صفحة الكاتب : رضوان ناصر العسكري

مسيرات زاحفة واعواد راجفة
رضوان ناصر العسكري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 هبت نسائم عطرة بعبير المسك، تلوح في افق العراق، حاملةً معها بيارق النصر، تخفق فوق رؤوس الزاحفين نحو كربلاء المجد والخلود، مستلهمةً منها، دروس المثل والاخلاق، لتتغنى بأناشيد البطولة والوفاء، حباً بشهيد الطف الخالد الذي بذل الغالي والنفيس من اجل اعلاء كلمة الحق، والوقوف بوجه الدولة الاموية التي استباحت كل المحرمات، وانتهكت الاعراض بإسم الخلافة.
 
إن لصوت الحسين في كربلاء صدى، لازال يصدح في الآفاق فكان ولا زال مدوياً في الاذهان والاسماع، ليستلهم منها كل الثائرين, والمظلومين، قوتهم, وعزيمتهم، للوقوف بوجه الطغاة، فما إن سفك دمه الطاهر، على ارض كربلاء حتى ثار منها بركان الدم ليزلزل <<عروش الفاسدين>> وعلى مدى العصور، فعندما تذكر اسم الحسين في مجالس الظالمين تراهم يشتاطون غيضاً، فتخفق قلوبهم, وترتعد مفاصلهم, وكأن صاعقةً نزلت على رؤوسهم فتراهم يتوجسون خوفاً وذعراً، فتكمم افواههم فلا ينطقون وكأن الطير على رؤوسهم، فترتعد وترتجف مماليكهم من اسم ذلك الثائر.
 
فتلك المسيرات المليونية الزاحفة صوب كربلاء، ومن كل بلدان العالم، التي نقشت الشمس بشعاعها على جباهم اجمل ملامح السمرة، فما هي الا ثورة مستمرة، تحمل في طياتها عناوين الشجاعة, والاباء, والتضحية, من اجل إعلاء كلمة الله, وثبات الدين المحمدي الاصيل, الذي خط عنوانه الامام الحسين عليه السلام على جبين الزمان، ليرسم منه اجمل شعلة وهاجه، لتنير طريق الثوار، للخلاص من الظلم والطغيان، الذي نزل بهم من جراء سياسات السلطة التعسفية، بحق شعوبهم المظلومة.
 
لهذا السبب ترى كل الحكام الفاسدين يرتعبون من بكربلاء، ومن ثورة الامام الحسين، ومن شيعته، فينصبون لهم العداء، ضنهم يستطيعون القضاء عليهم، لكنهم واهمين، لأنهم بالقتل والصلب والسجن لا يزدادون الا ثبات وقوةً وعزيمةً لأنهم تخرجوا من مدرسة الشجاعة والإباء، لأن عنوانها النصر والثبات.
كربلاء كانت ولا زالت مدرسة الاخلاق النبيلة والقيم الرفيعة ومصنع للأبطال والثائرين، لكل بلدان العالم.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رضوان ناصر العسكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/11



كتابة تعليق لموضوع : مسيرات زاحفة واعواد راجفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net