهم يشعرون بغياب الرؤية، ولايجدون وحدة حقيقية بينهم على المباديء الأساسية والمصالح الوطنية المشتركة، ولايعودون سوى صدى لصوت أعلى، وممثلين لمصالح دول، بينما يغيب الوطن، ويضيع في الضباب.
العراقيون بحاجة الى العودة الى ذواتهم والثورة من أجل وطنهم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/29



كتابة تعليق لموضوع : الى كل عراقي يعتز بوطنه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net